مقالات و محاضرات

 

 

منظمة الهجرة الدولية تحذر من مظاهر التهجير القسري في العراق

 

 

 ترجمة :مرتضى صلاح

 

منذ الثاني والعشرين من شهر شباط الماضي وحتى يوم امس الأول تسبب العنف الطائفي بمقتل أكثر من 25 الف عراقي حسب تقديرات تقارير الأمم المتحدة ، في الوقت الذي انتشرت فيه خيام المهجرين

وعمليات توزيع مواد الإغاثة عليهم من قبل المنظمات الإنسانية .وفي نفس السياق تستمر الرحلات الجوية والبرية التي تحمل العوائل العراقية وتتكدس العوائل على مكاتب منظمات الهجرة الدولية وتاتي أغلب العوائل من مناطق في العراق سكانها خليط من الشيعة والسنة .

ونسبت الواشنطن بوست لدان كرابر المسؤول الدولي في منظمة الهجرة الدولية التي تتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقرا لها ، أن الهجرة العراقية لم تتوقف عند حد معين بل إنها مستمرة الحدوث منذ مدة .

وتعتمد المنظمة المذكورة في معلوماتها على منظمات فرعية تعمل قرب تجمعات المهجرين وخيامهم ، في حين تذكر وزارة الهجرة والمهجرين ان عدد المهجرين وصل الى أكثر من 32 الف شخص .

ويقول حسين علوان ، وهو صاحب مقهى سنه 32 عاما وأحد المهجرين ، أنه لم يكن يتوقع أن يأتيه تهديد في اللطيفية ، وهي منطقته التي سكنها لعشرات السنين ، فيضطر الى تركها مع عائلته المكونة من زوجته وسبعة بنين وبنات هذا الشهر الى مناطق شيعية ، حيث عمدت سلطات المحافظات الى تحويل ساحات الرياضة الى مخيمات مؤقتة لحين التوصل إلى حلول لتلك المشكلة الجديدة في العراق .

 ويقول علوان أنه جرى تهديده بالرحيل خلال مدة 24 ساعة أو مواجهة الموت ، فاضطر لحمل عائلته وما يحتاج إليه للعيش في غربته وترك داره ومحله وكل ما يملك خلفه منفذا خيار المغادرة .

كانت سلطات صدام قد أجبرت أكثر من مليون مواطن على الرحيل الى مناطق مختلفة في أعوام السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ، ولكن العمليات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة أدت الى هروب اربعين الف مواطن من مدينة الفلوجة للنجاة بأنفسهم وعوائلهم من الرصاص والقنابل العشوائية، وأصبح هذا المشهد يتكرر مع كل عملية عسكرية .ويقول كرابر أن عملية الهجرة والتهجير ارتفع مستواها منذ تفجير قبة الروضة العسكرية في الأسبوع الأخير من شهر شباط الماضي .وقد أستقبلت بغداد حوالي 220 عائلة من محافظة الأنبار ، هم معظم العوائل الشيعية الساكنة في المحافظة ، بعد أحداث سامراء . ويقول كرابر: ليست هنالك ضمانات بأن تتمكن العوائل من العودة الى ديارها دون تعرض أبنائها الى القتل ، كما إن المشكلة لم تكن محصورة بطائفة دون غيرها ، لأن المهجرين يتكونون من كلتا الطائفتين .

ولكن وجهاء مدينة الفلوجة أفلحوا في إقناع 37 عائلة شيعية بالبقاء في المدينة رغم تسلمهم تهديدات من الإرهابيين الأجانب تنذرهم بالرحيل أو القتل .

أما مدينة الحبانية فقد إستقبلت من جانبها عشرات العوائل السنية التي طلبت الأمان في هذه المدينة البعيدة عن مسقط رأسهم بغداد .ويقول ظافر سعدون أنه كان مجبرا على ترك منطقته التي عاش فيها منذ طفولته في مدينة الصدر للبحث في الحبانية عن ملاذ يجمع عائلته المكونة من ولد وعدة بنات بعد أن تلقى تهديدات بقتل أبنائه إن لم يرحل في غضون ثلاثة أيام .وهو يضيف أنه لم يخش جيش المهدي ولا أبناء مدينته الشيعية ، الذين يحبهم ويشاركهم مناسباتهم ، ولكنه يخشى قوات مغاوير الداخلية التي ما أن تعتقل شخصا سنيا حتى يعثر عليه مقتولا بعد أيام.

و كل ذلك بحسب المصدر المذكور.

المصدر : جريدة الصباح-30-3-2006