ثجّاجُ ماء



	ثجّاجُ ماء سمير علي المسلم على مجمر الحزن قلبتني هذه القصيدة الرثائية في تأبين آية الله السيد محمد رضا الشيرازي «رضوان الله عليه» وفاء لروحه العاطرة. ماجتْ بنا الأرضُ، وانحازتْ لنا السحبُ وسـاعـدتـنـا عــلــى أرزائــنــا الـقــبــبُ وظـــلَّ يـرجــف فــــي أحـشـائـنـا قــلــقٌ وأُرتـجَ القـولُ، واستـولـى بـنـا العـجـبُ وبـــارحَ الـحــرُّ عـــن مـيـعـادِ نـجـمـتِـهِ وصــارَ يفـحـصُ حـتــى خـانــه الـطـلـبُ وعــــاد كــــلُّ مُــحــبًّ وهــــو مـخـتـنـقُ بـعـبــرة حَــــرَّة والـجــفــنُ مـضــطــربُ ينعى النجومَ.. هوتْ عن صبـح ِغاربهـا كمـا هــوتْ زهــرة فــي القـبـر تحتـجـبُ «هــذا التـقـيُّ النـقـيُّ الطـاهـرُ العـلـمُ» يهـوي إلـى القبـر كـي تعلـو بـه الـرُتـبُ وخـلَّـفَ الأهــلَ مـــا شـكــتْ بصـائـرُهـا تـجـيـدُ رســـمَ خُـطـاهـا وهـــيَ تـنـتـحـبُ هـذا ابـنُ فــارس ِأرض ِالـطـفِّ نعـرفُـهُ يــومَ الطـلائـع إذ طــارتْ لـهــم شـهــبُ الـعــاقــدونَ عــلـــى عـــــزم بـيـنَّـتِـهــمْ أن ينفقوا العمـرَ فـي عيـن ٍبهـا شربـوا والـسـابـقـونَ إلـــــى بــحـــر تـلاعــبُــه هـوجُ الـريـاح فـمـا أغــرى بـهـم لـعـبُ والـمـاسـكـونَ حــبــالا قــــلَّ مـاسـكُـهـا إلا الـذيــنَ عــلــى جــمــرٍ وإن تـعـبــوا والـسـائــحــونَ بـــــــلا زادٍ لأمـــرهــــمُ إلا كـثـيــر مــــن الـرحـمــن مـكـتـســبُ والـراكـعــونَ عــلــى عــلــم ٍومـعـرفــةٍ والـسـاجـدون وعـيــن الـحــب تـقـتــربُ والقائـمـونَ وحــبُّ الـنـاس ِفــي يـدهِــمْ كــأنّـــهُ حــلّـــة يــــــدري بـــهـــا الأَرِبُ إنَّا فقدْنَا «الرَّضَـا».. مـن بعـد ماعلقـتْ بــه الأمـانــي.. وهـــذا الـحـلـم يَـرتـقـبُ ثــجــاجُ مــــاءٍ لــــه رقــــتْ جـوانـحُـنَـا ومــألــفُ الـخـيــر إذ لـلـخـيـر نـنـتـسـبُ غابـتْ لـه بسمـة المعشـوق ِوانقطـعـتْ تـلـك الليـالـي الـتـي دانــتْ لـهـا الكـتـبُ كـــم بالقـنـاديـل طـافــتْ كــــفُّ رائــدنــا ونـمـنـمـاتُ حــديــثِ الـلــيــل تـنـسـكــبُ يرخـي مـع الهمـس قلـبًـا نابـضًـا يقـظًـا أنـعــمْ بـيــانَ «عـلــيٍّ» إنـــكَ الـرَّطِــبُ وأنــتَ تُـخـرجُ مــن بـيـن ِالـلـحـودِ يـــدًا تـشـيـرُ أنَّ رعـــاة الـظـلـم قـــد وثــبــوا جـرح ُ«البقيـع» و«سامـراءَ» متـصـلٌ وصولـة الحـق تدعـو مـن لهـا غضبـوا وأنــــت تُــخــرجُ مــــن بــئــرٍ مـعـطـلـةٍ صديـق قـوم عـن الأهـداف قــد هـربـوا وأنــتَ ســـدٌّ عـلــى تـيــهٍ وإن سـقـطـتْ فيـه الأنـوفُ.. فلـن يعلـو لـهـا القـصـبُ ياغـصـنَ «سيـنـاءَ» نــارُ الله مـؤنـسـة ونـــارُ فـقــدك فـــي الأحـشــاء تلـتـهـبُ تركـتـنـا نـلـهــثُ الأحــــلامَ فــــي خــلــدٍ وفــورة الـدمـع لــم يـهـدأ لـهــا سَـــرَبُ وفـــــوقَ نــعــشــكَ أيــديــنــا مُـعَـلــقــة يـخـاف مــن يــمِّ حـــزن قـعــرُهُ نَـصَــبُ كــلُّ السـلامـاتِ خـذْهَـا مـــن حنـاجـرنـا أبـلـغْ بـهـا ســادة.. إيـــاكَ قـــد رغـبــوا ياحـامـلَ الــورد نـحـوَ الـقـبـر مبتـسـمًـا لــك الجـنـانُ.. وكــم تهـفـو لــك القـبـبُ