العماد ميشال عون
:
عاشوراء ثورة أممية
قارب رئيس تكتل التغيير والاصلاح في البرلمان اللبناني العماد ميشال
عون، بين ذكرى استشهاد الامام الحسين
(عليه
السلام)
في عاشوراء لدى الطائفة الشيعية، كميلاد للعدالة واستمرارية الوجود،
وميلاد السيد المسيح
(عليه
السلام)
لدى الطوائف المسيحية، الذي شكل فجرا جديدا في تاريخ الانسانية،
كحالتين يعيشهما الانسان ويشعر بهما.
وقال العماد عون ، ان عاشوراء طقس الآلام
(...)
يشبه اسبوع آلام المسيح.
ان شهادة الحق والسير في اتجاه تحقيق ذلك، يؤدي الى التضحية بالحياة،
هذه التضحية وتلك المسيرة، يتشابه فيها الشيعة والمسيحيون.
ففي اسبوع الصلب تمر القضايا الكبرى بالصليب فمن دون آلام لا وجود
للحرية وللاستقلال.
ويضيف العماد ميشال عون ان
«الثورات
هي مسار حتمي للانسانية، فهي كي تترقى وتعلو وتتحصن وتستمر، عليها ان
تعيش العذابات التي بطبيعة الحال تمر بمراحل التضحية النفسية والجسدية.
ان ارفع مستوى الشهادة التي تنقل البشرية من حالة الى حالة
«تعيش
في عقل وشعور المسيحيين والشيعة.
فعاشوراء والجمعة العظيمة طقسان متطابقان بشكل معنوي وعملي».
ولدى الشيعة والمسيحيين قواسم اخرى مشتركة، يقول العماد عون، فعند
الاثنين، هناك انتظار للمجيء الثاني.
فالمسيحيون يؤمنون بعودة المخلص المسيح الذي رفع بعد صلبه الى السماء،
والشيعة يؤمنون بظهور الامام المهدي المنتظر.
هناك جزء ايماني
(مشترك)
لدى الطرفين.
فالمجيء الثاني للمهدي والمسيح هو من اجل اقامة العدل، والمعنى الثاني
ايضا لديهما في موضوع المجيء هو لمحاسبة الاشرار وكذلك الاخيار.
لذا نحن، كما يضيف العماد ميشال عون، نشعر ان الدعوتين متلازمتان ولو
ان المسيحيين والمسلمين او الشيعة بالذات في هذا الموضوع، نشأوا في
بيئتين مختلفتين.
لكن التبشير الديني او ظهور الاديان كان ينسجم مع عادات المجتمع في
مكان ظهوره، الا ان الدعوة تبقى واحدة في مجتمعات مختلفة.
واعتبر الزعيم المسيحي اللبناني أن الإمام
«الحسين
ومسيرة التضحية تخطت حجم المجموعة، لتصبح رسالة اممية، فيما تخطت ايضا
رسالة المسيح من الحالة القائمة الى المفهوم الاسمى».
ويعتبر العماد عون ان كل رسالة استشهاد تصبح كونية، وهي تتخطى الذات،
وكل شيء يتخطى الذات هو اذن كوني بحد ذاته، خاصة اذا كانت الرسالة هذه
مقرونة بقيمة كونية.
فالقيم انحسرت بالشهادة وانسحبت الشهادات الصغرى على حياتنا اليومية،
هناك من يستشهد من اجل الارض، وآخرون من اجل الانسان، وكذلك من اجل
القضية، ومن اجل المبادئ، وهناك من يثور على الظلم والاقطاع والباطل،
فليس فقدان الحياة فقط فيه شهادة، بل الآلام المزمنة والمعاناة
المستمرة والغبن فيها ايضا شهادة، ففي الحياة هناك صلبان صغيرة وشهادات
ايضا لإحقاق الحق.
وعندما يتذكر العماد ميشال عون ميشال الطفل والشاب، الذي ترعرع في قلب
الضاحية الجنوبية عاشوراء في حارة حريك، يقول
«اتذكر
الحالة النفسية التي يعيشها الشيعة وهم يتذكرون الايام الصعبة الاخيرة
التي عاشها الحسين واهل بيته واصدقاؤه.
بالطبع انها حالة تؤثر فينا جميعا، كلنا بشر، وكلنا نشعر بمآسي الظلم
ومعاني التضحية والشهادة».
اما في عيد الميلاد يقول العماد عون
«المجد
لله في العلا وعلى الارض السلام، المسيح مسيرة تضحيات، كما الحسين
انهما رسالتان خلاصيتان».
المصدر:ebaa
|