الثامن من شوال ذكرى هدم البقيع الغرقد

 

 

هدم الوهابيون قبور الأئمة في البقيع ، في الثامن من شوال سنة 1344 من الهجرة ، عندما استولى على الحكم الوهابيون من آل سعود ، كما هدمت مراقد جميع عظماء المسلمين ، والمشاهد المشرفة في بدر ، وأحد ، لا سيما قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وبقية قبور شهداء أحد .

قال السيد الشهيد الصدر قده :

( إن المنقطة التي بقيت معروفة إلى الآن من البقيع هو المقدار الذي نراه بالصورة المعروفة التي تباع في الأسواق والتي فيها قبور المعصومين الأربعة المدفونين هناك و قبر العباس بن عبد المطلب , و قد استمرت محفوظة و معروفة بفضل الله القادر القاهر جل جلاله و من ذلك نعرف أننا نستطيع بالدقة معرفة محل قبة أهل البيت المهدومة فأنها كانت على هذه القبور أنفسها, مع وجود ما سمعناه في داخلها من الأضرحة و الزينة و الزخارف التي سرقت كلها من قبل القائمين بالهدم كما هو واضح و بطبيعة الحال فإن كل الشيعة بما فيهم شيعة العراق وإيران و لبنان و باكستان و غيرهم مستعدون لإعادة البناء على القبور المهدومة و هي أمنية كانت و لا تزال و ستبقى في قلوبنا حتى يقضي الله ما هو قاض . كل ما في الأمر انه يتوقف على موافقة الحكومة السعودية و متى وافقت فان هذا البناء سيبدأ فورا و ليت شعري فانه ليس هناك ( لاحظوا ) أي ضرر سياسيا و لا اجتماعيا و لا دينيا على الحكومة السعودية بل فيها نفع لها لأنها ستكسب حسن الظن بها من قبل المسلمين جميعا فلماذا ترفض الحكومة السعودية ذلك ؟

كتب شيعة أهل المدينة المنورة إلى حجج الإسلام السيد حسن الصدر و غيره :( عظم الله أجوركم في مصيبة رسول الله ص و أهل بيته . الوهابيون خربوا القبور الشريفة ثم صدر الأمر بهدم و تخريب المراقد الشريفة فشرع الجند أولا بنهب جميع ما تحتويه تلك البنايات المقدسة في البقيع من الفرش و الستائر و المعلقات و السرج و غير ذلك و بدءوا يخربون تلك المشاهد المقدسة و فرضوا على بنّائي المدينة الاشتراك في التخريب و التهديم و المطلوب الآن أن يقف على خبر هذه الفاجعة جميع المؤمنين الذين يأملون الشفاعة و الزلفى من الله تعالى ليتدارك ما وقع. في اليوم الثامن من شهر شوال وقع التخريب و الهدم في القبة المقدسة في البقيع و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . يلزم عليكم أن تبادروا إلى إخبار علماء العراق جميعا بهذه الحادثة الفجيعة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ))

قال صدر الدين الصدر :

ألا أن حادثة البقيع 

يشيب لهولها فود الرضيع و سوف تكون فاتحة الرزايا

إذا لم نصح من هذا الهجوع 

 قال الحاج حسين الشاكري :

 ولئن فات بني سعود إيذاء أهل البيت الطاهرين في حياتهم ، فلقد تتبعوهم رميما وهدموا قبورهم ، وطاردوا شيعتهم ومحبيهم وزوارهم ، وإلى يومنا هذا .

و قال الشاعر البسامي :

 تالله إن كانت أمية قد أتت

 قتل ابن بنت نبيها مظلوما

فلقد أتاه بنو أبيه بمثله

 هذا لعمرك قبره مهدوما

 أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا

في قتله فتتبعوه رميما

و قال الشيخ محمد جواد البلاغي:

دهاك ثامن شوال بما دهما   

فحق للعين إهمال الدموع دما

يوم البقيع لقد جلت مصيبته  

وشاركت في شجاها كربلا عظما

ما فعله الوهابية في مسجد النبي (ص)

1. حاصروا المدينة المنورة وهدموا مسجد حمزة ومزاره لأنهما خارج المدينة وشاع أنهم ضربوا بالرصاص على قبة النبي " ص " ولكنهم أنكروا ذلك ثم هدموا القباب بالمدينة المنورة سنة 1221 ونهبت الوهابية ذخائر الحجرة النبوية كل ما فيها من الأموال والجواهر وطرد قاضيي مكة والمدينة ومنعوا الناس من زيارة النبي ( ص ) .

