أصابعنا ما زالت هي نفس الأصابع

 

إقبال التميمي

 

 

جوائز الإعلام العربي والمعاييرالمزدوجة

جرت يوم الأربعاء 26 من ابريل 2006 مراسيم الاحتفال السنوي بالفائزين بجائزة الصحافة العربية في نهاية المؤتمر الذي عقد لمدة يوم واحد في دبي.

في كل عام يتم خرم طبلات آذاننا بالمناداة بالارتقاء بالتفكير والمناداة بالتطور واللحاق ببقية ركب الإنسانية في عدد من المؤتمرات المعنية بالصحافة والإعلام، فنتوقع أن يحصل تغير أو تطور في التفكير في العام الذي يليه، لكن للأسف الحال هو ذات الحال وما زالت المعايير المزدوجة هي سيدة الموقف. وهنا أقصد استثناء الصحف والصحفيين الجيدين الذين يعملون في الصحافة الالكترونية من المشاركة في هذه المسابقة. وكنت قد راجعت نادي دبي للصحافة في أكثر من مرة وأبدت السيدة منى المري أسفها أن الصحافة الالكترونية مستثناة من المشاركة. هذه الصحافة التي كانت مصدر معلوماتنا الوحيد يوم تفجيرات طابا عندما نشرت صحيفة إيلاف أول الأخبار واستخدمنا المعلومات منها لبرامجنا الإخبارية التلفزيونية ومن مواقع الصحف الأجنبية، ومن ساعة وقوع التفجيرات في الساعات الأولى من النهار وحتى ظهيرة اليوم الثاني لم تكن الصحافة الورقية قد أنزلت خبراً لأن الصحف تكون قد جهزت قبل منتصف الليل بقليل وتوزعت بعده. حتى صحيفة الأهرام التي تعتبر الصحيفة المصرية الرسمية الأولى نشرت عدة طبعات ذلك اليوم ولم يكن بينها أي معلومة حتى الظهيرة عن هذا الحدث الجلل.

سأكتفي بهذا المثال على دور الصحافة الالكترونية التي لا تعترف بها كثير من المؤسسات ومن ضمنها جائزة الصحافة وجمعية الصحفيين ذاتها.

إن كانت الصحافة الالكترونية غير ذات أهمية فلماذا السعي الحثيث لجعل روادها وأقصد هنا عثمان العمير ناشر موقع ايلاف الالكتروني أول صحيفة عربية كاملة على الشبكة، وعبد الرحمن الراشد مدير قناة العربية المعروف عنه اهتمامه الشديد بموقع القناة الإخباري على الشبكة، هم على رأس المشاركين في هذا الحدث والذي بالمناسبة أتحدى أي صحيفة ورقية ان تكون قد سبقتهما في تغطية الحدث إذ وصلت المعلومة إلى أقاصي الأرض عبر هذه التقنية النظيفة قبل أن تبدأ الصحف الورقية بصفّ حروفها.

لماذا على أصابعي أن تكون ملوثة بالحبر ليُعترف بأدائي وأدخل المنافسة وخصوصاً أن جميع العاملين في التحرير الصحفي في الصحافة الالكترونية هم أصلاً كانوا صحفيين ومحررين في صحف ورقية انتقلوا من مرحلة إلى مرحلة تناسب تطور الإعلام العالمي ومستجداته.

لا يجوز الكيل بمكيالين إن كانت الجهات المنظمة تعترف بأهمية الصحافة الالكترونية لتغطية أخبارها عليها أيضاً أن تعترف بهذا الدور بشكل عملي وتمنح منتسبيها فرصة المنافسة، وفرصة العضوية في جمعية الصحفيين إلى جانب نشاطات أخرى، فأصابعنا ما زالت هي ذاتها نفس الأصابع التي عملت على الصحافة الورقية وإن نظفت من بقايا الحبر.

وكل ذلك بحسب رأي إقبال التميمي في المصدر المذكور.

المصدر: ايلاف-27-4-2006