رسالة عاشوراء
نزار حيدر
عاشوراء، ليست
حدثا آنيا وكربلاء، ليست جغرافيا محددة
بقطعة ارض انها رسالة السماء باسلوب آخر،
على الكرة الارضية التي مثلتها كربلاء، تلك البقعة الطاهرة المقدسة،
فهي، اذن، خالدة ما خلد الدهر، وممتدة ما امتد الزمان والمكان، ف {كل
ارض كربلاء....وكل يوم عاشوراء}.
انها عنوان
الصراع بين الخير والشر، بين الحب والكراهية، بين الحق والباطل، بين
الايمان والكفر، بين العقل والعاطفة، بين العلم والجهل، بين الدين
واللادين، بين الحقيقة والدجل، بين الوعي والتضليل
واذا كانت المعركة المسلحة بين الحق والباطل، قد بدات وانتهت في
يوم عاشوراء عام (61) للهجرة، فان الحرب بينهما لا زالت ، وستبقى،
قائمة، لم ولن تنتهي قد تتبدل الوسائل،
وتتغير الاسماء والعناوين والوجوه والازياء، الا ان الهدف يبقى هو
الهدف لا يتغير.
الحق واهله هدفهم
انصاف المظلوم واخذ الظالم من خزامته، اما الباطل واهله، فهدفهم التجبر
في الارض والاستعلاء على الناس والعدوان على حقوق الاخرين، تارة باسم
الدين واخرى باسم الانسانية وثالثة باسم الديمقراطية والحضارة ، ورابعة
وخامسة، وهكذا، تتبدل العناوين ويبقى الجوهر واحد
فما هي رسالة عاشوراء، اذن؟ وماذا اراد سبط رسول الله (ص)
الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام بثورته؟ وهل من سبيل الى نصرة
ثورة الحسين وحركته الرسالية، بعد مرور قرابة اربعة عشر قرنا على ذاك
الحدث المهول الذي شهدته كربلاء في العاشر من المحرم عام (61) للهجرة؟.
اولا: الاصلا
عندما تنحرف
الامة عن مسارها، والسلطان عن منهج الحق، والنظام السياسي عن الطريق
السوي، يكون لا بد على الانسان (المسؤول) ان ينهض بواجبه ليصحح
الانحراف ويدعو الامة الى الصراط المستقيم
وان من اخطر انواع الانحراف الذي يصيب الامة، هو عندما ينزو على السلطة
امام جائر يعمل بعباد الله بالظلم والعدوان، ويتصرف بالمال العام وكأنه
مال ابيه.
المهم هنا، هو ان
تتم المبادرة للتغيير منذ بداية الانحراف وعدم ترك الخطأ يكبر وينمو
ويتضخم، اذ كلما بكر (المسؤولون) في عملية التغيير، كلما كانت التضحيات
اقل والخسائر بسيطة والثمن زهيدا، والعكس هو الصحيح، فعندما تترك الامة
حابل الامر على غاربه، فتقف تتفرج على ما يحدث، وتمنح الانحراف فرصة
اكبر ليتجذر ويتكرس ويستحكم وينتشر أثره، كلما كان التغيير اصعب،
والثمن الذي يجب ان تدفعه من اجل الاصلاح اكبر وابهض.