2. ولما استولوا على المدينة المنورة خرج قاضي قضاتهم الشيخ عبد الله بن بليهد من مكة إلى المدينة في شهر رمضان سنة 1344 ووجه إلى أهل المدينة سؤالا يسألهم فيه عن هدم القباب والمزارات فسكت كثير منهم خوفا وأجابه بعضهم بلزوم الهدم وإنما أراد بهذا السؤال تسكين النفوس لا الاستفتاء الحقيقي  فأن الوهابيين لا يتوقفون في وجوب هدم جميع القباب والأضرحة حتى قبة النبي " ص " بل هو قاعدة مذهبهم وأساسه وبعد صدور هذا السؤال والجواب هدموا جميع ما بالمدينة ونواحيها من القباب والأضرحة والمزارات فهدموا قبة أئمة أهل البيت بالبقيع ومعهم العباس عم النبي " ص " وجدرانها وأزالوا الصندوق والقفص الموضوعين على قبورهم وصرفوا على ذلك ألف ريال مجيدي ولم يتركوا غير أحجار موضوعة على تلك القبور كالعلامة وهدموا قباب عبد الله وآمنة أبوي النبي " ص " وأزواجه وعثمان بن عفان وإسماعيل بن جعفر الصادق ومالك وغير ذلك. وبالجملة هدموا جميع ما بالمدينة ونواحيها و(ينبع)  وغيرها من القباب والمزارات والأضرحة وكانوا قبل ذلك هدموا قبة حمزة عم النبي " ص " وشهداء أحد حتى أصبح مشهد حمزة والشهداء والجامع الذي بجانبه وتلك الأبنية كلها أثرا بعد عين ولا يرى الزائر لقبر حمزة اليوم إلا قبرا في برية على رأس تل من التراب وتريثوا خوفا من عاقبة الأمر عن هدم قبة النبي " ص " وضريحه التي حالها عندهم كحال غيرها أو أشد لشدة تعلق المسلمين بذلك وتعظيمهم له . إن أدلت الوهابية  وفتواهم لا تستثني قبة نبي ولا غيره وما أعلنه سلطانهم في الجرائد من أنه يحترم قبة النبي " ص " وضريحه يخالف معتقداتهم جزما ولا يراد منه إلا تسكين الخواطر ومنع قيام العالم الإسلامي ضدهم ولو آمنوا ذلك ما توقفوا عن هدمها وإلحاقها بغيرها بل كانوا بدءوا بها قبل غيرها .  وفي بعض اعتذاراتهم أنها قبة المسجد لا قبة النبي " ص " ،

 كتب الجبرتي في عظائم الآثار و الغرائب :

لما استولى الوهابيون على المدينة المنورة هدموا القباب التي فيها وفي ينبع ومنها قبة أئمة البقيع بالمدينة لكنهم لم يهدموا قبة النبي ( ص ) وحملوا الناس على ما حملوهم عليه بمكة وأخذوا جميع ذخائر الحجرة النبوية وجواهرها حتى أنهم ملؤا أربع سحاحير من الجواهر المحلاة بالماس والياقوت العظيمة القدر ومن ذلك أربع شمعدانات من الزمرد وبدل الشمعة قطعة ماس تضئ في الظلام ونحو مائة سيف لا تقوم قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ومنزل عليها ماس وياقوت ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك ونصلها من الحديد الموصوف وعليها أسماء الملوك والخلفاء السالفين . وطرد الوهابية أغوات الحرم والقاضي الذي كان قد توجه لقضاء المدينة واسمه سعد بك وخدام الحرم المكي وقاضي مكة فتوجه مع الشاميين . وقال أيضا : في حوادث سنة 1222 في هذه السنة أخبر الحجاج المصريون أنهم منعوا من زيارة المدينة المنورة .

