قراءات في فكر الإمام الشيرازي الراحل :

                                                               الأسعار والأجور والرفاه

 

 

القيمة تعين بالأمور الخمس التالية :

مقدار العمل الجسدي والفكري ، ذات الشيء ، شرائط الزمان ، شرائط المكان ، العلاقات الإجتماعية  فالمبدء في تعيين القيمة ان يعيش الجميع في رفاه ، ويعمل الجميع بقدر طاقاتهم الجسدية والفكرية فهناك مثلث ضلعه الأول خيرات الأرض والثاني العمل والثالث الرفاه ، اما خيرات الأرض فتوزع على الجميع بقدر إمكان إستفادتهم منها بدون إضرار بسائر افراد البشر من جيلهم ومن الاجيال الأتية بعدهم واما العمل فهو ان يعمل كل فرد لتطوير خيرات الأرض الى المواد الصالحة للإستخدام اوالإستهلاك ( وهذا ما يسمى في الإقتصاد بالإنتاج ) .

واما الرفاه فهو أن يعيش كل فرد موفور الحاجات ، فإذا كان هناك افراد اقوى جسما فاكثر عملا ، او اكثر فطنة و احسن إدارة فاكثر إمكانية للتطوير وتنظيم الإنتاج كان حقهم ان يكون لهم فوق الرفاه ، بقدر مزيد طاقاتهم العملية او الفكرية او الإدارية وعلى هذا المثلث تحدد الأسعار الإشترائية او الإيجارية ، فمادة الرفاه هي الارض وخيراتها ، والهدف تحويل مادة الرفاه الى رفاه وآلة التحويل او جهازه هي الأمور الخمسة المذكورة وأقل قدر يجب ان يحوله هذا الجهاز هو الرفاه لكل إنسان ، فكل عامل يجب ان يكون له عمل يتمكن به من هذا التحويل ، فإذا لم يكن ذلك فالدولة مسؤولة عن إيجاد العمل له ، اما إذا لم يقدر على هذا التحويل لصغر او مرض اوماشابه فالدولة تعطيه من بيت المال بدون أن يعمل شيئا وعلى هذا فاذا كانت مصروفات الإنسان ذي العائلة المتوسطة في طول عمره خمسين الف دينار مثلا يجب ان يكون عمله يدر عليه خمسين الف دينار وتكون قيم بضائع الرفاه له من ملبس ومأكل ومشرب ومركب وزواج وتعليم اولاد وغيرها خمسين الف دينار، ويوزع هذا الخمسون الف دينار على الحاجيات ، لا توزيعا متساويا بل عادلا ، اي يكون الاكثر فائدة اكثر قيمة .*

* الفقه الإقتصاد – الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي ( ر)ج -2- ص 87- 88  - بتصرف .