حدث هذا في
العاشر من المحرم من عام (61) للهجرة، ويحدث ويتكرر المشهد كلما نزا
على السلطة رجل ارعن منحرف فاسف فاجر شارب للخمر لاعب بالقرود والكلاب،
لا يرعى الا ولا ذمة، كالطاغية يزيد بن معاوية، ومن على شاكلته
وحدث هذا في العراق في التاسع من نيسان عام (2003) عندما سكت
الناس على ما يفعله الطاغية الذليل المقبور صدام حسين، منذ ان نزا على
السلطة، بمعية الحثالة الساقطة من السراق المسلحين الذين نفذوا عملية
السطو المسلح على السلطة بانقلاب عسكري اطلقوا عليه اسم (الثورة
البيضاء) {وان كان الطاغية لم يؤمن بشئ اسمه الثورة البيضاء، على حد
قول الكاتب المصري محمد حسنين هيكل الذي نقل عنه قوله، ان صدام قال له
مرة بانه يختلف مع الرئيس جمال عبد الناصر بتسمية الثورة بالبيضاء،
فليس هناك ثورة بيضاء ابدا، فكل الثورات يجب ان تكون حمراء، اي دموية}
فلو كان الناس قد واجهوا الانحراف لحظة وقوعه، لما تفرعن النظام
السياسي ولما تجبر الطاغوت لدرجة انه استعصى على التغيير الا بثمن باهض
وباهض جدا {في الحالة الاولى كان الثمن تراجيديا كربلاء واستشهاد سبط
الرسول (ص)، وفي الحالة الثانية كان الثمن احتلال العراق وانزلاقه في
دوامة العنف والارهاب}.
لا بد من تغيير
الانحراف لحظة حدوثه، او فليأت الطوفان باغلى الاثمان، وتلك هي سنة
الله تعالى في عباده، وفي التاريخ، وكربلاء تحديدا، اكبر تجربة وبرهان،
لمن القى السمع وهو شهيد ان الامراض التي
تصيب المجتمع، تشبه الى حد بعيد، بطبيعتها وطريقة علاجها، تلك الامراض
التي تصيب الانسان، فكما يحتاج المرء الى تشخيص نوعية المرض والمبادرة
الى اخذ الدواء اللازم في الوقت المحدد، اذ سيتضاعف ويستفحل اذا ما
تهاون فيه او رفض اخذ الجرعة اللازمة او كابر فلم يعترف به، لاي سبب
كان، وتاليا قد يقضي عليه ويقتله، كذلك فان المرض الذي يتعرض له اي
مجتمع من المجتمعات، قد ينمو ويستفحل ويزداد خطره حتى يقضي على
المجتمع، او يكون بحاجة الى الكي على طريقة الحكمة التي تقول {آخر
الدواء الكي} اذا كابر المجتمع، فرفض الاعتراف به او استرسل معه او رفض
اصلاحه، او تماهل وسوف في أخذ المبادرة، او خاف من الاصلاح
ولذلك قيل بان لكل عملية اصلاح ثمن، يجب ان يستعد المجتمع
لتقديمه، في الزمان المعين والمحدد، وان الثمن يكبر ويكبر كلما تأخر
المجتمع في عملية الاصلاح، حتى يصل الامر، في احيان كثيرة، الى استحالة
الاصلاح لياتي دور الثورة او الحرب المسلحة او الفوضى او كل ما من شانه
ان يعرض المجتمع لمخاطر جمة.
تاسيسا على هذه
الحقيقة، يجب ان يكون شعار المجتمع للاصلاح {قبل فوات الاوان} من خلال
الاسراع في تحديد الانحراف لحظة وقوعه، والمبادرة الى ايجاد الحلول
والعلاجات المناسبة، وتاليا المبادرة الى ممارسة الاصلاح على ارض
الواقع حتى لا تستفحل الامور فتنفلت من عقالها، فيكون الثمن باهضا جدا،
حدث ذلك في عاشوراء عام (61) للهجرة، وفي التاسع من نيسان عام (2003)
ويحدث في كل آن ومكان يكابر فيه المجتمع، وتأخذه العزة بالاثم، فيرفض
الاعتراف بالخطا والانحراف والمرض الذي يصيبه، لاي سبب كان
ومن اجل ان لا يتكرر المشهد فينزو على السلطة طاغية مثل يزيد
ويقتل رجل مثل الحسين(ع)، لا بد من المبادرة الى الاصلاح حال وقوع
الانحراف، بغض النظر عن سببه او المتسبب فيه.
ثانيا: العار أم النار؟
لقد كتب الحسين
بن علي (ع) في كربلاء اروع معادلة حياتية.
