نهاية الزرقاوي 

 

 

أكد العميد بيل كالدويل، المسؤول في القوات متعددة الجنسيات، في مؤتمر صحفي حول الإعلان عن مقتل أبو مصعب الزرقاوي، أن طائرتين مقاتلتين من طراز إف-16 شاركتا في قصف الهدف الذي كان يأوي الزرقاوي.

وأشار كالدويل إلى أن الطائرة الأولى ألقت بقنبلة زنتها 500 باوند على الهدف، وأعقبتها بقنبلة أخرى من الوزن نفسه، مؤكداً أنه لم تجر أي مواجهات عسكرية، باستثناء الضربة الجوية.

وأوضح كالدويل في الإيجاز الصحفي أن الشرطة العراقية كانت أول قوة تصل إلى الهدف، وتبعتها وحدة من القوات متعددة الجنسيات مؤلفة من وحدة من قوة المشاة الرابعة وأخرى من الفرقة 104 المجوقلة.

وأكد كالدويل أنه ستة أشخاص آخرين قتلوا في العملية، وأنه تم التعرف على اثنين منهم، مشيراً إلى أنه تم نقل جثة الزرقاوي إلى مكان آمن، حيث أجريت لها الفحوص الضرورية للتأكد من هويته، وأنه وجد وشم على جسده إضافة إلى التأكد من هويته عبر البصمات.

وأضاف أن امرأة وطفلاً قتلا في الغارة الجوية على الموقع.

وأوضح كالدويل أن جمع المعلومات حول موقع الزرقاوي استغرق بعض الوقت وأن العملية تمت ليلة أمس (الأربعاء).

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قد أكد الخميس مقتل الزرقاوي في غارة جوية في منطقة "هبهب" في محافظة ديالى، مساء الأربعاء، مؤكداً أن العملية جاءت بناء على معلومات استخباراتية ساهم فيها عدد من المواطنين العراقيين.

واضاف رئيس الوزراء العراقي أن سبعة من مساعدي الزرقاوي بينهم امرأتان، قتلوا أيضاً في الغارة المشتركة، التي شنت على موقعه الذي يبعد نحو 8 كيلومترات عن بعقوبة.

أما الجنرال جورج كيسي، قائد القوات الأمريكية في العراق، فقال إن العملية تمت في الساعة السادسة و15 دقيقة من مساء الأربعاء، موكداً أنه تم التعرف على هوية الزرقاوي من خلال مقارنة بصماته ومن مظهره الخارجي.

وأشار كيسي إلى أن الزرقاوي وأحد المرشدين الدينيين لديه، الشيخ عبد الرحمن، كانا في منزل آمن معزول عند الساعة 06:15 مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي في المنطقة المستهدفة.

وقال إن عملية مقتل الزرقاوي تمّ التحضير لها لعدة أسابيع قبل التوصل إلى موقع المنزل والاجتماع.

وقال كيسي "كانت القوات العراقية قبل غيرها في الموقع عقب الغارة الجوية، ليلحق بها عناصر من قوات التحالف."

هذا وتراجعت أسعار النفط بعد مصرع الزرقاوي حيث :

واصلت أسعار النفط تراجعها الخميس عقب أنباء عن مقتل قائد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي.

وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس، أن الزرقاوي، قتل في غارة جوية في منطقة "هبهب" في محافظة ديالى، مساء الأربعاء.

وانخفض سعر النفط الخفيف تسليم يوليو/ تموز 42 سنتا ليصل إلى 70.42 دولارا للبرميل في التعاملات الإلكترونية لآسيا في بورصة نيويورك، ظهرا بالتوقيت المحلي لإندونيسيا، وفقا للأسوشيتد برس.

كما تراجع سعر نفط برنت تسليم يوليو/ تموز في بورصة لندن 28 سنتا، ليصل إلى 68.91 دولارا للبرميل.

ويعكس تراجع أسعار النفط عقب إعلان نبأ مقتل الزرقاوي، أجواء الشعور بالاستقرار بعد زوال محتمل لقيادي بارز من الجماعات المسلحة بالعراق.

وشهدت أسعار النفط الأربعاء تراجعا جديدا في التعاملات الإلكترونية في سنغافورة، في ظل مؤشرات عن تفاعل إيران الإيجابي مع صفقة الحوافز الأوروبية.

وتجاوبت إيران، بصورة مبدئية، بشأن الحوافز الأوروبية التي تلقتها الثلاثاء من منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، ووصفتها بـ"الإيجابية."

وفقد برميل النفط الخام الخفيف تسليم يوليو/تموز الأربعاء 25 سنتاً، ليصل إلى 72.25 دولاراً خلال تعاملات منتصف اليوم.

وتراجعت أسعار عقود البنزين هامشياً حيث بلغ سعر الغالون 2.1775 دولاراً ، في الوقت الذي هبط فيه سعر وقود التدفئة 0.46 سنتاً إلى 2.038 دولاراً للغالون.

وتراجع الغاز الطبيعي بواقع 1.05 سنتاً إلى 6.280 دولاراً لكل ألف قدم مكعب.

وشهدت أسواق الطاقة العالمية تذبذباً يومياً خلال الأسابيع القليلة، ومع كل تحرك دبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن الأزمة النووية.

وقالت رئيسة قسم الأبحاث في "ستاندارد أند بورز للاستثمارات" لورين تان "هذه المخاوف الجيوسياسية سينجم عنها الكثير من التحركات على المدى القصير."

وتتخوف الأسواق من تحرك إيراني يؤثر على تدفق النفط، حال فرضت عليها الأمم المتحدة حظراً دولياً أو أي عقوبات أخرى إثر رفضها القاطع التخلي عن برنامجها  النووي.

وطمأن وزير الطاقة الأمريكي صمويل بودمان، خلال تصريحات الثلاثاء، الأسواق العالمية قائلاً إنه في حال تعطيل إيران لتدفق النفط من منطقة الخليج، فإن الولايات المتحدة ستلجأ إلى احتياطي الطوارئ من النفط.

واستقرت أسعار النفط عند حاجز الـ 70 دولاراً خلال الشهر الأخير، وسط مؤشرات متضاربة بشأن استهلاك الوقود في الولايات المتحدة، والقلق من موسم الأعاصير في خليج المكسيك، وأزمة إيران النووية بجانب مخاوف من أوضاع العراق والعنف في نيجيريا.

كماأكدت القاعدة مقتل الزرقاوي وتوعد ت بمواصلة الهجمات حيث:

أكدت عدة مواقع إلكترونية تنشر البيانات المتعلقة بالعمليات المسلحة في العراق والجهات المنفذة لها، مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي، حيث جاء في بيان لما يعرف باسم الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين في العراق، أن "استشهاد الشيخ المجاهد أبو مصعب الزرقاوي هو كرامة للأمة الإسلامية، وأن الفتح بإذن الله قريب."

وحمل البيان توقيع شخص يدعى أبي عبد الرحمن العراقي، والذي يلقب بأنه نائب أمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

وقال البيان "إن موت قادتنا حياة لنا ولا يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة الجهاد."

وأضاف "إنّ الله أكرمنا في الأشهر الأخيرة بالاجتماع مع إخوتنا بتشكيل مجلس شورى المجاهدين بإمرة شيخنا عبد الله بن رشيد البغدادي "حفظه الله" وكان لشيخنا "رحمه الله" الأثر الطيب في إنشاء هذا المجلس ليكون النّواة الأولى لدولة الإسلام الّتي سَتًقام بإذن الله على أرض الرافدين" حسب ما جاء في البيان.

وقال التنظيم في بيانه "نقول لشيخنا وأميرنا أسامة بن لادن "حفظه الله" إنّ جندكَ في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ماضون على نفس الخطّة الّتي رسمتها لشيخنا أبي مصعب، وسنُكمِلُ مسيرة شيخنا وأميرنا أبي مصعب رحمه الله، وبيننا وبينهم حربٌ سجالٌ وسيرى الذين كفروا لمن عاقبةُ الدّار."

وبموازاة ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة في تصريح لـCNN بالعربية أن الأردن يساهم منذ مدة في عملية جمع المعلومات المتعلقة بالزرقاوي.

وأشار بذات الوقت إلى ان الزرقاوي الذي قتل أكثر من 60 مدنياً في الأردن، مطلوب أيضاً للعديد من الدول، وعلى رأسها العراق والولايات المتحدة وغيرهما.

وكان التلفزيون العراقي نقل في وقت سبق المؤتمر الصحفي عن المالكي، نبأ مقتل الأردني المتشدد الزرقاوي في غارة جوية.

وكانت هناك ردود فعل دولية واسعة رحبت بمقتل الزرقاوي حيث :

أثار إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس، مقتل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، في عملية جوية مشتركة للقوات الأمريكية وقوات الشرطة العراقية، ردود فعل محلية ودولية واسعة النطاق، رحبت في مجملها بالعملية، التي وصفت بأنها تشكل ضربة قوية لتنظيم القاعدة.

وقال الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في بيان متلفز الخميس إن مقتل الزرقاوي حادث "مهم وكبير."

وذكر بوش أن الزرقاوي كان وراء تفجير مقر الأمم المتحدة في العراق، ومقتل دبلوماسي أمريكي في الأردن، وتفجير فنادق في العاصمة الأردنية وعمان، وقتل وذبح رهائن في العراق.

وأكد بوش أن العملية التي نفذها الجيش الأمريكي ضد الزرقاوي "اتسمت بالاحترافية، وسبقها عمل تميز بالإصرار والعزيمة."

وتوقع بوش أن "يستمر العنف في العراق" رغم مصرع الزرقاوي، الذي اعتبره "ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة وللمسلحين في العراق."

وقال بوش عن مقتل الزرقاوي فرصة للحكومة العراقية الجديدة لكي "تبدأ صفحة جديدة للديمقراطية."

من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي، لا يعني نهاية العنف في العراق، مؤكداً أن مقتله يشكب نصراً مهماً على الإرهاب.

وقال رامسفيد إن الزرقاوي فشل في كافة محاولته في العراق، فقد فشل في محاولة إعاقة الدستور، وفي منع الانتخابات وفي إشعال العنف الطائفي.

وهنأ وزير الدفاع الأمريكي رئيس الوزراء العراقي الجديد، نوري المالكي، والقوات الأمريكية في العراق.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي مقتل الزرقاوي أنه يمثل "رسالة إلى كل أولئك الذين ينتهجون العنف والدمار، أن يتوقفوا ويعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، لأننا قررنا مواجهة كل القتلة والإرهابيين حتى نهاية المشوار."

وقال المالكي في تصريحات للصحفيين، إن العملية أسفرت أيضاً عن مقتل 7 آخرين من كبار معاوني الزرقاوي، بينهم إمرأتان.

وحذر من أن أعضاء تنظيم القاعدة، قد يكثفون هجماتهم خلال الأيام المقبلة، انتقاماً لمقتل زعيم التنظيم.

ووجه السفير الأمريكي بالعراق زلماي خليل زاد، التهنئة لكل من رئيس الوزراء العراقي وقائد القوات الأمريكية بالعراق، على نجاح العملية، مشيراً إلى أن الزرقاوي كان بمثابة العقل المدبر لكثير من أعمال العنف التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.

كما أوضح الجنرال جورج كيسي قائد القوات الأمريكية بالعراق، أنه تم التعرف على هوية الزرقاوي من خلال مقارنة بصماته ومن مظهره الخارجي، مؤكداً أن القوات متعددة الجنسيات ستواصل العمل مع قوات الشرطة العراقية، مضيفاً "سنستمر معاً في مواجهة الإرهاب."

إلى ذلك، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في تعليق له على مقتل الزرقاوي "هذا يوم عظيم شهدنا فيه القضاء على إرهابي كبير"، وأضاف "الزرقاوي كان يمثل رمزاً للشر من وجهة نظر الكثير من العراقيين، فقد كان يشجع على تزايد أعمال العنف والقتل، وإشعال الطائفية بين الشيعة والسنة في العراق."

وفي واشنطن أعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جورج بوش، سيدلي ببيان حول مقتل الزرقاوي في وقت لاحق الخميس.

وفي لندن، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، مقتل الزرقاوي، أنه "ضربة قوية جديدة للشبكة الإرهابية."

وقال بلير في اجتماع لمجلس الوزراء البريطاني "النبأ الذي تلقيناه اليوم بإعلان مقتل الزرقاوي، خبر جيد، لأن ضرب تنظيم القاعدة في العراق، هو بمثابة ضربة للقاعدة في كل مكان."

ونقلت أسوشيتد برس، أن رئيس الوزراء البريطاني، وجه التهنئة للقوات الأمريكية وقوات التحالف على نجاح مهمتهم في العراق، كما أشاد بانتخاب الحكومة العراقية الجديدة، التي قال إنها تمت بطريقة ديمقراطية.

وبموازاة ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية، ناصر جودة، في تصريح لـCNN  بالعربية، أن الأردن ساهم في تجميع المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى مقتل الزرقاوي، موضحاً أنه كان هناك تعاون أمني منذ عدة شهور لملاحقة الزرقاوي وأعضاء جماعته، ومهاجمة الأماكن التي كان يتردد عليها.

وقال جودة "الزرقاوي الذي أعلن مسؤوليته عن تفجيرات استهدفت 3 فنادق وسط عمان نهاية العام الماضي، وأدت إلى استشهاد أكثر من 60 مدنياً في الأردن، كان مطلوباً أيضاً في العديد من الدول الأخرى."

