مقالات و محاضرات

 

    

     المنطقة :

                          جزء من المشكلة ...جزء من الحل

 

المهندس علاء فيصل

 

قبل أيام قال رئيس هيئة النزاهة العامة العراقية  :

إن الفساد الإداري هو مصدر رئيس من مصادر تمويل الإرهاب.

مضيفا : أن هناك جهات لها صلات وثيقة بالسلطة تقوم بممارسة الفساد و تمويل الإرهاب الذي يعصف بالبلاد.

يقول الوين تافلر في كتابه الشهير" الإتنقال في السلطة" :

 أن المال والمعرفة (الفكر) والقوة  هو الثلاثي الذي يحدد ملامح  القرن الحادي والعشرين.

القاعدة تنطبق على جهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط فهذه العوامل هي التي ستحدد مصير تلك الجهود ومصير ذلك الإرهاب المتفشي في هذه المنطقة الغارقة في الأزمات . المال والثروة الهائلة تتوفر في هذه المنطقة و الفكر والنظريات الإرهابية تمتلك الأرضية الخصبة لنموها والمعرفة ايضا متوفرة بفضل التكنولوجيا المعلوماتية والسلطة الشمولية الفردية غيرالمسؤولة هي الأخرى موجودة وقائمة تجمعها مع الإرهابيين أهداف مكشوفة ومعروفة .

ما صرح به رئيس هيئة النزاهة العامة في العراق القاضي راضي حمزة الراضي بشأن الفساد صحيح وخطير وإلى حد كبير.

لكن تمويل الإرهاب في العراق وغيره لا يرتبط فقط بالفساد المالي والإداري المستشري في العراق بل هناك إرتباط بين الإرهاب في العراق وبين الفساد بأنواعه في المنطقة والعالم ككل.لأن المنطقة وانظمتها تعاني هي الأخرى من الفساد بنسب وأشكال مختلفة في مجالات عديدة وهذا يسمح لدعم الإرهاب بشكل اوبأخر وبصورة مباشرة او غيرمباشرة لغياب الشفافية والرقابة وعدم التمكن والتمكين من المساءلة والمحاسبة والقضية تتعقد أكثر عندما يكون أهم واكبرمورد للدخل  في معظم هذه الدول هو النفط الذي شهد طفرة كبيرة في الأسعار . هذا الإرتفاع في اسعار النفط من جهة ، والفساد المالي والإداري في كثير من هذه الأنظمة من جهة ثانية ، وتخوفها الرهابي الغريب من الإصلاح والدمقرطة من جهة ثالثة ، وتعثرات العراق من جهة رابعة ساهمت وبشكل كبيرعلى دعم الإرهاب من داخل العراق و من خارجه اوالتفرج والسكوت على دعمه.

ففي العراق ومن خلال مبيعات النفط العراقي مع إرتفاع الأسعار ازدادت موارد الدولة العراقية لكن وطالما الفساد الإداري والمالي هو الحاكم والمتحكم فجزء من هذه الموارد والثروات الطائلة يمكن أن تسرق كما في التصريح المذكور لتصب في دعم الإرهاب و ترسيخه من خلال عمليات غسيل الأموال وغيرها من العمليات المالية المشبوهة التي باتت كأحد أساليب نقل  الأموال   بين الخلايا الإرهابية لا في المنطقة فقط بل في العالم ككل.

والشئ نفسه يمكن أن يتكرر في دول اخرى في المنطقة لما يجمعها حاليا مع الإرهاب من اهداف مرحلية ومصالح مشتركة .

مع الأسف ان إرتفاع أسعار النفط المتواصل والمرشح للتواصل ساهم ويمكن ان تنمو مساهمته من ناحية في دعم إنكماش الخطط والبرامج الإصلاحية والتنموية التي من شأنها مكافحة الفساد ، وشجع الرصيد المالي الكبير من ناحية  اخرى بعض الإنظمة الى مراجعة حساباتها ومواقفها في مكافحة الإرهاب وتمويله ... ذلك غير الإصطفافات والتوازنات والفساد المستشري هو الساتر لإستحصال المال وتمريره وتسليمه وصرفه .

أن مكافحة الإرهاب لن يكتب لها النجاح إلا مع تجفيف مصادر تمويله بمكافحة جادة وعملية للفساد في العراق والمنطقة والعالم بأسره.والمواقع والخطوط الأصلية مكشوفة ومعروفة الى حد ما .

أجل إنقاذ العراق لن و لم يتم إلا من خلال مكافحة الفساد في العراق وغيره ولا سبيل الى ذلك غير الإصلاح الداخلي الواسع الإنتشارمع جهود دولية غير مسيسة تصب في هذا الإتجاه و تدعم  الدور الرقابي للمنظمات الدولية المكافحة للفساد مثل منظمة الشفافية الدولية و صندوق النقد الدولي وغيرها من المنظمات المعنية على المستوي الدولي وبعيدا عن التسييس اوالمسّ بالسيادة الوطنية اوالنيل من دخل المواطن العادي المتدني أصلا والذي لا بد من التفكير لإنقاذه من العجز المتنامي في ميزانيته كواجب إنساني وهدف تنموي من شأنه أن يبعده من الفساد ويشجعه على التعاون لمكافحته ومواجهة الإرهاب بصنوفه وانواعه .