أجندة 2008- أوروبا: عام بناء الثقة والخروج من نفق الشكوك

 

 

بمقاييس كثيرة يحمل عام 2008 لأوروبا مزيجا من الأخبار الحسنة والرفاه والمتعة، فمع حلول الذكرى الخامسة لغزو العراق في مارس (آذار)، تكون بريطانيا قد تنفست الصعداء بخروج معظم قواتها، وقد تشاركها بولندا ودول أخرى. ومع مطلع العام في يناير يهرع رجال أعمالها وإعلامها ومفكريها الى المنتدى الاقتصادي بالحاضرة السويسرية دافوس، وفي يونيو (حزيران) تتسمر شعوب الاتحاد الأوروبي أمام شاشات التلفاز مع بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم التي تستضيفها النمسا وسويسرا، مع حزن في بيرطانيا بسبب الخروج المبكر، لترحل العيون بعد شهر واحد الى الصين حيث أولمبياد 2008، فيما تتأهب فرنسا لتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي من سولفينيا في يوليو (تموز) بعد أن تكون الأولى (سولفينيا) قد تقلدته في يناير (كانون الثاني) مع مطلع العام، بكلمات أخرى نصف أول من العام شديد الإزدحام.

وسط هذا الحراك حملت أيام 2007 الأخيرة منذ عشرة أيام أخبارا حسنة أخرى تقول أن التأييد لعضوية الاتحاد الأوروبي وصل الى أعلى مستوى له منذ عقد من الزمان، وذلك بعد أن قام مركز (يوروباروميتر) لقياس الرأي العام في الاتحاد الأوروبي باستطلاع آراء أكثر من 30 ألف شخص في 27 دولة هي مجموع دول الاتحاد و3 دول مرشحة للحصول على عضويته (كرواتيا ومقدونيا وتركيا) والجزء التركي من قبرص، (قبرص ومالطا تنضمان الى حزام اليورو في يناير) وتقول أرقام الاستطلاع أن 58% ممن شاركوا في الاستطلاع أيدوا عضوية الاتحاد الأوروبي، وهي النسبة التي زادت عن سابقتها التي جرت في الربيع الماضي وكانت 57%.

بكلمات أخرى أيضا تكون هذه النسبة هي الأعلى منذ عام 1996 تقريبا وكان محور الاستطلاع حول التفريق أو الاختيار بين استفادة بلاد الشريحة المستطلعة من الانضمام للاتحاد من عدمها فجاءت الإجابات لصالح الاستفادة وأظهر التصنيف للدول أن أكثر الدول تحمسا لعضوية الاتحاد الأوروبي هي لوكسمبورج 82% في حين جاءت بريطانيا كأكثر الدول فتورا إذ رأى 34% أن عضوية الاتحاد «شيء جيد»، بانخفاض في النسبة بواقع 5% عن الاستطلاع السابق، فيما لم يزد عدد الراغبين في الانسحاب فيها عن عدد الذين يفضلون استمرار البقاء داخل التكتل الأوروبي وفي أيرلندا حيث سيجري استفتاء مرغوب فيه بشدة حول دستور جديد للاتحاد في الأشهر المقبلة وجد أن نسبة التأييد لعضوية الاتحاد وصلت إلى 74% وهي ثالث أعلى نسبة بعد بلجيكا.

مثل هذا الاستطلاع بأرقامه ومضامينه يوشك أن يقول إن جولات أخرى حول دستور للاتحاد الأوروبي ربما لا تلاقي نفس المصير الذي لاقاه الدستور في استفتاءات سابقة، ليكون عام 2008، إذا صدقت نتائج هذا الاستطلاع هو عام الخروج من نفق الشكوك في اتحاد يحلم ببيت أوروبي كبير يكون به أكبر قوة اقتصادية في العالم.

 وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:aawsat-2-12-2007