هذا وكانت معلومات استخباراتية وراء نجاح مقتل أبو مصعب الزرقاوي حيث :

أعلن في العراق الخميس نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي، وذلك بواسطة ضربة جوية وجهتها الطائرات المقاتلة من طراز إف-16 على المخبأ الذي كان يحتمي فيه قرب بعقوبة، شمالي بغداد، وهو النبأ الذي أكده بيان صادر عن التنظيم المسلح ونشرته مواقع متشددة على الإنترنت.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، أبو مصعب الزرقاوي، لا يعني نهاية العنف في العراق، مؤكداً أن مقتله يشكل نصراً مهماً على الإرهاب.

وهنأ وزير الدفاع الأمريكي رئيس الوزراء العراقي الجديد، نوري المالكي، والقوات الأمريكية في العراق.

من جانبه أكد العميد بيل كالدويل، المسؤول في القوات متعددة الجنسيات، في مؤتمر صحفي حول الإعلان عن مقتل أبو مصعب الزرقاوي، أن طائرتين مقاتلتين من طراز إف-16 شاركتا في قصف الهدف الذي كان يأوي الزرقاوي.

وقال إن طائرتين مقاتلتين من طراز إف-16 شاركتا في قصف الهدف الذي كان يأوي الزرقاوي.

وأشار كالدويل إلى أن الطائرة الأولى ألقت بقنبلة زنتها 500 باوند على الهدف، وأعقبتها بقنبلة أخرى من الوزن نفسه، مؤكداً أنه لم تجر أي مواجهات عسكرية، باستثناء الضربة الجوية.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قد أكد الخميس مقتل الزرقاوي في غارة جوية في منطقة "هبهب" في محافظة ديالى، مساء الأربعاء.

وقال المالكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الجنرال جورج كيسي، قائد القوات الأمريكية في العراق، والسفير الأمريكي لدى بغداد، زلماي خليل زاد، "إنها رسالة لكل الذين ينتهجون العنف" مؤكداً أن العملية جاءت بناء على معلومات استخباراتية ساهم فيها عدد من المواطنين العراقيين.

وتابع: "هذه رسالة إلى كل أولئك الذين ينتهجون العنف والدمار، أن يتوقفوا ويعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، لأننا قررنا مواجهة كل القتلة والإرهابيين حتى نهاية المشوار."

ووجه المالكي الشكر للمواطنين العراقيين، الذين قال إنهم قاموا بتزويد القوات التي قامت بتنفيذ العملية، بالمعلومات عن موقع الزرقاوي، وأضاف قوله "وحدتنا الوطنية هي رهاننا لمواجهة كل تحديات المستقبل."

وقال "لقد أدرك العراقيون أن الطريق الوحيد لبناء العراق الجديد، هو الوحدة والتماسك والحوار والمصالحة الوطنية"، مشيراً إلى أن عراق اليوم "هو العراق الذي يصطف فيه كل قوى المجتمع صفاً واحداً في مواجهة الإرهابيين."

ومن جانبه وجه السفير الأمريكي بالعراق، التهنئة لكل من رئيس الوزراء العراقي وقائد القوات الأمريكية بالعراق، على نجاح العملية، مشيراً إلى أن الزرقاوي كان بمثابة العقل المدبر لكثير من أعمال العنف التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء.

وقال خليل زاد إن الزرقاوي كان يشن الحرب باسم الإسلام، مشيراً إلى أن قتل الزرقاوي لن ينهي العنف في العراق، داعياً كافة طوائف الشعب العراقي إلى التوحد خلف رئيس الوزراء نور المالكي.

وأوضح الجنرال كيسي أن العملية تمت في الساعة السادسة و15 دقيقة من مساء الأربعاء، مشيراً إلى أن الزرقاوي وأحد المرشدين الدينيين لديه، الشيخ عبد الرحمن، كانا في منزل آمن معزول عند وقوع العملية.

وقال كيسي "كانت القوات العراقية قبل غيرها في الموقع عقب الغارة الجوية، ليلحق بها عناصر من قوات التحالف."(تفاصيل مقتل الزرقاوي ) وأوضح أن القوات متعددة الجنسيات ستواصل العمل مع قوات الشرطة العراقية، مضيفاً "سنستمر معاً في مواجهة الإرهاب."

وأكد الجنرال الأمريكي "أن جميع هذه العمليات هي نتيجة مسار طويل مرهق حيث يتسلم خلالها بمعلومات استخباراتية، يتم التدقيق بها " وقال إن عملية مقتل الزرقاوي تمّ التحضير لها لعدة أسابيع قبل التوصل إلى موقع المنزل والاجتماع.

وبفخر أعلن كيسي "الحركة فقدت قائدها" لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ما هو إلا "خطوة واحدة في مسار" للقضاء على المسلحين.

ومن جانبها أكدت عدة مواقع إلكترونية تنشر بيانات تنظيم القاعدة مقتل الزرقاوي، حيث جاء في بيان لما يعرف باسم الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين في العراق، أن "استشهاد الشيخ المجاهد أبو مصعب الزرقاوي هو كرامة للأمة الإسلامية، وأن الفتح بإذن الله قريب."

وقال البيان "إن موت قادتنا حياة لنا ولا يزيدنا إلا إصراراً على مواصلة الجهاد.

وبموازاة ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة في تصريح لـCNN بالعربية أن الأردن يساهم منذ مدة في عملية جمع المعلومات المتعلقة بالزرقاوي.

وأشار بذات الوقت إلى ان الزرقاوي الذي قتل أكثر من 60 مدنياً في الأردن، مطلوب أيضاً للعديد من الدول، وعلى رأسها العراق والولايات المتحدة وغيرهما.

وكان التلفزيون العراقي نقل في وقت سبق المؤتمر الصحفي عن المالكي، نبأ مقتل الأردني المتشدد الزرقاوي في غارة جوية.

وكل ذلك بحسب المصدر نصا ودون تعليق .

المصدر : بغداد- العراق (CNN) – 8-6- 2006)

 

مواضيع ذات علاقه :

موت الزرقاوي... إشارات ودلالات ينبغي التوقف عندها

رئيس الجمهورية: مقتل الزرقاوي يعزز في قلوبنا اليقين بانتصار قضية الحق

إيجابيات وسلبيات مصرع الزرقاوي!

خطباء الجمعة يأملون بعراق أكثر أمانا بعد مقتل الزرقاوي

مُخبِر داخل الدائرة المقربة من الزرقاوي أوصل الأميركيين إليه

مقتل الزرقاوي.. نقطة تحول للعراق وأميركا

الزرقاوي... قتل «قاعدة» القاعدة!

العراق... الحزانى على مقتل الزرقاوي!

«الحالة الزرقاوية»... تدور مع علتها وجودا وعدما

ما بين نهاية الزرقاوي... ومصير «القاعدة» في العراق

مقتل الزرقاوي في الصحف البريطانية

مقتل الزرقاوي في الصحف السويسرية

 

 

 

موت الزرقاوي... إشارات ودلالات ينبغي التوقف عندها

 

 

بعد ردود الأفعال المتباينة

كشف موت زعيم الارهاب المدعو ابو مصعب الزرقاوي عن ردود فعل متباينة، ففي الوقت الذي سادت فيه اجواء الفرح والتهاني عموم العراقيين، حكومة وشعبا، فوجئ العراقيون بردود فعل البعض الذي اظهر عدائية عالية ضد السلام الاجتماعي والعملية السياسية في العراق..، واذ لما يكترث العراقيون كثيرا لمواقف بعض الافراد العرب الذين تظاهروا احتجاجا على قتل الزرقاوي وكذلك في موقف حركة حماس الفلسيطنية التي وصفته بـ(شهيد الامة)، فان العراقيين معنيون بشأنهم الراهن وتطلعهم لمستقبل لا يعطي حياة للارهاب ورموزه التي تعمل لاشعال الحرب الاهلية في العراق، وهي تشتهر بسلوكيات اجرامية محرمة لا عهد للعراقيين بها مثل تشويه الجثث وقطع الرؤوس والقتل على الهوية وغيرها من انواع الجرائم التي تحدث كل يوم ضد عراقيين ابرياء.

وفي الوقت الذي نؤيد فيه حق وجود مقاومة، او معارضة وتلك واحدة من السمات العملية للديمقراطية وحق التعبير عن المواقف، ينبغي ان نتفق على شرط انساني يتصل بجوهر عملية المقاومة واهدافها..، فهذا القتل المجاني وخطف الفرق الرياضية، والقتل على الهوية واصدار الفتاوى التي تحرض على الحرب الاهلية وتخوين السنة والشيعة والاكراد لانهم يشاركون في العملية السياسية، وتدمير محطات الكهرباء وانابيب النفط وقتل رجال الشرطة والجيش من العراقيين.. هذه الافعال وما شاكلها لا تعد سوى اعمال ارهابية اجرامية وفدت الى الوطن كجزء من اجندة اقليمية او محلية.. وهو ما درجت على فعله جماعة الزرقاوي.

حكومة الوحدة الوطنية التي تقود السلطة اليوم بمقومات شرعية، استطاعت ان تبرهن في خطوات عملية على نبذ العنف ومكافحة الارهاب والطائفية وكل ما يدعو الى الاحتراب الوطني، وهي تسعى بجدية عالية لانجاح مشروع المصالحة الوطنية واعلاء شأن المصلحة الوطنية، وخطوات الشروع التي بدأت فيها الحكومة وليدة الاصطفاف السياسي لمكونات الشعب العراقي وطلائعه السياسية، وانطلاقا من روح المشاركة بالوطن والمصير الواحد..، وما تحقق الى الان يدعو الجميع الى الاتفاق على فرز مواقف الآخرين، اي تحديد من هي الجهات المعارضة او المقاومة ومن هي الجهات او الفصائل الارهابية التي تريد الخراب والدمار للوطن بكل مكوناته.

ان قتل العراقيين، جريمة، مهما كانت هوية القاتل، واذا كان الزرقاوي الداعية الاول للقتل والحرب الاهلية، قتل بفضل التعاون المشترك بين المواطنين العراقيين والقوات المتعددة والقوات الامنية العراقية، فان المجاميع التابعة له، والجهات الدولية والمحلية الحاضنة والداعمة لهذه المجاميع، لم تزل موجودة-كما تكشف الاشارات- التي انطلقت بعد موت زعيمهم، ويذهب بعض المتابعين الى ان هؤلاء سوف يرفعون درجة الانتقام ويوسعون من شهيتهم لسفك الدماء البريئة، وربما باشكال وطرق اكثر هستيرية، من هنا ينبغي على الحكومة استنفار كل طاقتها الامنية والعسكرية في ملاحقة تلك الفلول والقضاء عليها، وكذلك تحديد الجهات الداعمة او الحاضنة لهذه الجماعات، وجرها للقضاء العادل، وتلك المهام لا يمكن للاذرع الامنية ان تقوم بها دون المشاركة الساندة من الشعب، وخصوصا من الوطنيين والاحرار من اهالي المناطق الساخنة التي يقصدها الارهابيون كحاضنات لجوء او مراكز لانطلاق شرورهم.

وكل ذلك بحسب رأي  فلاح المشعل في المصدر المذكور .

المصدر : الصباح – 10-6-2006

 

 

 رئيس الجمهورية:

                            مقتل الزرقاوي يعزز في قلوبنا اليقين بانتصار قضية الحق

 

 

 

كرر دعوته للجماعات المسلحة بالتخلي عن العنف      

أكد رئيس الجمهورية جلال الطالباني، أن نهاية الزرقاوي هي بشارة خير لحكومة الوحدة الوطنية في مستهل عملها، و أن مقتل هذا المجرم السفاح يعمّر القلوب بالثقة الراسخة بان القصاص لا بد أن يطال الأيدي الملطخة بدماء العراقيين. وقال بيان صادر عن مكتبه الصحفي تلقت (الصباح) نسخة منه:  إنها لبشارة للأمهات الثكالى و الأطفال الأيتام و الآباء المنكوبين بفلذات أكبادهم، أن يُقتل أصل الجريمة و موطن الداء، رأس الزمرة الارهابية أبو مصعب الزرقاوي. و إن مقتله يعزز في نفوسنا اليقين بانتصار قضية الحق، و هو أيضاً دليل على فشل الأطروحات التكفيرية و المساعي الأثيمة الرامية إلى إثارة الفتنة و إذكاء نيران الحرب الأهلية. واضاف ان مقتل الزرقاوي هو النهاية الحتمية للمجرم الذي أعلن الحرب على الشعب العراقي كله، إذ كفّر الشيعة و اعتبر الكرد خونة و حلل دماء العرب السنة المشاركين في العملية السياسية. مبينا ان في كل قصاص درساً، و لعلّ ابلغ درس تنطوي عليه نهاية رأس الإثم، هو أن العنف مرفوض بالمطلق، وان التيارات السياسية و الفكرية يمكن أن تختلف و تتنافس سلمياً و من خلال صناديق الاقتراع، و ليس بالتكفير و الإرهاب و العمل المسلح أياً كان مصدره.

وكرر الطالباني بهذه المناسبة دعوته لعناصر الجماعات المسلحة، ممّن لم يتورطوا في الجرائم الدموية للتكفيريين و الصدّاميين، إلى التخلي عن أساليب العنف، و ممارسة حقهم المشروع في المعارضة و الاختلاف عبر الوسائل السلمية و الديمقراطية، في ظل دستور مستفتى عليه، و برلمان منتخب و حكومة انبثقت عنه

وكل ذلك حسب المصدر المذكور.

المصدر : بغداد - الصباح – 10-6-2006

 

 

إيجابيات وسلبيات مصرع الزرقاوي!