انها تقول ان
{الموت اولى من ركوب العار، والعار اولى من دخول النار} فماذا تعني هذه
المعادلة؟
قد يخير المرء
بين الموت والعار، فعليه ان يختار الموت، وذلك هو الاختيار الطبيعي
الذي يبادر اليه كل انسان ذي مروءة وشرف ودين ووطنية.لا يناقش في النصف
الاول من المعادلة، اذن، عاقل، انما النقاش والجدال في الشق الثاني
منها، الا وهو عندما يخير الانسان بين العار والنار، فهنا يكمن الخطر
ويبدا التحدي، اذ كثيرا ما يختار الناس النار على العار، لان النار شئ
مؤجل الى الاخرة، اما العار فشئ معجل في الدنيا يتلمسه المرء في كل
يوم، بل وفي كل لحظة، وان من طبيعة الانسان انه يختار العاجل على
الاجل، لان الانسان {خلق عجولا) كما يصفه القران الكريم، ولان العاجل
هو قرار العاطفة اما الآجل فهو قرار العقل والحكمة، ولان الانسان الذي
يتنازعه العقل والعاطفة، كثيرا ما تتغلب الثانية على الاول، لذلك فانه
يختار النار اذا ما خير بينها وبين العار، وهنا تكمن المصيبة
وتبدا قصة الاختيار المعقدة والصعبة هذه كما يلي:
عندما يشعر المرء بانه على خطا، او انه في طريقه لارتكاب خطا،
يبدا الصراع الداخلي، من خلال التساؤل التالي؛
ترى هل لي من توبة؟ وهل لي من محاولة لتصحيح الخطا والعودة
بنفسي الى جادة الصواب؟ ام انه قضي الامر الذي اتساءل فيه ومر الزمن
ولم يعد بدا من مواصلة المشوار، وليكن ما يكون، اذ ليس هناك متسع من
الوقت لتصحيح المسار والعودة به الى النقطة التي بدا منها الخطا
والانحراف؟.
ويتساءل:ترى،
ماذا سيقول الناس عني اذا تراجعت قليلا الى الوراء؟ الا يتهمونني
بالجبن والضعف والتردد والخوف؟ اذن لا بد من الاستمرار في الطريق مهما
بلغ الخطا واستفحل الانحراف.
في هذه النقطة
بالذات يبدا الاختيار، فترى الانسان يختار طريق الاستمرار في الخطا على
ان يتراجع فيوصم بالجبن مثلا اما الحسين
عليه السلام، فلقد علمنا ان لا نفكر بهذه الطريقة، علمنا ان نتحلى
بالشجاعة فنقف فورا عند نقطة الانحراف حال الشعور بها، لتصحيح المسار،
وليتهمنا الناس بما يشاؤون، ففي اليوم الاخر لا احد يدافع عن احد الا
عمل الانسان، فماذا ينفعني الناس في ذلك اليوم اذا كنت قد كابرت في
الحياة الدنيا لحظة شعوري بالخطا، ولم اقف في لحظة شجاعة وقفة مسؤولة
لأحاسب بها نفسي فاعود الى المسار الصحيح؟.
ايها الانسان:
ادفع ثمن تراجعك
عن الخطا في الدنيا، تهمة او صفة سيئة، قبل الآخرة، النار وغضب الجبار،
واليوم قبل الغد، اذ مهما كان الثمن غاليا في الدنيا، فانه يهون ازاء
الثمن الذي يدفعه الانسان في الاخرة. في
كربلاء، تراجع الحر بن يزيد الرياحي عن خطئه في آخر لحظة، ولقد كان في
ظنه بان الفرصة قد مرت ولا مجال للتراجع، وان من غير المعقول ان الله
تعالى يقبل التوبة في اللحظة الاخيرة، الا ان جواب الامام الحسين بن
علي (عليهما السلام) على سؤال الحر جاء مغايرا لتوقعاته، فعندما ساله
{هل لي من توبة؟} قال له الامام {ان تبت تاب الله عليك}
القرار، اذن، بيد الانسان، فهو الذي عليه ان يقرر تصحيح المسار
من دون ياس او قنوط او اصرار على الخطا.
