فقد الرضا

 

إبراهيم غلوم (أبو عباس)

 

هيــــــا لنبك فقيـــــد العــلم والكـــرم

رجــــلا بكته دمــــــاء مقلة الحــــرم

لا تعجبن فقـــد أجـــــرى مــــدامعــه

حزنا عليه إمــــام العــــرب والعجــم

قد هدّ من شرعة الهـــادي دعائمهـــا

فقْد الرضا ذي الندى والحـــلم والشيم

من ساد في أدب من ساد فـــي حسب

من ساد فــــي نسب للطـــاهرين نُمي

اليوم مات أــبوك الخيـــــر مرجعنــا

واستشهد الحســـن المهـــدي ذو الشمم

اليوم مال عمـــــــــود الدين منحنيــــــا

يبكـــــي عليك بــــــــــــلا كلٍّ ولا برم

اليـــــــــوم قـــــد نامت الأعــداء هانئة

فالعين منـــــها طــــــــويلا منك لم تنم

الجهل صفّق والشيــــــطان فـــي جذلٍ

والدــــمع من محكم التـــــنزيل كالديم

يا سيـــــدا قد حباه الله مكرمـــــــــــة

حتى بدا مَلَكا يمشــــي علــــــــى قدم

يا نسل فاطمة يا شبل حيـــــــــــدرة

يا خير من لأبي الطهر الجواد سمي

ذكّرتنا سيــــــــــــدي بالمجتبى خُلُقا

وفــــــــي السماحة والإقدام والكرم

وأنت من كـــــــــــانت الدنيا طليقَتَه

فلم تمل نحــــــــوها يوما ولم ترُم

وأنت مـــن كنت للمحراب فارسه

وللخطـــابة والقرطــــــــاس والقلم

وأنت كنت لنا يا سيــــــــدي أملا

عند الخطوب ملاذا خير معتصم

ما زلت يا سيدي رغم الردى علما

ما زلت رائدنا يا عـــــــــالي الهمم

ما زلت تدفع عن أبناء فاطمـــــــة

شر الطغاة دعـــاة الجبت والصنم

إن أنس لا أنس في يــــوم صداقتنا

إذ كنت ترشدنا للخيــــــــر من قدم

ذا كيف ننسى محيّا نـــــــوره ألق

والثغر فــــــــيه كمثل الدر منتظم

والقلب من بعد ما غادرتنا سحـرا

أضحى لبُعدكم كالجمر مضطرم

فكيف يسلو فـــــــؤاد أنت تملكه

منذ الطفولة حتى حل بي هرمي

ذكرت فيك وفـــــــاء لا نظير له

للأصــــــدقاء وللآهلين والرَحِم

ذكرت فيـــــك حياء قل في زمن

وهـــــو الدعام لدين المؤمن الفهم

ذكرت زهدك في الدنيا وزبرجها

 ***

زهد المسيح بما في الأرض من نعم

ذكرت حلمك عمن جــــــاء من حنق

يبدي الصفاقة في شتم وفــــــــي تهم

ذكــــــرت فيك تقى والناس في شغل

عنـــه بمعترك الدنيـــــــــــــا وبالنهم

كم كنت ترشدنا نحـــــو الهداة وهم

آل النبــــــــــــــي ولاة الخلق كلهم

طوبـــــــــــى لوالدة قد أولدتك كذا

طوبى لوالدك الهـــــادي من الظلم

يا فخر أمتنا يــــــا حصن شرعتنا

ويا حميّاً لمــــــــــــــا لله من حُرم

كم قد نثرت علــــــوم الفقه والسنن

وكـــــــم نشرت لآل البيت من علم

تهوي إليك قلوب الناس من شغف

إذ كنت تأسرها بالفعـــــــل والكلم

حتى صعدت إلى الفردوس مبتهجا

والأهل في حَزَن والصحب في ألم

قد شيعتك ألوفٌ وهـــــــــي باكية

تود لو أنها تبكـــــــــي بفيض دم

مع النبيين والآل الكـــــرام فطب

قرير عينين في جنب الحسين نََمِ

سقيا لقبرك مـــــــولانا أبا حسن

يا آية الله يــــــــــا أنشودة بفمي

صلى عليك مدى الأيام خالقنا

عد الكواكب والأفلاك والسُدُم

الكويت - ليلة السبت 3جمادى الثانية1429هـ 7يونيو2008م.