الطائفية في فكر الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره

 

 

العلامة السيد حسن الشيرازي مفكر ومجاهد ينحدر من أسرة كريمة أصيلة أنجبت العديد من العلماء والفقهاء ومراجع الدين... هذه العائلة سجلت خلال القرن والنصف الأخير مواقف مشرفة ضد جميع أشكال الظلم وصور الاستعمار والطائفية وكما آبائه وأشقاءه وسائر أبناء الرهط الحسيني الأصيل، ظل الشهيد حسن الشيرازي عالماً وعلماً في ساحة الدين وفضاءه الرحب، يفخر بالأصالة والشمولية والنزاهة، بعيداً عن كل ما تمقته الشريعة المقدسة من رؤىً ضيقة ونزعات عنصرية شوفينية وتوجهات طائفية بغيضة، وكان رضوان الله تعالى عليه رسالياً ورمزاً وحدوياً تفخر به الأمة وتشهد له الساحات أينما كان وأينما حل في مهماته المقدسة وحين هيمنت زمرة حكم العار في عام 1963 على العراق، بدأت الطرق على الوتر الطائفي المقيت، كان العلامة المجاهد الشيرازي لها بالمرصاد، حيث جاءت مواقفه الجريئة بمختلف صور التصدي، ومنها قصيدته الشعرية الرائعة التي ألقاها في حشود الجماهير في كربلاء وبغداد، وقد هاجم فيها النظام القائم وفضح تخرصاته ومشاريعه المشبوهة التي تستهدف النيل من وحدة أبناء الشعب المسلم العراقي السنة والشيعة، وكان من أبيات تلك القصيدة:

 

والطـــائفية ويلـــها من فتنة        عمياء يـــوقظ حقدها الأقزام

 

إن هذا البيت المعبر يؤكد بشكل واضح، الموقف المبدئي الثابت للشهيد الشيرازي، من جميع أنواع الطائفية، ويمكن تعزيز هذا الرأي، إذا عرفنا انه وخلال رحلته إلى مصر والتقائه بالشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر، أجرى مباحثات هامة لبناء أسس قوية لإقامة الوحدة الإسلامية إن رفض الطائفية لا يعتبر بأي شكل من الأشكال إلغاء أو رفض الخصوصية فـ (اختلاف أمتي رحمة)، لكن المرفوض هنا هو إلغاء الآخر وإقصائه، أي بمعنى إلغاء الحوار الموضوعي بين المذاهب بهذه الروح وبهذه الأفكار، وهذا ما كان يؤمن به الفقيد الراحل وظل يدعو إليه في مسيرة العمل الإسلامي الأصيل.