اسرائيل خسرت كل شيء وربحت قتل الطفولة!!
حددت القيادة العسكرية
الاسرائيلية مهمتين اساسيتين في هجومها الموسع (جوا وبرا وبحرا) على
غزة الذي يدخل يومه العشرين، المهمة الاولى هي القضاء على البنية
العسكرية لحماس وبعض الفصائل الفلسطينية المسلحة، اما المهمة الثانية
فهي ردم جميع الانفاق التي تدعي اسرائيل انها تستخدم لتزويد حماس
بالسلاح خاصة قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا ولو اطلعنا على النتائج
العسكرية التي حققتها اسرائيل على مدى الـ 20 يوما من بدء الهجوم نرى
وحسب تأكيدات خبراء عسكريين بأن عدد الشهداء من ابناء غزة قد وصل الى
1000 شهيد وعدد افراد الفصائل الفلسطينية المسلحة هو 5000 عنصر، فلو
افترضنا ان نصف العدد المقتولب هم من الفصائل المسلحة نجد ان نسبة
تدمير االبنية البشرية لهذه الفصائل هو 10% فقط وهذا رقم لا يساوي شيئا
امام ضخامة وقوة الهجوم الاسرائيلي والاسلحة والمعدات التي استخدمت
خلاله (طائرات، سفن حربية، ودروع، ومدافع) اضافة الى مئات الاطنان من
الاعتدة وعليه فأن الهدف الاول للهجوم الاسرائيلي في الحسابات العسكرية
لم يتحقق، اما هدف ردم الانفاق خاصة على الشريط الحدودي مع مصر فأنه
ايضا لم يحقق النتائج المرجوة لان بعض الانفاق يصل طولها الى اكثر من
كيلومترين وعمقها 30 مترا وبالتالي فأن التدمير يشمل فوهات هذه المعابر
والتي يمكن اعادة حفرها وبسهولة بحسب ما اكده (خبراء عسكريون) ونتيجة
منطقية لواقع الحال على اساس هذه القراءة نجد ان الهدفين الاساسيين لم
يتحققا وعليه تكون اسرائيل وبكل عنجهيتها قد خسرت المعركة فعلا على
الرغم من امكاناتها العسكرية الهائلة واستخدامها المفرط للقوة... وهنا
لابد ان نسجل انتصارا وحيدا للقوات الاسرائيلية ولحكومتها المتمثل بـ
(قتل الاطفال الفلسطينيين!!!) من ابناء غزة هذه المدينة ذات الكثافة
السكانية العالية وهذا الانتصار وبعض الصور اليومية التي تظهرها وسائل
الاعلام العالمية تكشف لنا عن الطبيعة البربرية لهذا الكيان الغاصب
ووحشيته النابعة من نازية العقلية الصهيونية التي ستظل قائمة وتلقي
بظلالها الثقيلة على سياسة الكيان الصهيوني حتى وان عقدت الالاف من
اتفاقيات السلام بين العرب واسرائيل، لان النزعة النازية هي اساس
الوجود الصهيوني وسر تكوينه.... وانها حقا والله وصمة عار على جبين
العالم ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ويوجد بين دول العالم كيان
بهذا المستوى الاخلاقي المتدني الى حد الحضيض كما يوجد من يقف وراءه
ويؤيده سرا وعلنا خاصة دولة تدعي بعظمتها مثل اميركا التي كانت الشريك
الاول في هذه المجزرة الوحشية عندما وقفت مع اسرائيل ومنذ بدء الهجوم
العسكري في فترة انتقال السلطة من الرئيس الحالي بوش الى الرئيس الجديد
اوباما حتى يضيع الخيط والعصفور بعد ان تناقضت التصريحات وتنصل
الرئيسان السابق والجديد من المسؤولية الاخلاقية لهذا الهجوم.. وهكذا
ضاع الدم العربي الفلسطيني المسلم في خبايا لعبة اميركية صهيونية اقل
ما يقال عنها انها قذرة بكل ما تعنيه هذه الكلمة... والشاهد هو ارواح
واجساد المئات من اطفال غزة.
وكل ذلك حسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصاً ودون
تعليق .
المصدر: al-bayyna.com
|