 

عادل درويش

 

تنوعت أسباب ترحيب العالم بمصرع أبي مصعب الزرقاوي.

فالعراقيون وجيرانهم ارتاحوا من واحد من أكثر إرهابيي العالم سفكا لدماء مواطنيهم، مسلمين وغير مسلمين، بينما رأى الرئيس الأمريكي جورج بوش في الزرقاوي عنصرا يقنع الناخب الأمريكي بأهمية الوجود العسكري في العراق لإكمال الحرب على الإرهاب.

ومصرع الزرقاوي، كتطور مهم في الحرب على الإرهاب، يحمل دلالات إيجابية للعراقيين. فعصابته لعبت دورا متعاظما في تعطيل العملية الديموقراطية في البلاد. وسقوطه، كمصدر إلهام للجهاديين في سعيهم للإرهاب كطريق للشهرة، هو ضربة موجعة لعصابات «القاعدة» ايدولوجيا وتكتيكيا. فالفضائيات غير المسؤولة، والمتنكرون في شكل صحفيين ومعلقين، وفقهاء التكفير والكراهية، جعلوه ايقونة إعجاب لتضليل المراهقين، فقلده بعض الشباب في كراهية الآخرين وارتجال تفجير تجمعات المدنيين.

واختفاء الزرقاوي ليس مكسبا نهائيا في مشوار مكافحة الإرهاب وبناء ديموقراطية يتعطش لها العراقيون. وقد حذر الزعيم البريطاني توني بلير أن أمام العراقيين وأصدقائهم مصاعب كثيرة يجب اجتيازها.

تداعيات اختفاء الزرقاوي تستحق الدراسة لأنها تتجاوز حدود العراق وتؤثر في مفهوم واستراتيجية وتطور الحرب العالمية على الإرهاب؛

فمصرع الرجل، الذي وصفه زعيم أم العصابات أسامة بن لادن بأنه «أمير القاعدة في بلاد الرافدين»، يخرج عنصرا مؤثرا من معادلة الصراع الطائفي ويقلل من سرعة انحدار العراق نحو حرب أهلية.

اختلفت استراتيجية الزرقاوي عن خطط بن لادن، وأيمن الظواهري، مخطط استراتيجية «القاعدة»، في تحديد «الأعداء» والأهداف التكتيكية والاستراتيجية.

مقاتلة «الصليبيين»، أي غير المسلمين، اعتبرها الظواهري، الداهية الصبور، أولوية تكتيكية لعزل المجتمعات الإسلامية عن منابع الحداثة والتحضر والتطور التكنولوجي بأبعاد الخبراء العالميين، لغلق هذه المجتمعات على نفسها بالعودة لعقلية وأسلوب حياة العصور الوسطى، تمهيدا لاستراتيجية بعيدة المدى بتأسيس مرجعية أصولية جامعة هي «قاعدة الجهاد» تعود لها المجتمعات في استلهام الطريق؛ وكانت «بروفة» الحلم، تجربة إمارة افغانستان الإسلامية الطالبانية.

الزرقاوي، كتجسيد للشر، تطور من مراهق مريض بالإجرام الى محترف له بتفسير ايديولوجي؛ وكان متعجلا في اهداف تصفية من خالف سلفيته التكفيرية من المسلمين.

وعندما اندلع القتال 1991/1992 بين فرقاء افغانستان، انضم الزرقاوي، الذي كان قد فاتته فرصة مقاتلة «الكفار» برحيل السوفييت قبل وصوله افغانستان، انضم الى غلب ـ الدين حكمتيار، الرجعي السلفي التفكير العنصري، عراب الطالبان ومحتضن «القاعدة» بعد استقالة احمدشاه مسعود عام 1993، كزعيم وطني سعى لاستقلال بلاده.

استهدف ارهاب الزرقاوي الشيعة العراقيين ووصفهم «كسرطان في الجسم الاسلامي»، بينما لا تذكر له مواجهات «عسكرية» مع قوات التحالف «غير الاسلامية».

نسفه لهدف استراتيجي ـ مسجد الامام العسكري في سامراء ـ كرمز مقدس للشيعة، قصد تصعيد الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة. وأشارت رسائل الزرقاوي الى توظيفه تكتيك «فرق تسد» بين الشيعة والسنة، لتفجير حرب أهلية وفوضى تحول العراق الى افغانستان الطالبان.

«وليخسر» العراق الجنوب الشيعي لإيران، مقابل فرصة بقاء الزرقاوي وعصابته في «إمارة» مصغرة وسط العراق، وتوسيع «قاعدته» الإرهابية، بجذب المقاتلين الأجانب من الشيشان وشمال افريقيا والجزيرة العربية وفلسطين وجنوب شرقي آسيا في قاعدة طالبانية وسط العراق تحت «إمارته». ولهذا فتفكيك عصابة الزرقاوي وسجن اتباعه، وتدمير مدرسته الفلسفية، ستكون فرامل، تقلل من سرعة الاندفاع نحو الحرب الطائفية، وتحطم هالة إعجاب الشباب التي ضربتها فضائيات التكفيريين حوله.

الزرقاوي لم يقاتل بتكتيك حرب عصابات ضد قوات الجيش، بل لجأ للاغتيال والخطف وتفجير المدنيين. ولذا تنفس العراقيون الصعداء، بإزاحة مصدر خطر على النساء والأطفال.

وتصفية او تعطيل نشاط شبكة الزرقاوي في العملية الكبيرة التي تمت الاربعاء، أزاح خطرا لا يستهان به كان يهدد الخبراء والمقاولين والمهندسين الأجانب، حيث كان تعرضهم للاختطاف والتهديد معرقلا لعمليات التشييد والبناء والصيانة في العراق.

وكانت الغالبية العظمى من ضحايا نشاط عصابة الزرقاوي رجال الأعمال والمصرفيين والخبراء والتكنوقراط والمستثمرين العراقيين، اختطفتهم عصابته واضطر ذووهم لفديتهم بمبالغ كبيرة، فامتنعوا وزملاؤهم عن المساهمة في مشاريع البناء والتعمير.

واختفاء هاجس الاختطاف سيحفز كثيرا منهم على معاودة النشاط، والاستثمار بعد ارتفاع ثقتهم بالمخابرات العراقية، التي دخلت منعطفا جديدا بنجاحها في التعاون مع المخابرات الاردنية واختراق واحدة من أكثر شبكات الإرهاب في العالم خطورة وتماسكا وخبرة.

ونجاح المخابرات العراقية والمخابرات الأردنية في تحقيق ما عجزت عنه مخابرات التحالف لثلاث سنوات، غالبا سيؤدي لتطور عمل المخابرات في هذا المجال بابتكار أساليب لم تختبرها «القاعدة»، التي تعودت على الالتفاف حول الطرق المخابراتية التقليدية.

فالخطأ الأكبر للزرقاوي، الذي ملأت الفضائيات القومجية رأسه بالغرور فبدأ منافسة بن لادن والظواهري كزعيم للارهاب العالمي، كان إرساله الانتحاريين لتفجير الفنادق في عمان ومصرع 60 من المسلمين. فقد خرج الأردنيون في مظاهرة تطالب برأسه، والحكومة الأردنية تحملت مسؤولية الإفراج عنه في عفو ملكي عام 1999.

وقرر بعض رجال عشيرة الزرقاوي انه لم يعد من الشرف التستر على مجرم أسال دماء النساء والأطفال وحول الأعراس الى مآتم، فهذا ليس «بجهاد» وإنما إجرام.

وتمكنت مخابرات الأردن من التعاون مع بعضهم والحصول على معلومات مهمة وإقامة علاقات واتصالات مع العشائر السنية في العراق، التي كرهت، بدورها، أساليبه الإجرامية، وادى ذلك الى تحديد مكانه.

كما أن كثيرا من المتعاطفين سابقا معه في العراق، كفروا بإجرامه ودمويته وغروره، خاصة بعد شريط الفيديو الذي صوره في ابريل ممكّنا الكثيرين من التعرف على شكله الحالي، والتعرف على منطقة نشاطه.

والتعاون مع السلطات ضد «ابناء العم» كان عند عشائر البدو انتهاكا لمواثيق الشرف التقليدية. ولذا فالتطور شكل سابقة جديدة وأسلوبا مبتكرا لمخابرات الأردن والعراق، يحول جزءا مهما من ارضية نشاط «القاعدة» الى رمال متحركة.

لكن هناك نتائج سلبية لعملية الأربعاء الأمنية، يجب على المخابرات وقوى الأمن العراقية والإقليمية والعالمية الاستعداد لمواجهتها على المدى القصير والطويل.

فالأيام القادمة ستشهد، غالبا، تصعيدا في عمليات العنف. فأتباع الزرقاوي وأفراد عصابته، في العراق والأردن وربما في سيناء والجزيرة العربية، سيحاولون استخدام ما لديهم من مفرقعات وعتاد قبل انكشاف أمرهم، خاصة وان المخابرات العراقية وحلفاءها حصلوا على معلومات لا تقدر بثمن من مداهمات مخابئ اتباع الزرقاوي، وبالتالي سيحاول الارهابيون التخلص من مفرقعاتهم بأسرع وقت وعشوائيا ضد أية أهداف تلوح.

لكن الخطورة الأكبر هي تداعيات المدى الطويل؛ فالزرقاوي كان «مغناطيس» يجذب المتطرفين الجهاديين من بلدان بعيدة لمقاتلة «الكفار» او طوائف اسلامية لا تنتمي لفكرهم السلفي التكفيري. واختفاء عنصر الجذب المغناطيسي ذي التأثير التجميعي من العراق كمركز مواجهة، سيدفع الجهاديين للتوجه الى أماكن اخرى، اهمها الصومال، الذي يتزايد نفوذ الأصوليين فيها، والسودان، للقتال مع الجنجويد. وقد وصل البلدين طلائع من «القاعدة» بالفعل، حسب تقارير مخابرات أفريقية وغربية، نرجو ان تكون قد وعيت دروس الماضي.

وكل ذلك بحسب رأي  عادل درويش في المصدر المذكور .

المصدر : الشرق الاوسط – 10-6-2006

 

 

خطباء الجمعة يأملون بعراق أكثر أمانا بعد مقتل الزرقاوي

 

طغى مقتل ابو مصعب الزرقاوي على خطب ائمة وخطباء صلاة الجمعة امس في المساجد الشيعية، وعبر الخطباء عن املهم بتحسن الوضع الامني في العراق بعد مقتل الزرقاوي الذي كان قد اعلن «الحرب الشاملة» على الشيعة في العراق.

ففي النجف خرج المئات من المصلين بتظاهرة عقب الصلاة ليجوبوا الشارع الرئيسي وسط المدينة احتفالا بمقتل الزرقاوي، رافعين صورا لمراجع الدين الشيعة وفي مقدمتهم آية الله علي السيستاني. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، هتف المتظاهرون معبرين عن فرحهم بالقضاء على زعيم تنظيم القاعدة «ثارك ثارك يا شهيد هو القضى على العتيد» في اشارة الى مقتل المرجع الشيعي محمد باقر الحكيم في هجوم بسيارة مفخخة في النجف في يوليو (تموز) 2003. وقال الشيخ صدر الدين القبانجي، المقرب من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، ان «العراقيين استبشروا بخبر مقتل الزرقاوي.. ولنقل مرة اخرى كما قلنا سابقا ان الزرقاوي يمثل واجهة من واجهات الارهاب».

وحمل القبانجي في خطبته في النجف حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل مسؤولية نشاط «القاعدة» في العراق، قائلا «لو لم تجد القاعدة حاضنة ارهابية وايادي واصابع ارهابية وهم البعثيون لما استطاعت ان تتغلغل في العراق». من جانبه، هنأ ممثل رجل الدين الشاب مقتدى الصدر في مدينة الكاظمية، الشيخ حازم الاعرجي، الشعب العراقي خاصة، والمسلمين عامة، بمقتل ابو مصعب الزرقاوي. وطالب الاعرجي في خطبة صلاة الجمعة من صحن الامام موسى الكاظم بان «يتوحد الشعب العراقي شيعة وسنة ضد الفكر التكفيري» .

وفي مدينة كربلاء اعتبر الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني، في خطبته من صحن الامام الحسين ان «القضاء على العناصر الارهابية خطوة مهمة على طريق تخليص العراقيين من جرائم الذبح والقتل والخطف والتهجير والارهاب». واكد الكربلائي انه «لا بد من تعاون كل الاطراف الاقليمية والدولية لمعالجة ظاهرة (الارهاب) لأن شرها بدأ يعم الجميع». وناشد ممثل المرجع الشيعي رجال الدين والمثقفين في العراق القيام بـ«حملة توعية وتثقيف لشرح وتفسير المنهج التكفيري (...) البعيد كل البعد عن النهج القرآني والفكر المحمدي الاصيل». من ناحيته حمل الشيخ علي النعماني المقرب من التيار الصدري في خطبة صلاة الجمعة في مدينة الصدر (شرق بغداد) قوات الاحتلال الاميركي مسؤولية «تدهور الوضع الامني وعمليات القتل المنظم».

ودعا خطباء مساجد محافظة الانبار غرب العراق المواطنين إلى تهدئة الوضع الأمني في جميع مدن المحافظة التي تشهد توترا عنيفا منذ الاحتلال الاميركي قبل ثلاث سنوات.

