الإعلام العراقي و المجلس النواب الجديد

 

 

 

أوردت جريدة الصباح مقالا لمفيد الجزائري بعنوان: الإعلام العراقي المستقل سيكون في مقدمة اهتمام مجلس النواب, نصه:

في التاسع عشر من آذار، موعد الجلسة الاولى لمجلس النواب، يبدأ اشراف البرلمان على الاعلام الذي تموله الدولة، وبذلك يتحول الى بداية الطريق نحو اعلام اكثر تنظيماً واشرافا وقوة.

وكانت المادة 102 من الدستوراشارت الى استقلالية هيئة الاعلام ماليا واداريا على ان يكون ارتباطها بمجلس النواب .

وأكد مفيد الجزائري رئيس لجنة الاعلام في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها وعضو مجلس النواب المقبل ان اشراف البرلمان على الاعلام يجعله اكثر استقلالية وحيادية، وقال انه يتوسم بمجلس النواب ان يسعى الى الاهتمام بالاعلام اهتماما يختلف تماما عن اهتماماته بوزارات الدولة الاخر، حيث يقتضي بحسب قوله خلق مؤسسات اعلامية توازي بكفاءاتها المؤسسات الاعلامية المتطورة في العالم. وفي لقائنا مع الجزائري دار هذا الحوار:

المادة (102) من الدستور اشارت الى ارتباط هيئة الاعلام بمجلس النواب ماهي عوامل نجاح المجلس بصنع اعلام عراقي مستقل؟

- يتوجب على مجلس النواب المقبل بعد ان أقر الدستور وما جاء فيه بصدد هيئة الاعلام تأمين مستلزمات اعلام عراقي مستقل تماما تكون تابعيته للدولة من خلال سلطتها التشريعية وليست التنفيذية لأن الاعلام مادام مدعوما من ميزانية الدولة فيجب على الجميع السعي بجد واخلاص لضمان استقلاليته لأن المساس باستقلاليته هو مساس بارادة الشعب باعتباره الممول الحقيقي لهذه الجهة المهمة في بناء دولة المؤسسات المستقلة .

هل لأرتباط الاعلام بمجلس النواب هو ضمان لعدم تدخل الحكومة في آليات عمله ؟

- تدخل الحكومة بعيدا عن شكلها وبرنامج عملها في الاعلام مصدر خطر كبير يطعن في استقلالية الاعلام فاذا كان هناك رأي للحكومة في اختيار وزير لوزارة معينة ويمر هذا الموضوع بدون نقاش فعلى مجلس النواب المقبل ان يقدم وجهة نظره الثاقبة واعتراضه على اية شخصية يتم اقتراحها لوظيفة اعلامية حتى لا يكون الاعلام متأثرا بأي قرار سياسي تابع للحكومة .. اما ارتباطه بمجلس النواب لكون مجلس النواب يمثل جميع اطياف الشعب والاعلام لكونه مستقلا يمثل الاطياف نفسها  فيكون الارتباط منطقيا والمرحلة القادمة في تشكيل الحكومة أذا بنيت على مبدأ الاستحقاق الانتخابي سيكون الاعلام المستقل ممثلا ونافعا للاقلية وللاغلبية الحاكمة على حد سواء .

في ظل مجلس النواب المقبل ماذا يحتاج الاعلام لكي يكون مؤسسة متكاملة وفاعلة في عملها.؟

- هناك لجنة تشكلت داخل الجمعية الوطنية المنتهية عملها تسمى” لجنة الثقافة والاعلام والسياحة “ وكنت رئيسها للفترة السابقة فاذا سلمنا ببقاء هذه اللجنة في ظل المجلس المقبل فمن اجل النهوض بالواقع الاعلامي يجب ان تعمل هذه اللجنة على تطوير علاقتها الاعلامية سواء كانت في الداخل او الخارج اضافة الى متابعة ما وصل اليه الاعلام في الدول المتطورة اعلاميا ووضع دراسة وامكانيات كفيلة بتطوير كل عناصر الاعلام وجعله قادرا على اللحاق بالدول المتطورة اعلاميا .

هل سيخضع الاعلام للمحاصصة والولاءات الحزبية في مجلس النــواب المقبل ؟

الجميع يعرف بأن مبدأ المحاصصة فرضته اجندة سياسية انتقالية، لكن الان وهذا ما نطمح اليه ان نشطب هذه التسميات من قواميس عملنا ويجب ان تكون الكفاءة والنزاهة والخبرة الطويلـة في مجال الاعلام من المبــادئ الاساسية في اختيــار العاملين في هذا المجال وهذا لا يعني انه اذا كان هناك رجل يحمل كل تلك المواصفات وينتمي الى جهــة معينـة سواء كانت حزبية او دينية او غيرها من مسميات فمن غير المفروض الاعتراض على انتمائه وعدم مراعاة كفاءته وما سيقدمه للاعلام العراقي من جهود مخلصة تصب في مصلحة الجميع ... يجب ان تكون هيئة الاعلام وغيرها من الهيئات مستقلة وغير خاضعة لأيــة املاءات خارجية تفرضها الولاءات الحزبية او الحكومية ونحن لسنا البلد الوحــيد الذي تكون لبرلمانه جهة اعلامية مستقلة تمثل الجميع وكلنا على يقين بأن مجلس النواب المقبل سينظر الى هذه الهيئة بجدية ويتعامل معها بحذر واستقلالية من شأنها ان تخلـــق اعلاما قابلاً لكسب ثقـة المواطن من خلال استقلاليته.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر: جريدة الصباح-11-3-2006