مـركـز الكوثر لمـقـاومـة الفـقـر

 

 

منْ يتمكـن أن يجلـس أمام التلفاز ليشـاهد فيلماً يســتعرض القصة الحقيقية لسفاح طليق يواصل ذبح 1200 طفلاً واحداً تلو الأخر ، وبدم بارد خلال ساعة واحدة ؟ !

أي أن السفاح الطليق الشـهير المغمور الذي يتلون في كل الأشـكال يقتل ، ومنذ زمن طويل ، ومايزال طفلاً واحداً ، وهو بين ذويه كل ثلاث ثوان ، وعلى مدار اليوم و الشهر و العام ! 

ذكر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الفقر يقتل طفلا كل ثلاث ثوان في أنحاء العالم ، و تشير إحصائيات الأمم المتحدة الى أن 37% من سكان العالم الإسلامي يعيشون تحت خط الفقر أي ما يعادل 504 ملايين شخص ، وتبلغ نسبتهم الى فقراء العالم 39% ، وهذا يعني أن أكثر من ثلث سكان العالم الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر يسكنون العالم الإسلامي.

وتوجد الموارد الطبيعية بشكل وفير في العالم الإسلامي وأهمها النفط حيث يوجد في 35 دولة إسلامية ويشكل إنتاجه 43% من الإنتاج العالمي .

الإفقار يعتبر إنتهاكاً كبيراً واسعاً لحقوق الإنسـان ، وإعادة لإنتاج شكل جديد أخر من العبودية لأنه يجعل الإنسان محتاجاً ، وبالتالي أسيراً كما قال الإمام علي بن ابي طالب عليهما السلام :

( احتج إلى منْ شئت تكن أسيره  )

وقد وصف نلسون منديلا الفقر بوصف مقارب حين أعتبره  " الوجه الحديث للعبودية ".

هل ينبغي مقاومة الفقر ؟

قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم  :

( لولا رحمة ربي على فقراء أمتي كاد الفقر يكون كفرا )

وقال أيضاً :

( الفقر أشـد من القتل )

وقال الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام :

( لو كان الفقر رجلا لقتلته )

فهل يعقد الإمام عليه السلام العزم عبثاً لقتل الفقر فيما لو تجـسـدَ في رجل ، وهو القائل المنفذ لكل ما قاله :

( والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جُلب شعيرة ما فعلت ...)

وجلب الشعيرة بضم الجيم قشرها ، والنملة مضرب الأمثال في الضعف يقال ما يصدغ نملة من ضعف أي ما يقتل ،ويقال إن الصديغ الولد إلى أن يستكمل سبعة أيام .

نعم ينبغي مقاومة الفقر

لأن الفـقر كاد أن يكون كفرا ، وهـو أشـد من القتل ، ولأن الغنى يمكـن أن يزرع الإستقرار والأمـن والسلام ، فيمهد للتنمية وطنياً وعالمياً، ويقضي على الفساد الإداري والمالي والأخلاقي ، ويعين على تقوى الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

( إن النفس إذا أحرزت قوتها استقرت )

وقال ايضاً :

( نعم العون على تقوى الله الغنى )

لذلك تأسـس َ مـركـز مـقـاومـة الفـقـر ليصبح مناراً لتنمية ثقافة مقاومة الفقر ومعالجته في إطار برنامج عمل منظم مسـتدام يعالج الفقر بأنواعه ، وبتوجه تنموي شامل بموازاة العمل الخيري والحلول الإنسانية ، وذلك بواسطة :

- دعم تأسيس شراكة عالمية لمحاربة الفقر ، والعمل لإدراج الفقر ضمن منظومة حقوق الإنسان لا بصفة نظرية ومبدئية بل ضمن المنظومة المعياريةّ ومباشرة كي تصبح مقاومة الفقر إلزامية مثل منظومة حقوق الإنسان الأخرى

- المطالبة بقوانين وطنية ودولية عملية ملزمة بإلغاء الفقر وتجريمه.

- إعداد ونشر الدراسات والبحوث ، وتقديم الإستشارات والتوصيات والمقترحات للتحرر والتحرير من الفقر .

- تنظيم ندوات ، حلقات نقاشية ، و ورش عمل لتنمية الوعي المعرفي الفردي والجمعي للتمكين من مواجهة الفقر .

- رصد ونشر ونقد الدراسـات والبحوث والإحصاءات في مجال مكافحة الفقر، والإفقار ، والتحرر والتحرير منه مثل :

تعريف الفقر : خط الفقر المدقع ، خط الفقر المطلق ، خط الفقر النسبي , وفجوة الفقر , نسبة الفقر - أسـبابه الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية كالحكم غير الرشيد ، الحروب والأزمات - نفقات التسلح - ندرة الموارد الطبيعية ، السياسات الاقتصادية الخاطئة للدولة والأجهزة الحكومية والأهلية ، الفساد ، الإحتكار ، التضخم ، تدني الأجور ، التخلف ، الأمية ، البطالة ، الربا والفوائد ، والخارجية كدكتاتورية السوق ، العولمة غير الصحيحة ، إغراق السوق ، بعض سياسات البنك الدولي ، و صندوق النقد الدولي ، و منظمة التجارة العالمية مثل فرض المقاس الموحد للجميع - رصد وتصنيف وتحليل أنواع الفقر كالفقر الاقتصادي ، الفقر الإيماني ، الفقر الإنساني ، الفقر السياسي ، الفقر السوسيوثقافي ، الفقر الوقائي ، الفقرقراطية ، فقر الدخل ،  فقر القدرات ، الفقر الشـمولي ، الفقر الثابت المتواصل ـ الفقر الطارئ الظرفي - الإفقار الفردي والجمعي - الفقر وحقوق الإنسان - دولة الرفاه - الوسائل التقليدية في مكافحة الفقر كالتضامن والمساعدات الإنسانية الإجتماعية والدولية - معالجة الفقر - دراسة وتحليل النظرية الإسلامية في معالجة الفقر الى جانب التجارب العالمية - المساهمة في اقتراح الخطط والبرامج القابلة للتطبيق لمعالجة الفقر - تحديد المتطلبات اللازمة لمعالجة الفقر على المدى القصير والمتوسط والطويل - وضع رؤية مستقبلية لمشكلة الفقر و ... الخ .

راسلنا:alkawthar@siironline.org