وقال خطيب مسجد الفرقان في الفلوجة الشيخ احمد الناصر خلال خطبة الجمعة امس، أمام أكثر من ألف مصل، «اناشدكم ان تساهموا في معالجة الاوضاع الأمنية المتوترة وان تعيدوا الهدوء والطمأنينة إلى مدينتكم».

و كل ذلك حسب المصدرنصا ودون تعليق .

المصدر: بغداد: «الشرق الأوسط» - 10-6-2006

 

 

مُخبِر داخل الدائرة المقربة من الزرقاوي أوصل الأميركيين إليه

 

 

 

3 سيارات «جي إم سي» سوداء النوافذ حملت قافلة «القاعدة» إحداها غادرت قبل القصف

كان محمد اسماعيل، وهو سائق سيارة اجرة يقف خارج منزله في قرية هبهب الصغيرة مساء الاربعاء الماضي عندما لفت انتباهه حدوث امر غير اعتيادي.

ثلاث سيارات «جي ام سي»، كلها ذات نوافذ مدهونة باللون الاسود، مرت من امام منزله واتجهت الى مسكن صغير في بستان للنخيل ظل خاليا لأكثر من ثلاث سنوات.

وقال اسماعيل في حديث هاتفي اول من امس «كان امرا غريبا. لأنه مهجور دائما».

وفي ذات الوقت، كانت القيادات العسكرية الاميركية في بغداد تعتقد انها تمكنت، اخيرا، من محاصرة أهم فرائسهم: ابو مصعب الزرقاوي، الارهابي الاردني الذي ادت عمليات القتل التي ينفذها ضد المدنيين العراقيين والقوات الاميركية الى اعتباره اكثر الاشخاص المطلوب القبض عليهم في العراق.

وللمرة الاولى كان لدى الاميركيين مصدر عميق داخل الجماعة الارهابية. وكشف لهم المصدر، ان الزرقاوي، يقيم في منزل صغير في بستان للنخيل. وحلقت الطائرات الأميركية فوق المنطقة.

وذكر المسؤولون الاميركيون انهم بدأوا، الاسابيع الاخيرة، في ملاحقة رجل يعتقدون انه يمكن ان يقودهم مباشرة الى الزرقاوي وهو مرشده الروحي الشيخ عبد الرحمن. وقال لهم واحد من اعضاء شبكة الزرقاوي، اعتقله الاميركيون في الآونة الاخيرة، ان الشيخ هو اكثر الشخصيات التي يثق بها الزرقاوي.

وقبل عدة اسابيع، ذكر المسؤولون الاميركيون، انهم بدأوا بملاحقة عبد الرحمن بطائرة بلا طيار، على أمل ان يقودهم الى الزرقاوي. وقال الجنرال ويليام كالدويل، المتحدث باسم القوات الاميركية في بغداد، «هذا الشخص كان عاملا اساسيا في العثور على الزرقاوي. وتمكنوا عبر جهود استخباراتية مضنية، من ملاحقته، ومراقبة تحركاته ومتى يجري اتصالاته مع الزرقاوي».

وبالرغم من هذه الاثارة، فقد كانت هناك نقطة غامضة: في امكان الاميركيين ملاحقة الشيخ عبد الرحمن، ولكن كيف يمكنهم معرفة متى يلتقي بالزرقاوي؟

وقد تمكن الاميركيون من قبل من الاقتراب من الزرقاوي، الا انه تمكن دائما من الهرب. وهو شخصية، مراوغة وقلقة، يعرف جيدا مدى اعتماد الاميركيين على التكنولوجيا المتقدمة لملاحقة المشتبه فيهم: وقد امتنع هو ورجاله من استخدام الهواتف الجوالة، لمعرفتهم مدى سهولة ملاحقتهم عبرها. وبدلا من ذلك، طبقا لما ذكره المسؤولون الاميركيون، اعتمدوا على هواتف تعمل عبر الاقمار الصناعية، من صناعة شركة «ثريا» للاتصال مع بعضهم بعضا. وذلك الطراز من الهواتف تصعب ملاحقته.

وكان الامر الذي يفتقر اليه الاميركيون دائما، هو شخص داخل شبكة الزرقاوي: تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين»، الذي يمكن ان يخونه ـ شخص قريب ويحظى بالثقة الكافية ليكشف للاميركيين اين هو؟

وطبقا لمسؤول في البنتاغون، تمكن الاميركيون في النهاية من العثور على مثل هذا الشخص. وأوضح المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لان تفاصيل الغارة سرية، ان مصدرا عراقيا داخل تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» قدم معلومة استخباراتية حاسمة بخصوص لقاء عبد الرحمن بالزرقاوي. وشخصية المصدر غير واضحة ـ ولا الطريقة التي تمكن بها المصدر من تحديد موقع الزرقاوي من دون تعرضه للقتل. وقال المسؤول «لدينا شخص في الداخل قادنا مباشرة للزرقاوي».

ولمحت قيادات عسكرية اميركية في بيان صحافي يوم الخميس الى ان عضوا في الدائرة الداخلية لتنظيم «القاعدة» حدد الطريق. وذكر البيان «قادت معلومات استخباراتية، من قيادات عراقية كبيرة في شبكته، القوات الى الزرقاوي».

وكان المسؤولون العراقيون قد اكدوا ان المعلومات التي ادت إلى تحديد موقع الزرقاوي جاءت من واحد من رجاله.

وقال موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي، «لقد تمكنا من اختراق شبكته»، الا انه رفض ذكر أية تفاصيل.

كما ان كيفية حصول الاميركيين على معلومات من المصدر غير واضحة. وفي مقابلة صحافية، ذكر مسؤول اردني قريب من التحقيقات ان مهمة قتل الزرقاوي كانت عملية مشتركة ادارتها الاستخبارات الاردنية والاميركية. وأوضح المسؤول الاردني ان الاستخبارات الاردنية ساهمت في تجنيد المصدر. وأضاف المسؤول الاردني «يوجد رجل من جماعة الزرقاوي قدم المعلومات».

وفي هبهب لاحظ اسماعيل، سائق التاكسي، شيئا غريبا، من بين السيارات الثلاث التي اتجهت نحو المنزل، بقيت اثنتان. أما السيارة الثالثة فقد غادرت ولم تعد مرة ثانية.

ومن غير المعروف ما اذا كانت السيارة الثالثة التي غادرت المكان كان بها المصدر الذي ابلغ الاميركيين بالموقع.

وقال مسؤولون اميركيون انهم استخدموا عدة وسائل مختلفة، الى جانب المصادر الاستخباراتية العادية، في تعقب الزرقاوي وعبد الرحمن، وأفادوا ايضا بأنهم اعتمدوا على «معلومات الاشارات الإلكترونية» واعتراض اتصالات سمحت بمعرفة موقع شخص كان يستخدم هاتفا يعمل عبر الأقمار الصناعية. ويعتقد هؤلاء ان هذه هي المرة الاولى التي يتأكدون فيها بصورة قاطعة من تحديد موقع الزرقاوي، إذا كان هناك تأكيد «مائة في المائة»، على حد تعليق الجنرال كالدويل. وفي بغداد، قرر مسؤولون عسكريون اميركيون شن عملية عسكرية واستدعوا مقاتلتين «اف ـ 16» وتحركت وحدة كوماندوز تابعة لـ«تاسك فورس 145» لمكافحة الإرهاب باتجاه هبهب وطوقت الموقع. وشنت قوة خاصة عددا من المداهمات خلال الاسابيع الأخيرة وصفها مسؤولون بأنها كانت ناجحة وأسفرت عن قتل او اعتقال عدد من أعضاء شبكة الزرقاوي فضلا عن الحصول على وثائق كانت سببا في شن المزيد من المداهمات. وكشف مسؤولون ان الزرقاوي اوشك ان يقع في قبضة قوات الأمن خلال واحدة من حملات المداهمة التي جرت في مدينة اليوسفية في ابريل (نيسان) الماضي، فيما قال مسؤولون في البنتاغون ان قوات كوماندوز ألقت القبض على بضعة عناصر من شبكة الزرقاوي، ومن المحتمل ان يكون الزرقاوي نفسه قد فلت من الاعتقال. ويقول اسماعيل، السائق، ان الجنود الاميركيين بدأوا بالانتشار في المنطقة وانهم كانوا فيما يبدو يأتون من كل مكان. وأضاف ان بعضهم استخدم الحبال للنزول من مروحيات «بلاك هوك». وقال اسماعيل ان القوات طوقت القرية بكاملها. وأضاف انه سمع اطلاق نار في الوقت الذي كانت فيه القوات الاميركية تتخذ مواقع في المنطقة. وأضاف ان شخصا بدأ بإطلاق النار من داخل المنزل، إلا ان القوات الاميركية ردت على مصدر النيران ولم يستمر تبادل إطلاق النار طويلا. وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي خلال حديث له في المقر الرئيسي لحلف شمال الاطلسي (الناتو) في بروكسل، ان قرار قصف المنزل الذي كان الزرقاوي بداخله اتخذ بسبب خشية المسؤولين العسكريين من فراره اذا تحركت القوات الاميركية والعراقية باتجاه مكان وجوده. وأضاف رامسفيلد أن المسؤولين العسكريين توصلوا الى ان الزرقاوي ربما تمكن من الفرار في حال تقدم القوات الاميركية والعراقية باتجاه مخبئه، لذلك استخدموا القوة الجوية في مهاجمة المنزل الذي كان موجودا داخله. وقال اسماعيل ان قنبلة ثانية ضربت المنزل بعد ثوان فقط من القنبلة الاولى، وأضاف ان القرية بكاملها كانت تهتز تحت اقدامهم. وظهر في صور الفيديو التي التقطت بواسطة طائرة انفجار هائل تصاعدت اثره اعمدة من الدخان والغبار والحطام. وقتل الى جانب الزرقاوي خمسة آخرون. و أضاف الجنرال كالدويل ان جثة الزرقاوي نقلت الى موقع لم يكشف عنه، وكشف الفحص وجود آثار إصابات قديمة ووشم، كما اثبت فحص البصمات، الذي اجري حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا، هوية الزرقاوي، فيما يتوقع ايضا ظهور نتيجة فحص الحمض النووي للخلية (دي إن آي). وظهر من الصور التي نشرت لجثة الزرقاوي عدم تأثر الكتفين والعنق والوجه بأي إصابة، إلا ان الجانب الأيسر لوجهه تعرض لإصابات، وقال كالدويل انه كان لا بد من إزالة الكثير من الدم والقطع التي تناثرت اثر تدمير المنزل حرصا على عدم إظهار جسده بأي صورة لا إنسانية. وقال اسماعيل ان أفراد القوات العراقية والاميركية طلبوا من سكان هبهب البقاء داخل منازلهم ووقعت غارة اخرى بعد عدة ساعات. وأضاف انه عندما استيقظ صباح الخميس سمع بعض أفراد الشرطة العراقية وهم يغنون فرحا بمقتل الزرقاوي.

و كل ذلك بحسب راي دكستر فليكنز ومارك مازيتي وريتشارد أوبل* في المصدر .

المصدر : الشرق الاوسط – بغداد – 10-6-2006

خدمة «نيويورك تايمز» - شارك في إعداد هذا التقرير ديكستر فيلكنز وريتشارد اوبل من بغداد ومارك مازيتي من واشنطن ومايكل غوردون من بروكسل ومنى محمود من بغداد وسعاد ماخنيت من الجزائر .

 

 

الزرقاوي... قتل «قاعدة» القاعدة!

 

 

 

نهاية طبيعية لإرهابي غير طبيعي:

وهكذا، انتهت حياة فتى حي معصوم في الزرقاء، بصاروخ جوي دمر المنزل الذي كان الزرقاوي ورفاقه من القاعديين يوجدون فيه بقرية «هبهب»، شمال محافظة ديالى.

من قتله؟ من أمد بالمعلومات الدالة عليه؟ لماذا أتى إلى هبهب؟ ما هو دور المخابرات الأردنية في عملية مقتله؟ من سيخلفه؟ ما هو مجلس الشورى؟ ما هو حجم الحقيقة والوهم في قصة الزرقاوي؟ من استثمر ظاهرة الزرقاوي؟ ما هي صلته بشبكة الإرهاب في السعودية والأردن ومصر؟ كل هذه الأسئلة، وعشرات أخرى، لن نجد عليها إجابة كاملة، بمقتل «فتوة» القاعدة أحمد الخلايلة.

ظهور الزرقاوي الأخير في شريطه الشهير الذي استعرض فيه قدراته في إطلاق النار من بندقية أميركية ثقيلة، وهو يتمشى بين أنصاره في الانبار غرب العراق، وهدد وتوعد بتدمير العملية السياسية، خصوصا بعد مشاركة السنة فيها، وحصلت اشتباكات غير معتادة بين قبائل الغرب العراقي السنية وبين مجموعة الزرقاوي. ثم وقبل إعلان مقتله بغارة هبهب، هدد الزرقاوي الشيعة، وهاجم حزب الله اللبناني، ووصفه بالعمالة لإسرائيل.

