27 أكتوبر اليوم العالمي للتُراث المرئي والمسموع في سويسرا ... أين كان المدافعون عن البقيع وسامراء ؟!

 

جوليا سلـيتر

 

 

نشر موقع سويس انفو تحت عنوان : إنقاذ ذاكرة الماضي من أجل ضمان المُستقبل ، وفيه :

يَجهَل مُعظم الناس تماماً حقيقة أن جزءاً هامّـاً من تراث العالم مُهدّد بخطر الاندثار والتفتّـت والتلف. وفي بادرة لاستقطاب أنظار الجمهور إلى هذه القضية، قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" قبل ثلاث سنوات بتَخصيص يوم 27 أكتوبر ليكون اليوم العالمي للتُراث المرئي والمسموع  وقد قامت سويسرا بالفعل بمواجهة هذا التحدّي من خلال جمعية أنشِئت في عام 1995 من قـِبل العديد من المؤسسات المعنية بالبيانات والمحفوظات والوثائق التاريخية، أطْلِق عليها إسم ميمورياف Memoriav وتتلخص مهمّـة هذه الجمعية في اكتشاف الوثائق السمعية البصرية في سويسرا، مُمـَثَلة بأشرطة الفيديو والأفلام والتسجيلات الصوتية والصور والحِفاظ عليها ومن موقِعها على شبكة الإنترنت، تصف جمعية ميمورياف هذا التراث، بكونه انعكاس للمرحلة الأخيرة من تاريخ سويسرا، والذي "يشهد على التنوّع الثقافي واللغوي لبلدنا"، ومع ذلك، تُعامل هذه الوثائق المهمة والفريدة غالباً، بدون أدنى اهتمام.وحول هذا الموضوع، قال كورت ديغيللر، مدير جمعية ميمورياف في حديث مع سويس انفو: "في مجموعات المتاحف والبيانات والمكتبات، تَحظى الوثائق السمعية البصرية بأهمية أقل من المواد المطبوعة والمكتوبة" وأضاف "هناك حاجة حقيقية لتعزيز قيمة هذه الوثائق - ولتعزيز الحفاظ على هذا التراث، بسبب كون هذه الوثائق سريعة التّـلف وحساسة جداً، وقد أصيب العديد منها بالتلف بالفعل".

الارتباط بشبكة الإنترنت

وتعمل جمعية ميمورياف من خلال ربط المؤسسات المُختلفة بشبكة الإنترنت وتعزيز تبادل المعلومات والخِـبرات بينهم، وإسداء النصيحة وترتيب الدّورات التدريبية الخاصة بعملية حـِفظ هذه المواد، وتوجد في الوقت الحالي أكثر من 160 مؤسَسة مُشارِكة من جميع أنحــاء سويسرا ولا تَحْفَظْ جمعية ميمورياف أي وثائق بنفسها، إلا أن لديها فهرس بالمــوادّ لجعلها مُتاحة علـــى نِطاق أوسع وتضع العديد من الأعمال في قاعدة بيانات صفحة الذاكرة Memobase في صفحة الإنترنت، التابعة للجمعية وتشكِّـل الجامعات واحدة من فئات المستخدمين الرئيسية، وهذه الوثائق ليست مهمّـة للمؤرّخين فقط، ولكن أيضاً لِخُبَراء التّـراث الشعبــي واللُّـغَويين، كما أن هناك فِئات أخرى من المُستخدمين المُحْتَمَلين أيضاً.

«نحن نعمل على تشجيع استخدام الوثائق السّـمعية البصرية في المدارس على جميع المستويات »

كورت ديغيللر، مدير جمعية "ميمورياف" من صور المشاهير إلى الأفلام الدعائية

ويوضِّـح السيد كورت ديغيللر بهذا الخصوص: "نحن نعمل على تشجيع استخدام الوثائق السّـمعية البصرية في المدارس على جميع المستويات، ليس فقط الرّسوم التوضيحية، ولكن أيضاً لتدريب الأطفال على قراءة الصوّر التي يَسمعون عنها ويَرَونَها كل يوم في المنزل أو على شاشة التلفزيون أو من خلال الإذاعة أو الحاسوب" وبطبيعة الحال، فإن مجموعة المواضيع المحفوظة في البيانات المُختلفة هائلة وتمتدّ الصور من مَـشاهد مِن الحياة اليومية إلى الأحداث التاريخية المُثيرة وإلى صور مُنوّعة، تعود إلى شخصيات معروفة أو لأشخاص مجهولي الهوية وهناك نشرات الأخبار وتسجيلات لخُـطب هامة ومُقابلات ومسرحيات إذاعية وعروض موسيقية، كما تتواجد الأفلام الوثائقية والأفلام الروائية الكلاسيكية، بالإضافة إلى الإعلانات وأفلام خاصة بالتدريب وأفلام دعائية.