كم من انسان خسر
الدنيا والاخرة لانه تاخر في ايقاف الخطا عند حده خوف التهمة بالجبن
مثلا او ما اشبه؟ وكم من انسان كابر واخذته العزة بالاثم ورفض الاصغاء
الى نصيحة الناصحين، فقط لانه لا يريد ان يقول عنه الناس انه متردد او
انه يغير رايه وموقفه؟
لقد حاول الحسين
بن علي عليهما السلام، ان ينصح جيش الغي ليرده عن ارتكاب الجريمة
المنكرة، الا ان خوفهم من الفضيحة او تهمة الناس لهم بالجبن والخوف،
حال بينهم وبين الاصغاء الى نصيحة العاقل المشفق، فاخذتهم العزة
بالاثم، فاختاروا النار على العار، وتلك هي المصيبة الكبرى، ولو كان
القرار لعقلهم لما اختاروا قتال السبط، الا انهم اسلموا قيادهم في تلك
اللحظة الى المصالح الضيقة والانانية المقيتة، الى الشيطان الرجيم، فلم
يروا الا الباطل سبيلا، فقدموا العاجل على الاجل وساء مصيرا
حتى قائد جيش الضلال، عمر بن سعد، حاول الحسين عليه السلام ان
يثنيه عن عزمه، الا انه ابى الاصغاء الى لغة العقل والدين خوف الاقالة
عن قيادة الجيش، او فقدانه لملك الري، منيته، فجاء تحقيق المنى الزائلة
على حساب ارتكاب فعلة نكراء وجريمة شنعاء سيظل التاريخ والاجيال تلعنها
ما بقي الدهر، وفي الآخرة النار وغضب الجبار.
اولم يقل ابن
سعد، عندما حدثه الحسين عليه السلام بالحقيقة طالبا منه الانصراف عنه
وعدم مقاتلته؛
فوالله ما ادري
واني لحائر افكر في امري على خطرين
أأترك ملك
الري والري منيتي ام ارجع مأثوما بقتل حسين
حسين بن عمي
والحوادث جمة لعمري ولي في الري قرة عيني
ان اله العرش
يغفر زلتي ولو كنت فيها اظلم الثقلين
الا انما الدنيا
بخير معجل وما عاقل باع الوجود بدين
يقولون ان الله
خالق جنة ونار وتعذيب وغل يدين
فان صدقوا فيما
يقولون انني اتوب الى الرحمن من سنتين
وان كذبوا فزنا
بدنيا عظيمة وملك عقيم دائم الحجلين
علينا ان نحذر من
ان نسترسل مع الخطأ، فنصل الى نقطة اللاعودة، والى نهاية المطاف، او خط
النهاية، من خلال شعورنا باليأس وكون ان الفرصة قد مرت فلا مجال للتوبة
او العودة والعدول عن الخطأ، انها وساوس الشيطان الذي يسول لابن آدم،
بعدم جدوائية التوبة، وان الفرصة للعودة الى جادة الصواب قد ولت من غير
رجعة، انه هو الذي يغلق ابواب العودة امام الانسان، وهو الذي يرسم خطوط
النهاية لاصحاب النفوس الضعيفة، ولذلك يجب ان نحذره، فلا نصدق وسواسه
او وعوده او تخيلاته واكاذيبه لنحذر كل ذلك،
ولنتذكر دائما، بان كل نفس، بل كل شهيق لنا هو فرصة متجددة للتوبة
وللاقلاع عن الخطا، فلا نيأس من رحمة الله تعالى، فنتردد في التوبة
ونتشبث بالمعصية والخطأ، فمهما عظمت خطايانا، تبقى رحمة الله بعباده
اوسع واشمل.