هنا أتذكر حينما قمت بزيارة الزرقاء في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، وكانت انطباعاتي حينها حسب هذا الوصف: ذهبنا الى مدينة الزرقاء، شرق عمان، تلك المدينة الممتدة بشكل أفقي، أخذتنا الطرقات المتشابهة، ونحن نسأل السكان عن حارة الكسارات في حي معصوم. نلحظ في وجوه بعض السكان نظرات، ترجمتها: نعرف ماذا تريدون.. تبحثون عن منزل الزرقاوي. وبالفعل كانت هذه وجهتنا، وصلنا الى شارع عماد الدين زنكي في الكسارات بحي معصوم، وقد سميت بالكسارات نسبة الى مصنع لتكسير الحصى وإنتاج البحصة في الحارة التي تلتصق بحضن جبل صغير، وبجوارها مقبرة، لاحظت في حارة الزرقاوي ان الطابع الغالب عليها هو المساكن الشعبية، لكنها ليست بحالة سيئة، وكذلك هناك فسحة في الطرقات اضافة الى كثرة المساجد. وصلنا الى الحارة والى منزل ابو صايل، والد الزرقاوي المتوفى منذ فترة، المنزل بسيط ولكنه أجود من المنازل الاخرى التي بجواره، توجد فسحة في مقدمة المنزل، وشجيرتان مغروستان أمام الباب، وفوق الباب مصباح نيون، وصولنا كان بعد غروب الشمس. فسألنا صبية يلعبون أمام الدار، هل هذا منزل الزرقاوي؟ فقال لنا فتى منهم، اسمه حمزة، بدون تردد، ومع ابتسامة: نعم هذا منزله، الفتى كان يلبس ملابس رياضية، ويحلق شعره على الموضة. سألته: ماذا تتذكر من ابي مصعب الزرقاوي او (الزرقاوي) كما يعرف اختصارا في المدينة؟ فقال: «أهل الحي يقولون انه كان شابا طائشا (أزعر) وله مشاكل كثيرة. لكن نحن منذ ان عرفناه ورأيناه وهو متدين، يذهب الى مسجد الحي، وكان لطيفا معنا». ثم اشار الى منزل قريب، وقال «هذا منزل ابو قدامة، (الذي ظهر على قناتي الجزيرة والعربية أمس وهو يشيد بمناقب الزرقاوي ويصفه بإمام الزمن قبل ان تعتقله السلطات الاردنية على الهواء مع مراسل الجزيرة ياسر أبو هلالة)، وهو صهر الزرقاوي، زوج اخته، وقد كان يعرج من إصابة في رجله، اما ابو مصعب فلم نره ابدا يعرج او يشكو من شيء في قدمه، كما تقول بعض الاخبار. وبالفعل كان الزرقاوي حتى خروجه من الاردن سنة 1999 صحيح القدمين، كما أخبرني الجميع في الاردن. ولد أحمد فضيل نزال الخلايلة في 30 اكتوبر 1966 في الزرقاء (25 كلم، شرق عمان العاصمة)، وقد ولد لأسرة محافظة تنتمي الى عشيرة الخلايلة من الخوالدة من بني هليل من بني حسن، كبرى العشائر الاردنية. وقد أثر في شخصيته لاحقا هذا البعد العشائري.

وبحسب مسؤول في الأمن الأردني، فإن السلطات الأمنية تملك ملفا حافلا للزرقاوي حول قضاياه السابقة المتعلقة بالخناقات او السكر. ولكنه تحول الى شخص وديع بعد تدينه، كما قال كثيرون، وصورته الثابتة له وهو يتردد على مسجد عبد الله بن عباس، مسجد الحي، ما زالت عالقة في أذهان السكان. في افغانستان، التي ذهب اليها آخر الثمانينات، كان شخصا عاديا غير لافت للنظر، وكان يلقب بلقب ابو محمد الغريب، وذكر شخص سعودي، ممن كانوا يترددون على افغانستان للجهاد في تلك الفترة، انه شاهد الزرقاوي في بيشاور، في مضافات العرب، إذ يقول عنه: «كان شخصا صموتا وخلوقا، لم ألحظ عليه شيئا معينا». وفي عام 1989 التقى المقدسي بالزرقاوي في بيشاور في بيت ابو الوليد الانصاري، وهناك كما يقول المقدسي عرف فيه شخصا متحرقا للجهاد، هذه الفترة التي يقول عنها الباحث الاردني ابراهيم غرايبة: «أعتقد أن ولادة الجهادية السلفية في الاردن تمت في هذه اللحظة». وعاد الزرقاوي من افغانستان إلى الأردن، كما يقول أنصاره بسبب الخلافات أو (الفتنة) التي دبت بين قيادات المجاهدين الافغان. عاد وقد نضجت أفكار المقدسي في ذهن التلميذ الزرقاوي، هذه الافكار القائمة على تكفير الحكام والحكومات بسبب تحكيم القوانين الوضعية، وتضليل الجماعات الاسلامية التي تنخرط في اللعبة السياسية، مثل الدخول للبرلمان، وأنشأ مع شيخه تنظيم أو جماعة التوحيد، التي سميت لاحقا تنظيم بيعة الامام في عام 1994 في مدينة الزرقاء (وسط الأردن) التي تعد معقلا للتيار السلفي الجهادي، بالاضافة لمدين السلط طبعا، قبل ان يُعتقل في العام نفسه ويُحكم عليه بالسجن 15 عاما، أمضى منها أربع سنوات واستفاد من عفو ملكي في عام 1999، وغادر الأردن في ذلك العام الى أفغانستان. وفي السجن، خلقت شخصية الزرقاوي الحقيقية، شخصية الصلب العنيد، كما يصفه ضابط أردني: «لقد كان الرجل جاهلا ومحبا للظهور، ولكنه في نفس الوقت كان صلبا وعنيدا». وهكذا يصفه أتباعه ومحبوه مثل الشيخ جراح قداح. أثناء المرافعات الشهيرة والمحاكمات المثيرة في عمان في قضية بيعة الامام، كان المقدسي يخطب ويبشر بأفكاره حول الحاكمية، وكان الزرقاوي يناكف المحكمة وقاضيها ويصفهم بالكفر. ويقول محمد الدويك، المحامي الذي ترافع عن الزرقاوي في قضية بيعة الامام سنة 1994 «توكلت بالدفاع عنه في تلك السنة بعدما اتهم بحيازة قنبلة يدوية ورشاش»، يقول عنه: «كان شابا مؤدبا وخدوما، وكان يعمل في بلدية الزرقاء، وقبل ذلك في محل بنشر»، ويتابع: «اذكر ان يديه كانتا مليئتين بالأوشام». خرج الزرقاوي سنة 1999 الى افغانستان، وكان على خلاف مع ابن لادن والظواهري، وحسبما يذكر ضابط اللجنة الأمنية في القاعدة المصري سيف العدل، فإنه هو الذي استقدم الزرقاوي الى قندهار معقل طالبان وبن لادن، بعدما طلبت منه الحكومة الباكستانية مغادرة أراضيها، وتفاوض سيف العدل معه بخصوص التعاون مع القاعدة، بعد ان رفض الزرقاوي تقديم البيعة لابن لادن، البعض فسر ذلك الخلاف بأن ابن لادن رفض تدريس كتب المقدسي على شباب القاعدة، وقد ذكر المقدسي في رسالته الشهيرة الى الزرقاوي ذلك، ثم في مقابلته مع قناة الجزيرة، لكن بيانا نسب الى الزرقاوي، نفى ان يكون قد عرض على قيادة القاعدة تدريس كتب المقدسي. نجحت مفاوضات سيف العدل، واستطاع الوصول الى حل مع الزرقاوي، واتجه الاخير الى مدينة هيرات غرب افغانستان على الحدود الايرانية، وأنشأ هناك معسكرا خاصا بـ «جند الشام» او المتطوعين القادمين من الاردن وسورية ولبنان والعراق، حيث كان يركز على هذه الجنسيات، وكان معه رفيق دربه، الذي قتل لاحقا في العراق، عبد الهادي دغلس، ووالد زوجته الثانية ياسين جراد، التي تزوجها اثناء معسكر هيرات، وقد ذكر أن صهره الفلسطيني جراد هو من نفذ عملية اغتيال باقر الحكيم الانتحارية. وبعد هزيمة طالبان انهار معسكر هيرات، ولكن بقيت العصبة التي أحاطت بالزرقاوي معه، فدخل الى ايران، ومن ثم تسلل الى كردستان العراق، التي كان قد سبقه اليها احد رموز الحركة الجهادية السلفية في مدينة السلط (رائد خريسات) والذي يمثل مع لؤي الكايد ومحمود النسور ومعتصم درابكة، شخصيات «إلهامية» لمن يريد القتال في العراق من شباب محافظة «السلط» بالدرجة الاولى. وبقية قصة الزرقاوي في العراق أصبحت معروفة، وصولا الى لحظة الاعلان عن مصرعه امس، وشخصية الزرقاوي العنيدة، والاحادية، وتركيزه على الجانب العسكري كأسلوب حل وحيد لمعضلات الإسلام السياسي وتعثراته، إضافة إلى مرافعاته الشهيرة وتحديه للمحكمة وحكمه الصريح بكفرها وردة الحكومة عن الاسلام، كل هذه الامور، وغيرها، خلقت هالة الزرقاوي، إضافة الى دور لحظة افغانستان وحضانة قندهار، برعاية ابن لادن والظواهري وطالبان، ثم استقلاله بالعمل في معسكر هيرات، ثم شمال العراق، بعد القضاء على سلطة طالبان جراء الهجوم الامريكي بعد 11 سبتمبر.

خسارة تنظيم القاعدة للزرقاوي مضاعفة، فعلاوة على الوهج الذي يمنحه نشاط شبكة الزرقاوي في العراق للقاعدة، هناك الارضية الخصبة للتجنيد والاعداد والتمهيد للانطلاق إلى ساحات جديدة ابتداء من العراق، من أجل مد النشاط القاعدي اليها، خصوصا بعد إعلان الزرقاوي قبل فترة بسيطة عن إقامة «إمارته» الاسلامية في غرب العراق، على غرار إمارة طالبان، ومما يدل على حجم الآمال التي تعقدها القاعدة، على قاعدتها الزرقاوية في العراق، رسالة الرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري في 12 اكتوبر 2005 من دون أن تحمل عنوانا معينا، مؤرخة بـ«يونيو 2005» يلفت النظر فيها إلى عدة مسائل، أهمها أن الظواهري يطلب من الزرقاوي تسهيل أو إيجاد طريقة له من أجل القدوم الى العراق، وكيفية التخطيط لإقامة الدولة الاسلامية في العراق، ومن ثم نقل التجربة الى الدول المجاورة مثل سورية والاردن وصولا الى مصر .

لكن، وحتى هذه اللحظة، فإن هذه القاعدة، أو قاعدة القواعد، قد ضربت في الصميم بمقتل الزرقاوي.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب نصا ودون تعليق في المصدر .

المصدر : الشرق الأوسط - الرياض: مشاري الذايدي- 9-6-2006

 

 

العراق... الحزانى على مقتل الزرقاوي!

 

رشيد الخيون

 

مثلما أفرح مقتل الإرهابي أبي مصعب الزرقاوي، ولا شماتة في الموت، ثكالى ويتامى الإرهاب بالعراق، أحزن جمعاً آخر من البشر، لأنه جاء دعماً للحكومة العراقية المنتخبة، وتأكيداً أن أبا مصعب الزرقاوي ليس أسطورة أمريكية بل حقيقة موجودة على أرض الواقع، هذا الرجل أدخل إلى العراق طريقة جز الرقاب وبقر البطون. ومقتله أثبت أن ما كانت تعلن عنه الحكومة العراقية من إلقاء القبض على مساعدين له، ما هو إلا حث الخطوات إليه وكان الموعد ساعات فجر الأمس.

مَنْ تابع وسائل الإعلام صباح مقتل الزرقاوي، وهو لا يعني بالنسبة لضحايا غير القصاص العادل، يجد الحزن والألم يعصر أصوات بعض المعلقين العرب! حزن نابع من رهان على فشل التحول الديمقراطي بالعراق، ويمكن أن يكون هذا الحدث بداية لدحر الإرهاب، والتخفيف من وتيرة العنف. أحدهم اعتبر الزرقاوي مجرد رقم في نشاط القاعدة والمقاومة العراقية، وآخر اعتبرها هزيمة للحكومة العراقية (العميلة)، وآخر شكك بالحدث، وتأمل أن لا يذوق العراقيون طعم الأمن والأمان بعد صدام حسين.

عموماً، الحزانى على مقتل الزرقاوي وسبعة من مجلس شوراه، هم أنفسهم المتباكون على سقوط دولة البعث، وهم أنفسهم الذين نفوا أنه قد ألقي القبض على صدام حسين في الحفرة، بدلالة وجود ثمر النخل الأصفر في شتاء العراق، مع أنه ظاهرة معروفة لمَنْ عاش ببلاد النخيل. وهم أنفسهم اعتبروا (الشيخ) اسامة بن لادن محرر العرب والمسلمين، وظلوا ينتظرون ما تسفر عنه خطايا الزرقاوي! ومع اعترافات القتلة والذباحين إلا أن المتهمين لديهم هم الضحايا أنفسهم، بذريعة العمالة للأمريكان.

كان تعاون شيوخ عشائر محافظة الأنبار وراء محاصرة أعوان القاعدة، وبذلك فقدوا حاضنة من حاضنات الإرهاب، التي ساعد فيها بقايا النظام السابق. ومعلوم أن سعة الأنبار، وهي أكبر محافظات العراق مساحةً، ووجود تنظيمات مختلفة تحت تسمية المقاومة والجهاد، كان عاملاً هاماً في تحرك أعوان القاعدة بحرية.

أيضا يبدو أن التسجيل الذي ظهر فيه الزرقاوي، كأحد «اشقياء» المدن، يمسك أرواح ضحاياه بيد ومصير أتباعه من شراة الجنة بيد أخرى، هو الذي أتى به إلى بلدة «هبهب»، تلك القرية الشهيرة بالعراق، لسبب معين، ويلقى مصيره هناك.