التنوع الثقافي

ويلتقط السيد ديغيللر فِـئة أخرى من هذه الوثائق، كونها ذات اهتمام خاص، ويقول: "تشمل التسجيلات الصوتية الموسيقى التقليدية، أمّا الأفلام، فغالباً ما تصف التقاليد السويسرية القديمة، وهذه ذات أهميّة خاصة ومن المهم الاحتفاظ بها، وهذا هو السبب في اختيار التنوع الثقافي، كموضوع لهذا اليوم العالمي" وليست مهمّـة الحفاظ على هذه الوثائق سهلة على الإطلاق، وقد تكُـون مُحبِـطة أحيانا، حيث أنتجت من موادّ لم تصمُد إلى يومنا هذا. فعلى سبيل المِثال، فإن الأفلام المصنوعة من نترات السيليلوز، والتي كانت تُستِخْدم حتى خمسينيات القرن الماضي، قابلة للاشتعال وتحتاج إلى أن تُنقَـل إلى بيئة أكثر استقراراً، كما أن خلات السيلولوز والخلات الثلاثية التي حَلّت محلّها، مُعرَضة للتحلّـل أيضاً بمرور الوقت.حتى أحدث الأوساط السمعية والبصرية، المتمثل بالفيديو، تَخلق مشكلة ضخمة، ولا تزال بعض الأشرطة التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، قابلة للاستعمال. و في كل مرة، كان يتم تبديل النوع بنوع آخر، مما أدّى بالنتيجة إلى صعوبة العثور على الأجهزة المناسبة لتشغيلها.

« من أهمّ المَهام لدينا، هي إبلاغ السّـاسة حول الوضع القائم، وحالما يتم إعلامهم، فهُم على استعداد للعمل وتقديم ما نحن بحاجة إليه »

كورت ديغيللر، مدير جمعية "ميمورياف" التمويل

وفيما يخُـص المستقبل، يبدو السيد ديغيللر متفائلا نسبيا، ويقول "إن سويسرا قد تقدّمت كثيرا خلال السنوات العشرين الماضية، وخاصة منذ إنشاء جمعية ميمورياف". وأضاف في هذا الصدد: "لدينا الآن اتصالات جيّـدة بين المذيعين والمكتبات ودُور البَيانات، وهذا ليس الحال دائماً في بلدان أخرى" وتابع السيد ديغيللر قائلا: "إن واحدة من أهمّ المَهام لدينا هي إبلاغ السّـاسة حول الوضع القائم، وحالما يتم إعلامهم، فهُم على استعداد للعمل وتقديم ما نحن بحاجة إليه" وتتلقّـى جمعية ميمورياف تمويلاً من الحكومة المركزية مقداره 3 ملايين فرنك سويسري (ما يُعادل 2.6 دولار أمريكي) في السنة، كما أنها تستلم المبلغ نفسه تقريباً من مصادر أخرى وبالطبع، فإن هذه المبالغ غير كافية، إلا أن ديغيللر واقعي بما فيه الكفاية، ليعرف بأنه من غير المُمكن أن يطالب بأكثر من هذا، و يُعَلّق: "من المهِـم أن نقوم بأكثر عدد من المشاريع بالقليل من المال الذي بحوزتنا" وبما أن الأموال العامة قد استخدمت لإنقاذ هذه المواد وجعلها في مُتناول اليد، فإن هذه المواد مُتاحة للاستخدام بصورة مجانية للأغراض غير التجارية وسواء كان السَبب يكمُن في الحنين إلى الماضي أو لاكتشاف ما هو غير معروف عن سويسرا، يُمكن لأي شخص زيارة موقع جمعية ميمورياف، للإطلاع على مُجريات وأحداث القرن العشرين والأشخاص الذين غيّـروا مُجريات التاريخ في ذلك الوقت

لكن  أين كان المدافعون عن البقيع وسامراء في 27 أكتوبر اليوم العالمي للتُراث المرئي والمسموع  ؟

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر: سويس انفو