قراءات في فكر الإمام الشيرازي الراحل :

 

الحـزبُ ليٍـس خَيـاراً

( 2)

 

 

الـحزب مدرسة للإنضباط الفكري والعملي

الحزب مدرسة الإنضباط الفكري والعملي، وذلك لأنّ الحزب يحاول الوصول إلى الحكم، وسحب البساط من تحت أقدام منافسيه، وذلك لأنّ للحزب برنامجاً أصلاحياً يريد تطبيقه في المجتمع، والتطبيق لايمكن إلاّ بالوصول إلى مقاليد القدرة، ومقاليد القدرة هي الحكم، وحيث أنّه يحاول منافسة الحكومة، والحكومة مؤسسة كبيرة ذات قدرة وانضباط، كان لابدّ للحزب من الإنضباط الشديد في أفراده وبرامجه حتّى يتمكن من المنافسة ، فيعطي الحزب لأفراده الإنضباط الفكري بأن  يفكروا بموضوعية وصحة واستقامة. إذ لولا الإنضباط الفكري  لم يحصل الإنضباط العملي، ولولا الإنضباط العملي ، لايمكن مقابلة الإنضباط الموجود في الحكومة....كما يعطي الحزب لأفراده الإنضباط العملي،حيث أنّ كثرة العمل(الفكري والجسدي) هي التي توجب التفاف الناس وثقتهم وإعطائهم الرأي للحزب في الإنتخابات،وبدون الإنضباط لايكون علم ولا عمل، وكلما كان إنضباط الحزب  أحسن، وكان عمله أكثر كان أقرب إلى النجاح، وهذا الإبضباط العلمي لاتعطيه المدارس، إلاّ بقدر، كما انّ  الإنضباط العملي لايوجد الاّ في مثل المؤسسات الحكومية وغيرها، ومن المعلوم انّ الإنضباط الحكومي  ونحوه لايرتبط بالمجتمع، ليدخلوا في مدرسته ويتعلّموا الإنضباط، فينحصر الأمر في الحزب. ولذا نجد الأحزاب  يطردون من لانشاط له ولاإنضباط، أما من الحزب رأساً وأما من المهام الحزبية، وإذا ربى الفرد في الحزب على الإنضباط الفكري والعملي، يكون عضواً صالحاً حتّى إذا خرج عن الحزب، وحتّى في أعماله الخارجة عن أعمال الحزب، وهو داخل في في الحزب- وبهذا الميزان(الإنضباط،والنشاط) يتقدّم فرد وأفراد في الحزب على الآخرين، وقد يكون هذا الفرد أوالأفراد في رتبة متأخّرة من السابقين عليهم، في الدخول في الحزب..... ولذا يكون هناك تصارع دائم، بين القدمة والجدة، فالقديم يريد احترامه وتقديمه لأنّه قديم، والجديد يريد شقّ الطريق  إلى الصف الأمامي،لإنّه أليق وأنشط، بينما القديم قد ترهّل وكسل، ولكن العقبة دائماً لإكثرهم صلاحيتة، اذ المجتمع جبل على تقديم الأحسن. قال سبحانه((اما الزبد فيذهب جفاءاً، وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض))

 كما في سورة الرعد: آية - 17. 

المصدر : الفقـه السياسة – الجـزء ( 106 ) – الصفحة ( 133-132  ) بتصرف .