وكنت قد اتصلت بعالم دين من علماء السُنَّة العراقيين، لأستوضح منه الخبر والموقف في الوقت نفسه، فما يُطرح أن الزرقاوي، رغم أنه ليس عراقياً، يُقدم على أنه أحد فصائل ما عُرف بالمقاومة ومدافعاً عن أهل السُنَّة ضد مواطنيهم الشيعة، وتجنبت مبادرته بالتهاني، حتى بادر هو إلى القول: ألم يرد في القرآن الكريم: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلك تتقون»! قال: أتدري كم حياة بموت واحد من أمثال الزرقاوي؟ إنه عدد لو علمت كثير! عندها قلت له: يا شيخ: ما كنت أجرأ على تقديم التهاني بمقتل مَنْ حُسب ولو عنوة على سُنَّة العراق، وهو من بلاد أخرى لولا ما بادرتني به من موقف إنساني.

لقد عاث الخلايلة أبو مصعب الزرقاوي بأرواح العراقيين، بما لم يكتشفه أهل العراق من قبل، من تفنن بالقتل وطرائق بقطع الرؤوس وبقر البطون. ليس لنا التفكير على يد مَنْ قضى الزرقاوي وأصحابه، مثلما ليس لنا الانشغال بكيفية انتزاع الورم من جسد المريض بقدر ما نفكر بصحة المريض، وعافيته. آن الأوان أن يدرك العراقيون، سُنَّة وشيعة كرداً وتركماناً وبقية الجماعات، أن الفتنة ستطولهم جماعةً بعد جماعةً إذا غضوا الطرف عما يجري ببلادهم من استهتار الجماعات الإرهابية، أياً كان مذهبها، بأرواحهم؟

يرى الحزانى لمقتل الزرقاوي خطأً أن العراقيين، حكومة وشعباً، مجرد أدوات بيد الأمريكان، ولم يصدقوا أن لهم يدا في الخلاص من هذا الورم، وكأنهم مجمعون على الاستسلام والخوف إلى درجة الفزع من تلك العصابة. بينما لولا ضيق العراقيين، الذي وصل بالأنبار إلى مداه، من القتل ونزع الرؤوس ما تمكنت الطائرة التي قصفت دار اجتماع مجلس القاعدة بهبهب، بل ومن قبل ما تمكن الأمريكان إلقاء القبض على طريدة أخرى وهو صدام حسين. فمن السهل نعت العراقيين بالخيانة العظمى، وبشتى النعوت الدنيئة، لكن من الصعب اسكات شعب بالكامل بالخوف والفزع، أو بحجة واهية أخرى، وهي مقاومة المحتل، عن كوارث محدقة به من كل جانب. لذا كان الحزانى على مصير الزرقاوي، والمراهنون على جدوى العنف والتدمير في إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، هم وحدهم الواهمون، ووحدهم المعتقدون خطأً أن الزرقاوي لا وجود له، وما هو إلا مصيدة للمقاومة، أو تثويراً أمريكياً للطائفية وللاحتراب بين العراقيين.

ما يزال هناك مجال لنظرية المؤامرة في الشأن العراقي، لكن ليس إلى الحد الذي يتجاهل القتل والضحايا ببغداد، ومعبر اللطيفية، وبالأنبار، والقائم، والفلوجة، وتلعفر وغيرها من مناطق الموت اليومي. لا يخفى على العراقي أن مقتل الزرقاوي، على حد عبارة شيخنا العراقي الجليل الذي لم أفوض لذكر اسمه، إنه حياة للآخرين، حياة للطفولة، لباعة الخبز، لزائري المراقد، أو الأضرحة، للمتجولين بالأسواق، لطلبة المدارس والجامعات. لقد وصل الموت العراقي، على يد هذه الجماعات مداه، وأخذ من الوقاحة تهديد بغداد بإقامة إمارة إسلامية على طريقة الأزارقة، ونشأ جيل من الإرهابيين، ما عرفه أهل العراق من قبل.

هنا لا بد من التذكير أن وجود أبي مصعب الزرقاوي بالعراق لم يكن منفصلاً بمكان عن التأييد البعثي، وعن احتماء البعثيين، من المصرين على إعادة نظامهم، بالجماعات الدينية، وليس هناك من شك بوصايا قيادتهم قُبيل السقوط: الانتماء إلى تلك الجماعات، وعلى مختلف مذاهبها. بعدها تضاربت الأهداف واختلفت: جماعة الزرقاوي أصحاب مشروع دولي ينطلق من بغداد، وللبعث مشروع عودة النظام، سواء كان بظل صدام حسين أو غيره.

الحزانى لمقتل الزرقاوي فقدوا أحد موفري القلق للعراقيين، واهتزاز السلطة القائمة، لذلك لم يتأخروا حتى من عد الزرقاوي نفسه مشروعاً أمريكياً، وأخذوا يتخبطون في التحليلات والتفسيرات، وآخرها قول أحدهم: إن العنف سيتصاعد ثأراً للزرقاوي وصحبه. عموماً، كان سقوط الزرقاوي خطوة هامة أكدت أن العراق ما يزال بحاجة إلى تعاون أمني وعسكري، وما الأصوات التي أرادت الخروج الفوري للقوات الأجنيبة إلا جهلاً بواقع الحال أو لغاية تحويل بغداد إلى إمارة يحكمها أبو مصعب الزرقاوي.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب نصا ودون تعليق في المصدر .

المصدر : الشرق الأوسط - 9-6-2006

 

 

«الحالة الزرقاوية»... تدور مع علتها وجودا وعدما

 

عبد الرحيم علي

 

وسط موجة من الفرح عمت أرجاء العراق، ووسط زغاريد وطلقات الابتهاج، التي انطلقت عبر حناجر وبنادق العراقيين الذين اكتووا بنيران الإرهاب الزرقاوي الأعمى، أعلن رئيس وزراء العراق الجديد جواد المالكي، صباح أول من أمس الخميس، مقتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين.

وقد جاء مقتل الزرقاوي لينهي، والى الأبد ما يمكن أن نطلق عليه «المرحلة الزرقاوية» في العراق، التي استمرت ما يربو على الثلاث سنوات، واتسمت بعدة سمات أساسية أهمها :

1 ـ عمليات القتل العشوائية التى قصد بها إشاعة الفوضى، وعرقلة أي تقدم في العملية السياسية في البلاد.

2 ـ محاولة زرع الفتنة بين الطوائف الدينية والمذهبية العراقية في محاولة للوصول إلى حرب أهلية تتيح له فرصة لتنفيذ مخططه حول إنشاء دولة سنية تشمل المدن السنية الكبرى الواقعة داخل مثلث الوسط العراقى.

3 ـ إغراق الأمريكان في المستنقع العراقي لأطول فترة ممكنة، حتى يتسنى لـ«القاعدة» ومن يعاونوها تصفية حساباتهم القديمة والجديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية على الأرض العراقية، دون الحاجة إلى الذهاب إلى واشنطن أو نيويورك.

4 ـ رسم استراتيجية تشمل مد عملياتهم خارج العراق، لاستهداف عدد من دول المنطقة، التي يتهمونها بالتحالف مع الأمريكان، وهو ما حاولوا تطبيقه مع المملكة الأردنية.

5 ـ السعي لاستهداف إسرائيل ـ بطريقة شكلية ـ في محاولة لكسب تعاطف الجماهير العربية، وهو ما حاولوا القيام به عندما أطلقت مجموعة تابعة للزرقاوي ستة صواريخ على الشمال الإسرائيلي ـ لم تصب أية أهداف ـ مستخدمة أراضي تابعة لحزب الله اللبناني في الجنوب.

لنتحدث عن استراتيجية الزرقاوى واستغلال التناقضات، فقد كان واضحا منذ الوهلة الأولى أن تلك الاستراتيجية التي اعتمدها الزرقاوي لا يمكن أن تنجح بدون دعم لوجستي يقدم له على الأرض، ماديا ومعنويا، من قبل قوى في الداخل والخارج. الأمر الذي دفع الزرقاوي إلى رسم استراتيجيه تعتمد على التناقضات المتعلقة بالوضع العراقي الداخلي، إقليميا وعراقيا. مستغلا بعض الملفات الإقليمية المشتعلة خاصة ما يتعلق منها بالعلاقات الأمريكية وعدد من دول الجوار. كان الزرقاوي يعلم بذكائه الفطري أن هذه الدول قامت بوضع استراتيجية تهدف إلى إغراق الأمريكان بالمستنقع العراقي، معتبرة أن ذلك هو أحد أهم أدواتها في مواجهة الاستهداف الأمريكي لها. وقد وجد الزرقاوي فى تلك القوى ضالته، ووجدت تلك القوى ـ أيضا ـ في الزرقاوي ضالتها للقيام بتك المهمة، واستغل زعيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الفرصة ليحصل على أكبر دعم مادي ممكن للاستمرار في معركته، وتنفيذ أهدافه. فكانت عمليات التفجير الانتحارية التي طالت المئات من المدنيين العراقيين، ونحر الرهائن الأجانب، وتفجير المساجد والمراقد الشيعية أداته لصنع الفوضى التي أرادها حلفاؤه وتلاقت مع أهدافه في آن واحد.

وباتت الحدود العراقية ـ منذ تلك الفترة ـ سهلة ومرنة بالنسبة للقاعدة وزعمائها يخرجون ويدخلون كيفما شاءوا، وهو ما سهل لهم عمليات الهروب من الحملات الأمنية المتعددة، وذلك ما أكده عدنان ثابت المستشار الأمني لوزير الداخلية العراقي الأسبق، عندما أشار الى أن تحركات الزرقاوي تبين تنقله بين مناطق غرب العراق وبعض دول الجوار. لافتا إلى أن مسألة الوفاق الوطني بين العراقيين هي الحل الأمثل الذي سيسهم بشكل حاسم في تطويق نشاط الزرقاوي، وإلقاء القبض عليه أو قتله.

وإذا ما تحدثنا عن تأثير الزرقاوي السياسي في العراق، وتحديدا عن السنة والعملية السياسية، فلم ينس الزرقاوي أن يلعب ـ أيضا ـ على التناقض القائم بين السنة والشيعة في العراق بسبب رفض عدد من القوى السنية الانخراط في العملية السياسية، فراح يؤجج النعرات المذهبية والطائفية في البلاد في محاولة منه للدفع بالأمور إلى حافة الحرب الأهلية.

وبينما استخدم الزرقاوي التناقض الإقليمي للحصول على أكبر قدر من الدعم المادي متمثلا فى المال والسلاح وتسهيل دخول المتطوعين، بالإضافة الى توفير فرض الحماية الكاملة، وتزويده بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لتأمين تحركاته وتسهيل عملياته, لعب الرجل على التناقض الداخلي بذكاء منقطع النظير، ليقوم بتجنيد عدد كبير من الشباب السني الغاضب، مفتعلا بعض المذابح التي راح ضحيتها مدنيون من الطرفين، واستخدمهم وقودا لمعركته الفوضوية في العراق.

ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهى السفن، فقد توصل الإيرانيون والأمريكان، عبر محادثات سرية وغير مباشرة وبرعاية من أطراف أوروبية وروسية، إلى ما يشبه الاتفاق الشامل بشأن ملفها النووي. وهو ما نشرت نصه قناة الأخبار الأمريكية «أي.بي.سي.نيوز» على موقعها الالكتروني يوم الثلاثاء الماضي. العرض قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا وتضمن تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم، على أن يقوم المجتمع الدولي بعدد من الخطوات أهمها: إعادة تأكيد حق إيران القاطع بامتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية، والدعم الفعال للأنشطة المتماشية مع الخطة النووية المدنية لإيران، على أن يتم تعليق النقاش حول ملف إيران النووي في مجلس الأمن.

لقد قصم، الانفراج الذي حدث للأزمة الإيرانية، ودخول 70% على الأقل من القوى السنية للعملية السياسية في العراق، ظهر الزرقاوي، وخلع عنه غطاء الحماية الداخلية «معنويا» والخارجية «ماديا». فبات الرجل في العراء منذ أكثر من شهرين تقريبا، وهو ما يفسر قيام الزرقاوي بمحاولتين انتحاريتين ـ من وجهة نظري ـ للبقاء على قيد الحياة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، الأولى تمثلت في تسجيل الفيديو الذي أذاعه، وظهر فيه لأول مرة وهو يندد بالسياسة الأمريكية في العراق، ويهدد كل من يساهم في إنجاح العملية السياسية في البلاد، في محاولة يائسة للحصول على الدعم الشعبي بعدما فقد الدعم الإقليمي.

والثانية هي إعلانه في نفس الشريط قيام الإمارة الإسلامية خلال ثلاثة أشهر. لقد حاول الزرقاوي بهذا الإعلان وضع الجميع أمام الأمر الواقع، فالإمارة الإسلامية المعلنة، لا شك، تحتاج الى من يدافع عنها في مواجهة المحتلين الغاصبين من الأمريكان والشيعة ـ على حد سواء ـ وبهذا يخرج الرجل من ورطته من خلال تكثيف عمليات التجنيد وإشراك أكبر عدد من المواطنين السنة العاديين في المعركة، عبر حمل السلاح دفاعا عن الإمارة الوليدة.

ومن وجهة نظري، فإن هذا الإعلان بالإضافة إلى الظهور العلني لتدشين زعامته السياسية كانا من أهم أسباب تسهيل عملية اصطياده وقتله، بعدما أصبح ورقة غير مقبولة أو بالأحرى «محروقة» لا تتحملها المعادلة العراقية.