هذه أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة ( 1344 ) في البقيع خارجه وداخله :

 الأول : قبة أهل البيت عليهم السلام المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء - على قول - ومراقد الأئمة الأربعة : الحسن السبط ، وزين العابدين ، ومحمد الباقر ، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام ، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي ، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح .  الثاني : قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  .

الثالث : قبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

 الرابعة : قبة عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

 الخامسة : قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

 السادسة : قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام

 السابعة : قبة أبي سعيد الخدري .

 الثامنة : قبة فاطمة بنت أسد .

 التاسعة : قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

 العاشرة : قبة سيدنا حمزة خارج المدينة .

 الحادية عشرة : قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة

 الثانية عشرة : قبة زكي الدين خارج المدينة .

الثالثة عشرة : قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة الرابعة عشرة : موضع الثنايا خارج المدينة .

الخامسة عشرة : مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام

السادسة عشرة : بيت الأحزان لفاطمة الزهراء .

 وهذه أسماء المساجد :

 مسجد الكوثر ، ومسجد الجن ، ومسجد أبي القبيس ، ومسجد جبل النور ، ومسجد الكبش . . . إلى ما شاء الله . كهدمهم من المآثر والمقامات وسائر الدور والمزارات المحترمة

 هدموا قباب عبد المطلب جد النبي " ص " وأبي طالب عمه وخديجة أم المؤمنين وخربوا مولد النبي " ص " ومولد فاطمة الزهراء " ع " في جدة : هدموا قبة حواء وخربوا قبرها كما خربوا قبور من ذكر أيضا وهدموا جميع ما بمكة ونواحيها والطائف ونواحيها وجدة ونواحيها من القباب والمزارات والأمكنة التي يتبرك بها.

 لما دخل الوهابيون إلى الطائف هدموا قبة ابن عباس كما فعلوا في المرة الأولى قالت جمعية خدام الحرمين - و هي وفد من أشراف الهند ومؤمنيهم تألف في سنة ( 1345 ) ، قاصدين إلى الحجاز بعنوان ( جمعية خدام الحرمين ) ، وذلك ليتحققوا  عن مهاجمات سلطان نجد والوهابيين للطائف والحرمين الشريفين . فسألوهم حول هذه العناوين عن مسائل ( 89 ) تسعة وثمانين . فكان نتيجة التحقيق من أمر الطائف ما ذكروه في الصحيفة الخامسة ، نمرة ( ه‍ ) من منشورها بعنوان ( المفاوضات الخطية ) المتبادلة المطبوعة في محروسة الهند ، غضون يناير - فبراير سنة ( 1926 ) .

 قالت الجمعية  :

(( كل أحد حتى السلطان ومستشاره اعترفوا بأن النجديين أعطوا أهل طائف الأمان ، ثم نهبوا تلك البلدة ، وقتلوا بالرصاص الرجال والنساء . وأخرجوا بعض النساء وحبسوهن في بستان ثلاثة أيام بلا طعام ، وبعد ذلك أعطوا لكل مائة شخص منهم كيسا من دقيق . وجروا أجساد الموتى كما تجر البهائم إلى الدفن بلا صلاة ولا تغسيل . وعذبوا أناسا كثيرين لإخراج الكنوز . وأرسلوا الباقين حفاة عراة إلى مكة . ونهبوا أموال المسلمين كغنيمة . وأمراء الطائف اليوم في مكة فقراء ، والمخدرات اللواتي لم تكن غير السماء ترى وجوههن ، يشتغلن اليوم بغسل الحوائج وطحن الحنطة بحالة تفتت الأكباد . والسلطان يظهر البراءة من هذه الفظائع ، ويتمثل في الجواب عنها بقصة خالد ابن الوليد . ولكنه في الوقت نفسه أخذ خمس الغنائم ومنهوبات المسلمين .

المصدر:ansar-journal.net