ويظل السؤال، هل ظاهرة «الزرقاوية» قابلة للتكرار أو العودة مرة أخرى للعراق. والإجابة هنا تتعلق بالأسباب التي أدت إلى ظهور تلك الظاهرة ومدى قدرة كافة الأطراف على الحفاظ على عدم عودتها مرة أخرى أو اختفائها للأبد. فما حدث ارتبط بشكل كبير بمسار الملفين الداخلي والخارجي المتعلقين بما يحدث على الساحة الإرهابية بالعراق، فإذا سارت هذه الملفات في طريق الحل بنفس الوتيرة الحالية، سوف تختفي الظاهرة الزرقاوية والى الأبد. أما إذا تعثرت مرة أخرى فإن الظاهرة قابلة للعودة، وبمعنى أوضح إذا ما تم استيعاب باقي القوى السنية في العملية السياسية، وإذا ما استطاعت الحكومة العراقية تقديم شيء يخفف من الحالة الاجتماعية للمواطنين العراقيين، وإذا حدث أي انتكاسات للحل الشامل للملف الإيراني النووي، فإن الحالة الزرقاوية قابلة للعودة. فهي تنطبق عليها القاعدة الفقهية الشهيرة «الحكم يدور مع علته وجودا وعدما» وكذا «الحالة الزرقاوية».

كاتب مصري متخصص  في شؤون الجماعات الإسلامية

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب نصا ودون تعليق في المصدر .

المصدر : الشرق الأوسط - 9-6-2006

 

 

ما بين نهاية الزرقاوي... ومصير «القاعدة» في العراق

 

محمد أبو رمان

 

 

بإعلان مقتل «أبو مصعب الزرقاوي» الأول من أمس بغارة جوية، على منزل كان يجتمع فيه مع عدد من مرافقيه، يسدل الستار على شخص جدلي ثارت العديد من علامات الاستفهام حول دوره في المقاومة العراقية ومدى قوة جماعته ومستوى تدريبها وانتشارها وعدد أعضائها والعمليات التي تقوم بها. ولعل المفارقة الرئيسة تكمن في تحول الزرقاوي من شخص خرج من الأردن إلى أفغانستان مع قلة من الصحب إلى شبكة متطورة ومحترفة كبيرة في العراق، تقوم بعمليات دموية، ويعبر أنصارها الحدود الإقليمية ذهابا وإيابا، إما هروبا من دول (حالة المطلوبين السعوديين)، أو للضرب داخل دول أخرى (حالة الأردن).

يبدأ الجواب على الأسئلة السابقة من طبيعة الظروف التي رافقت سقوط بغداد، وانهيار الجيش العراقي في ساعات محدودة، حينها كان الزرقاوي ـ في العراق ـ معه فقط العشرات من المؤيدين العرب متحالفا مع أنصار السنة في كردستان، فتمكن خلال فترة قصيرة من تجنيد أعداد كبيرة من مئات المتطوعين العرب، الوافدين إلى العراق قبل الحرب وبعدها، وتحوّل مع مرور الوقت إلى جماعة ثم شبكة كبيرة، تكتسب أنصارا ومؤيدين من المجتمع السني العراقي.

وإلى حين استكمال فصائل المقاومة السنية الأخرى استعدادها للمشاركة بالعمليات العسكرية كان الزرقاوي يكتسب سمعة إعلامية ومزيدا من الأنصار من العراقيين والقادمين العرب، من خلال الطابع الإعلامي المدوي للعمليات الانتحارية التي اعتمدتها جماعته. وعندما كشف شيخه أبو محمد المقدسي، من سجنه في الأردن، عن خلافات الزرقاوي مع ابن لادن، وكثرة الأقاويل حول طبيعة العلاقة بين الطرفين، قطع الزرقاوي الطريق على ذلك بالانضمام إلى القاعدة، وتكوين «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين».

السر الحقيقي في قوة الزرقاوي وجماعته، لا يعود إلى قدرات خارقة لدى الرجل، إنما للظروف السياسية والأمنية في العراق؛ أي في شعور السنة بالقلق والخوف من الاستعداء الأميركي ومن الميليشيات المسلحة المتطرفة التابعة لبعض القوى الشيعية، فالزرقاوي هو بمثابة «المعادل السني المتطرف» ضد التطرف الآخر. وعندما بدأ السنة بالاندماج بالعملية السياسية حدث شرخ واضح في العلاقة بين الزرقاوي والمجتمع السني، ما أدى إلى اشتباكات وصراع بين جماعته وبعض العشائر السنية، وساهم في المحصلة في تقليص الدعم اللوجستي الذي كان يحظى به داخل المجتمع السني.

ومن الواضح عند قراءة البيانات الصادر عن الجيش الإسلامي أو كتائب ثورة العشرين، وهي أقرب إلى طابع المقاومة الإسلامية الوطنية، أنّ هنالك اختلافا وبوناً شاسعاً بين هذه الجماعات وبين الزرقاوي وجماعته سواء في طبيعة العمليات العسكرية التي تقوم بها أو الخطاب السياسي والإعلامي أو الأهداف السياسية أو الموقف من القوى العراقية الأخرى وبالتحديد الشيعة. وإذا كان لا يخفى نزعة الحزن والغضب التي تتبدى في بيانات هذه القوى من مواقف الشيعة السياسية أو من أعمال تقوم بها ميليشيات شيعية إلا أنه لم يصدر عن هذه القوى أية إشارات حول استهداف الشيعة، كما هو الحال في عمليات الزرقاوي التي استهدفت الشيعة واستباحة دماء المدنيين بذرائع.

لكن الخلاف بين الزرقاوي وفصائل المقاومة العراقية الأخرى، لم يظهر إلى العلن، وكان أقرب إلى حالة «الزواج القسري» بينهم، إذ أنّ أي صراع بين هذه القوى، التي تعتمد العمل العسكري السري، سيؤثر عليها جميعا ويسهل عملية ضربها.

وفي إطار الصراع الإعلامي والسياسي، وظهور مؤشرات متعددة حول الأزمة بينه وبين المجتمع السني لجأ الزرقاوي، في الشهور الأخيرة، إلى تشكيل «مجلس شورى المجاهدين» الذي يضم عددا من الجماعات، المرتبطة به لكنها كانت تعمل بصيغة حركية مستقلة، وعيّن نائبا له «أبو عبد الرحمن العراقي» ورئيسا لمجلس الشورى وكلاهما عراقيان.

لم تقف شبكة الزرقاوي عند الساحة العراقية، بل أصبحت عابرة للحدود، وأخذ الزرقاوي يرسل أتباعه إلى دول أخرى، كان للأردن حصة الأسد منها، فأحبطت الأجهزة الأمنية الأردنية عدة محاولات وتمكنت مجموعات أخرى من تحقيق أهدافها، فحدثت تفجيرات عمان 9/11/2005 وقبلها تفجيرات العقبة. وكان من الواضح أن الزرقاوي قد استفاد كثيرا من الأعضاء الجدد المحترفين غير الأردنيين (عراقيين، سوريين، سعوديين) في شبكته من ناحية، كما أنه وظف خبرته في الحرب العراقية في هذه العمليات من ناحية أخرى.

مقتل الزرقاوي كان متوقعاً، لرجل مطلوب من قبل أبرز أجهزة المخابرات العالمية والإقليمية، يتحرك في ظل شروط صعبة، وإذا كانت هنالك مقدمات يمكن الاعتماد عليها في قراءة نجاح هذه العملية، ففي مقدمتها أزمته مع المجتمع السني، واستعداؤه للعديد من القوى العشائرية والسنية سواء في خطابه وممارساته.

ولعل سؤال العلاقة مع المجتمع السني هو الذي يحدد، بدرجة رئيسة، مستقبل تنظيم القاعدة في العراق، فإذا استمرت العملية السياسية واندمج السنة فيها، وتراجع العنف المقابل ضد السنة، وحدثت حالة من التوازن السياسي والحوار الديني، فإنّ مصير القاعدة يصبح مهددا بدرجة كبيرة، أمّا إذا ساءت الأوضاع السياسية وتدهورت الحالة الأمنية، فإن القاعدة مقبلة على مرحلة «ذهبية» في العراق، على الرغم من مقتل زعيمها ومؤسسها. كما سيتأثر مستقبل القاعدة في مدى قدرتها على الحفاظ على وحدتها وتماسكها التنظيمي، أو أنّ عقدها سينفرط إلى مجموعات صغيرة عنقودية، ما يضعف شوكتها ودورها الأمني.

على الصعيد الإقليمي؛ الأردن هو المستفيد الأول من مقتل الزرقاوي، فالقائد الجديد للقاعدة هو عراقي الجنسية، ليس لديه مشكلة كبيرة مع الأردن، كما كان الحال مع الزرقاوي، الذي كانت عينه دوما على الأردن، كما أن التنظيم سيعمل في الفترة القريبة القادمة على ترتيب أوضاعه الداخلية، وإثبات أنه لا يزال قويا ومتماسكا، وسيكون التركيز على العراق، ما يقدم للأردن «فرصة» من الأريحية الأمنية بعد فترة من الصراع المحتدم مع هذه الجماعة التي استفادت كثيرا من حضورها في العراق ومن وجود مئات الآلاف من الجالية العربية في الأردن، التي لم تكن الأجهزة الأمنية تملك قاعدة بيانات كافية حولها.

باحث أردني في شؤون الجماعات الإسلامية

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب نصا ودون تعليق في المصدر .

المصدر : الشرق الأوسط - 9-6-2006

 

 

مقتل الزرقاوي في الصحف البريطانية

 

مقتل الزرقاوي: بداية عهد في العراق؟

تخصص امهات الصحف البريطانية صفحاتها الاولى ليوم الجمعة بدون استثناء لمقتل ابو مصعب الزرقاوي وسبعة من مساعديه مساء الاربعاء في احد المنازل الواقعة في محافظة ديالى على مسافة 50 كيلومترا شمال شرق بغداد.

وتقول صحيفة التايمز في مقال بصفحة الآراء ان العراق شهد الكثير من الآمال الزائفة خلال الاعوام الماضية كتلك التي جاء بها سقوط بغداد ومقتل عدي وقصي واعتقال صدام والانتخابات والاستفتاءات المتوالية، لكن الظلام خيم على سمائها مجددا كل مرة.

"وقد تعرض كل انجاز من هذه الانجازات الى الانتقاد اللاذع والسخرية حتى صرنا لا نأبه بالتطورات الايجابية التي تحدث على الساحة العراقية." تشاؤم  ومع ذلك، يقول كاتب المقال جيرارد بيكر، هناك من الأحداث ما يجعلنا نتخلى عن نظرتنا المتشائمة ولو لبعض الوقت، ومنها مقتل ابو مصعب الزرقاوي.

"هناك من اكثر معارضي الحرب هستيرية من قال ان الزرقاوي لا وجود له، وان مسؤولي البنتاغون ارادوا ان يعطوا من خلاله للعنف المسلح وجها ضروريا تعرف به، لانها في الحقيقة كبيرة ودوم قائد مما يجعل التغلب عليها مستحيلا."

"ومما لا شك فيه ان من يرون في احداث 11 سبتمبر مؤامرة كبرى لن يترددوا في اعطاء تفسيرات لصور البارحة، لكن على البعض الآخر منا ان يثق بالعراقيين على الاقل، فبالنسبة لهم، كان الزرقاوي حقيقيا جدا، فجهاده الشخصي خلف من القتلى ما يفوق كل ضحايا القاعدة من الامريكيين."

أما الاندبندنت فتنظر الى الموضوع بعيون اقرباء الرهينة البريطاني القتيل كين بيجلي، وتقول ان مصير الزرقاوي لا يشفي غليل أسرته. وكان اتباع الزرقاوي قد قطعوا رأسه في 2004.

وتنقل الصحيفة عن اخ الرهينة الذي لم يعثر بعد على جثته انه كان يفضل لو القي القبض على الزرقاوي وحوكم وقضى حياته وراء القضبان، "لأن الطريقة التي قتل بها كانت اسرع مما يستحق."

وبالاضافة الى تفاصيل مصورة عن الغارة الجوية التي ادت الى مقتل الزرقاوي والابحاث التي سبقتها، تنشر الديلي تلغراف مقالا بعنوان "البلدة التي اعطت الزرقاوي اسمه تنعاه كبطل شهيد."

ويقول كاتب المقال تيم بوتشر من بلدة الزرقاء: "كان ينقص شيء في الجنازة الاسلامية التي تعدها اسرة الزرقاوي: الجثة. وقد نصبت خيمة كبيرة فرشت بحصير وصفت فيها كراس بلاستيكية بيضاء لاستقبال المعزين." تعاطف وقال بوتشر ان احد عناصر المخابرات الاردنية قال ان جثته لن تعود الى الزرقاء، كما حذره من ان المكان خطير على الصحافيين الاجانب.

وقد كسر الاطفال سيارات المراسلين، كما اوضح اقرباء الزرقاوي ان ممثلي الاعلام الغربي غير مرغوب فيهم.

وتقول الصحيفة ان جنازة الزرقاوي تسلط الضوء على تناقضات دولة عربية عصرية كالأردن، فبينما الحكومة ميالة للغرب، ما زال ارهابيون يحارب الغرب باسم الاسلام يحظون بتعاطف الناس.

"وفي الزرقاء، يظهر ان الناس مستعدون لتناسي ضحايا الزرقاوي من المسلمين، وعددهم حوالي 60، كما لا يعيرون اهتماما للهجوم الذي شنه على فندق في عمان، حيث اصدر اقرباؤه بيانا للتبرؤ منه."

وتنقل الصحيفة عن البقال مروان يوسف قوله: "سيحضر الجنازة الكثيرون لابداء تضامنهم مع كل من يقف في وجه الكفار. لا أعرف من يقف وراء تفجيرات عمان لكن كل ما اعرفه ان الزرقاوي اصبح شهيدا لانه قتل على يد الامريكيين."

وفي صفحة التعليق، تنشر الاندبندنت مقالا بعنوان "فوريست جيت لم تساعد الا المتطرفين" في اشارة الى العملية الامنية التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن الاسبوع الماضي، والتي اعتقل فيها مشتبهون بالارهاب فيما اطلق النار على احدهم.

وتقول كاتبة المقال شميم شودوري ان مداهمة الجمعة الماضية لمنزل عبد القهار كلام واخيه الاصغر ابو القوير بحثا عن قنبلة كيميائية لم تفد في شيء الا لتذكيرنا بمشاكل جهزنا الامني وضعف الجالية المسلمة في بريطانيا.

فقد مر اسبوع باكمله على اقتحام 250 شرطيا منزل في فوريست جيت واعتقال الشابين واطلاق النار على احدهما، ولم يظهر أثر لاسلحة كيماوية وما زال على الشرطة اثباث ضلوعهما في مخطط ارهابي.

وتقول شودوري ان الاعتذار الوحيد الذي صدر من الشرطة كان حول الضجة التي سببتها العملية، بينما يحس المسلمون بالاغتراب اكثر فاكثر، لانهم لا يرون ما قد يمنع حدوث نفس الشيء معهم بعدما حدث مع شابين بريئين ودون مشاكل.

وتشير الصحيفة الى انه ما يبعث على الاستغراب ايضا، كون عدد الاعتقالات في بريطانيا غداة احداث 11 سبتمبر وتبني قانون مكافحة الارهاب ناهز الألف، بينما لم يحاكم الا 20 شخصا.

وتقول ان توني بلير باعلانه دعما بنسبة 101 بالمئة للشرطة والمخابرات، دون كلمة اعتذار للجالية المسلمة، كما لو اعطى المصالح الامنية الاذن بفعل ما يحلو لها واتخاذ قراراتها من جانب واحد.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب نصا ودون تعليق في المصدر .

المصدر: BBCArabic.co- 9-6-2006

 

 

مقتل الزرقاوي في الصحف السويسرية

 

اتفقت افتتاحيات الصحف السويسرية على أن مصرع الزرقاوي لن يضع نهاية المقاومة، ولكنه سيكون فرصة للحكومة العراقية الجديدة للبحث عن الاستقرار السياسي في البلاد.

كما تتوقع أغلب التعليقات توجه عمليات المقاومة نحو التصعيد مع قوات الاحتلال، بينما طالبت بعضها باستغلال الأجواء الحالية للخروج من دوامة العنف الطائفي.

قالت صحيفة "تاكس أنتسايغر" الصادرة من زيورخ "تذكر صيحات الفرح في بغداد يوم أمس، بتلك التي انطلقت في نهاية 2003، إثر الإعلان عن اعتقال صدام حسين، عندما تمنى البعض أن تنتهي المقاومة العراقية، فحدث العكس، إذ ترأس الزرقاوي مقاومة مسلحة دموية ذات بعد ديني موجه ضد الشيعة، ليفجر العنف الطائفي بين المسلمين بشكل يصعب وضع حد له، وستتواصل حدة المواجهة حتى بعد رحيله" ومن المفارقات، حسب التعليق، أن يتزامن الإعلان عن مصرع الزرقاوي مع سد الثغرات في الحكومة العراقية، لتعلن بغداد عن تشكيل أول حكومة منتخبة، مما قد يساعد على تخفيف حدة عمليات القتل والاغتيالات التي تتراجع كلما بدأت بوادر استقرار سياسي تلوح في الأفق.

وتقول الصحيفة بأن الفائدة من مصرع الزرقاوي، ستكون فقط "إذا ترجم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذا النصر المعنوي ضد القاعدة إلى خطوات إيجابية على طريق السياسي، فسيكون استفاد من مصرع الزرقاوي في إحداث تحول كبير في العراق".

وقد ربطت "24 أور" الصادرة من لوزان أيضا بين الحدثين (اعتقال صدام واغتيال الزرقاوي) ولكن من ناحية رد فعل الإدارة الأمريكية، وتقول أن بوش تهكم في المرة الأولى على طريقة العثور على صدام مختبأ، ولكن بعد عامين ونصف كانت اللهجة مختلفة واختيار الكلمات بتحفظ، كما نظرت الصحيفة إلى تشكك الرأي العام الأمريكي في جدوى الحرب على العراق، وتزامن الإعلان عن مصرع الزرقاوي مع اقتراب موعد الإنتخابات الأمريكية اعتبارا من الخريف المقبل، وتتوقع الصحيفة أن يتحول مصرع الزرقاوي إلى بطاقة جديدة تسمح بمحاولة تجديد شعبية بوش المنهارة.

أن تأتي المعلومات الحاسمة التي أدت إلى نجاح العملية هذه المرة من أوساط الميليشيات العراقية فهذه إشارة مهمة.

ماسيمو إنتروفينيي مؤلف كتاب "أسامة بن لادن، القيامة على الغرب"

دلالات هامة

أما "نويه تسوخر تسايتونغ" الصادرة من زيورخ فقد ركزت على دلالة مساهمة العراقيين في التعرف على مكان الزرقاوي وقالت "إذا صدق ما قيل أن هناك من المواطنين العاديين الذين ساهموا في التعرف على الزرقاوي، فإن هذا يعني بأن نسبة غير قليلة من السنة غير راضية على أسلوبه في المقاومة، وكذلك أيضا عن أسلوب عمل تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن".

الصحيفة اعتبرت هذا التحول خطوة هامة يمكن الاستفادة منها على الصعيد السياسي، لإن "اختفاء الزرقاوي سيسمح للمقاومة السنية أن تختار الآن بين العمل مع الجهاديين الذين ليس لديهم أية حلول وسط، وبين العمل لتحقيق نجاحات سياسية، فإذا اختارت هذا الطريق، فهو يمهد لحوار وطني سيؤدي حتما إلى تهدئة الأوضاع".

وتتوقع الصحيفة أن يكون خليفة الزرقاوي عراقيا وان تتركز علميات التنظيم مستقبلا على الجنود الأمريكيين ومنشآتهم.

صحيفة "كورياري ديل تيشينو" الصادرة في لوغانو أجرت حديثا مطولا مع الخبير ماسيمو إنتروفينيي مؤلف كتاب "أسامة بن لادن، القيامة على الغرب" الذي اعتبر فيه أن المعلومات الحاسمة التي أدت إلى نجاح العملية "جاءت هذه المرة من أوساط الميليشيات العراقية"، وهو ما رأى فيه "إشارة مهمة".

وقال انتروفيني أن القضاء على الزرقاوي "مهم جدا لأنه يتعلق بشخصية أسطورية. لقد انهارت أسطورة الزرقاوي الذي لا يُقبض عليه ولا يُهزم"، ورأى أن هذا الإغتيال سيؤدي (على غرار ما وقع في أوساط البعثيين بعد اعتقال صدام حسين) إلى حدوث تفكك في صفوف أتباعه.

رأت بعض الصحف السويسرية أنه "كان من الأفضل إلقاء القبض على الزرقاوي لمحاكمته على جرائمه"

"هدية من السماء للعراقيين والأمريكيين"

صحيفة برنر تسايتونغ، الصادرة من برن، رحبت بإزاحة الزرقاوي من على الساحة، ولكنها فضلت اعتقاله حيا ومثوله أمام القضاء، لمحاكمة أفكاره، لأن لجوء القوات الأمريكية إلى الخيار السهل بإلقاء قنبلتين زنة الواحدة منهما 500 رطل للتخلص منه، لم تقض على إيديولوجيته المفعمة بالكراهية.

وفي نفس السياق انتفدت "لوتون" من جنيف تحت عنوان "كراهية تحت الأنقاض" ذهاب ضحايا من المدنيين والأطفال في عملية اغتيال الزرقاوي، ووصفت أنقاض المنزل الذي قتل فيه بأنه ضريح سخيف، وأن الجيران الذين شوهدوا يجمعون أشلاء الضحايا وبقايا المتاع المتناثر، سيصبحون مؤيدين للجهاديين، وتؤكد الصحيفة على أن العنف المسلح لا يساعد على خيار التسامح، محذرة من اتساع دائرة سوء الفهم بين الغرب والعالم الإسلامي، الذي تمتد آثاره السلبية على أوروبا أيضا، مذكرة بتفجيرات مدريد ولندن، وما نجت منه كندا وسويسرا مؤخرا.

في المقابل رأت "دير بوند" الصادرة من برن، بأن مصرع الزرقاوي "جاء هدية من السماء لكل من العراقيين والأمريكيين على حد سواء، فأخيرا يسمع العراقيون خبرا جيدا، يسمح ببعض التفاؤل في إمكانية القضاء على العنف الدموي بشكل بشع غير مسبوق".

وتقول الصحيفة بأن القضاء على الزرقاوي سيوقف عملية تصدير المقاومة للخارج، لأنه "كان الرجل الوحيد الذي توسع في عملياته بتفجير فندق عمان".

لكن الصحيفة تحذر من الإفراط في التفاؤل، "لأن حجم عمليات المقاومة التي قادها لم تكن كبيرة، بل ضخمها انتشارها عبر الإنترنت ومنها إلى بقية وسائل الإعلام، فإلى جانب المقاومين الأجانب الذي يقوم بتدريبهم، تعمل إلى جواره عشرات من مجموعات المقاومة العراقية من البعثيين إلى السنيين، فضلا عن انتشار الحرب الطائفية، التي ستتواصل حتما بعد رحيل الرجل الذي فجر الصراع الطائفي.

وتخلص الصحيفة إلى أن أهمية مصرع الزرقاوي ليست بمثل هذا الحجم الكبير، بل تتساوى مع إلقاء القبض على صدام حسين، الذي اعتقد البعض آنذاك بأنه محور عمليات المقاومة، وتصف الصحيفة هذه الفرحة العارمة بأنها على مستوى رمزي فقط وهي عديمة التأثير على مسار الحرب الدائرة في العراق.

"الشهيد الجديد" سيشجع على ظهور مرشحين انتحاريين آخرين .

صحيفة "لاريجيوني"، لوغانو

"مسيرة مثالية"

ومن لوتسرن طالبت "نويه لوتسرنر تسايتونغ" أيضا بعدم الإفراط في التفاؤل لأن مصرع الزرقاوي لن يكون بداية عصر الهدوء والسلام في العراق، وتتوقع الصحيفة أن تبدأ مجموعات مسلحة أخرى في الظهور على الساحة لأن تركيبة المقاومة العراقية معقدة ومتداخلة بين سنة عراقيين وعرب، وشيعة مسلحين وقوميين وبعثيين إلى جانب عصابات إجرامية لا هم سوى النهب والسرقة.

الإيجابية الوحيدة التي رأتها الصحيفة هي أن "مصرع الزرقاوى يعطي الحكومة العراقية الجديدة صورة إيجابية ويبعث الأمل على أن المقاومة السنية المسلحة قد تتراجع في حدتها في الطريق نحو العمل السياسي" وتحت عنوان "قـُتـل جهادي، سيُخترع آخر" وصف ألدو صوفيا في افتتاحية خصصتها صحيفة "لاريجيوني" الصادرة في لوغانو للحدث مسيرة الزرقاوي الساحقة بـ "المثالية" مذكرا بطفولته البائسة في مدينة الزرقاء الأردنية وتعرفه على مهاجري ولاجئي المأساة الفلسطينية ثم عودته إلى الإسلام في السجن الذي دخله لارتكابه جرائم بسيطة وصولا إلى انتقاله إلى أفغانستان كمجاهد ضد السوفييت أولا ثم كعدو للغرب "الصليبي" ثانيا.

هذا المسار يؤكد برأي صوفيا أن "الإرهاب – وعلى عكس نظريات سطحية – ليس من عمل ما يشبه النخبة المتعلمة والمرفهة (بن لادن المليونير السعودي والطبيب المصري الظواهري) ولكنه أيضا نتاج يد عاملة تُنتدب من الفقر والشعور بالظلم".

لذلك يعتقد ألدو صوفيا أن "الشهيد الجديد" على حد وصفه، سيشجع على ظهور "مرشحين انتحاريين آخرين"، كما أن خليفة محتملا للزرقاوي "سيسعى للحصول على شرعية عن طريق حمامات دم جديدة". ومن هنا يرى كاتب الإفتتاحية أنه من الصعب الإعتقاد بأنه سيتم التخلص من النبتة الخبيثة للإرهاب وللفوضى العراقية بالقضاء على زرقاوي تحت أنقاض خلفها قصف أمريكي".

أما "بازلر تسايتونغ" الصادرة من بازل فرأت بأن الفرصة متاحة حاليا كي تتفاوض المقاومة السنية مع الحكومة الجديدة للحد من هذا العنف الدموي، لاسيما وأن أسلوب الزرقاوي الدموي لم يكن مقبولا من الجميع، إذ قتل من السنة والشيعة ما يفوق عدد ما سقط من الأمريكيين، ووضع هدفه إشعال حرب أهلية.

وكل ذلك بحسب المصدر نصا ودون تعليق.

المصدر: سويس انفو - تامر أبوالعينين – 9-6-2006