ان واحدة من اكبر
مصائب الخطائين، يأسهم من التوبة، وظنهم بان وقتها قد فات اوانه، وكان
التوبة محددة بوقت معين، ولذلك يواصلون طريق الخطا، بعد ان انقطع املهم
بالتوبة والتراجع، فيكملون مشوارهم المنحرف بخطا اكبر وجريمة اعظم، كما
هو حال عدو الله ابن ملجم الذي رد على سؤال امير المؤمنين علي بن ابي
طالب عليه السلام، بعد ان ضربه تلك الضربة المسمومة القاتلة في محراب
الصلاة في مدينة الكوفة المقدسة، وما اذا لم يكن له خير امام، في سالف
الايام، اذ أجابة المجرم بقوله {افأنت تنقذ من في النار} وهو جواب
اليائس من رحمة الله تعالى المستسلم لقدره، القانط من امكانية التراجع
عن الذنب بالتوبة.حدث ذلك في رمضان عام اربعين للهجرة، وتكرر المشهد مع
الطاغية الارعن والذليل صدام حسين اذله الله في الدنيا واخزاه في
الاخرة ومن اجل ان لا يتكرر المشهد مع اي
منا، علينا ان نتذكر بان باب الرحمة واسعة، وان رحمة الله تعالى عظيمة
تسع ذنوب العباد، شريطة ان يتوبوا اليه توبة نصوحة، فلا يياسوا او
يقنطوا او يترددوا في العودة اليه تعالى، ولا يظنون بانهم في نهاية
المطاف، وقد فات الاوان عليهم، ابدا.
ثالثا: باب رحمة
في كربلاء، كان
الحسين عليه السلام، باب رحمة، ليس لاصحابه فقط، فذلك امر مفروغ منه،
وانما حتى لمن لم يكن منهم، بل حتى لاولئك الذين حاربوه وجعجعوا به الى
الطف ليواجه حتفه ويكتب التاريخ لم يفكر
الحسين عليه السلام بالانتقام ممن ظلمه عندما قدر على العفو، فكان
مصداق المنقبة النبوية التي تقول {العفو عند المقدرة} ولم يحمل ضغينة
ضد من حاصره ومنعه المنافذ وحال بينه وبين ارض الله الواسعة، ولم يحقد
على من اسرج والجم وتهيأ وتنقب اخباره واسراره خدمة للطاغية يزيد بن
معاوية، عندما لمس في مثلهم التوبة والعدول عن الخطأ والتراجع عن
ارتكاب الجريمة، كما هو حال الحر بن يزيد الرياحي مثلا.
درس كربلاء، اذن،
ان يكون الانسان للانسان باب رحمة، فلا يغلق امامه باب الخير.ان على
الانسان ان يتعايش مع الانسان حتى اذا اختلف معه بالدين او المذهب او
القومية او الراي، فالاختلاف سنة ورحمة وتكامل، لا ينبغي ان يتحول الى
حافز للانتقام والقطيعة والعدوان والاعتداء والتخلف والتراجع، في لحظة
تجلي الحقيقة.
ايها الانسان:
لا تمنع الخير عن
اخيك الانسان، اذا كان الخير بيدك.
لا تفرض عليه
امرا او تجبره على يبني راي تعتقد به ولا يراه هو.
لا تحاصره
بالخيار الاوحد، كما يفعل الطغاة، يزيد مثلا، عندما خير الحسين عليه
السلام بين السلة والذلة فقط، بل حاول ان تضع امامه خيارات عدة لتساعده
على حسن الاختيار، فباب الرحمة واسعة، وسعها الله تعالى، فلماذا تضيقها
على الانسان، وتاليا على نفسك؟
لا تكن سببا
لفشله، بل كن له بابا للنجاح والتقدم والغنى ما وسعك ذلك، خاصة اذا ما
احسن الظن بك، ووجد فيك مثل هذه الباب، فالناس لبعضها، كما يقول المثل
وفي كربلاء، كذلك، لم يفرح الحسين لانه يقتل اعداء الله، ولم
يضحك لانه يراهم يدخلون النار بسببه، ولم تنفتح اساريره لانه شهد تمزق
الامة التي انقسمت آنئذ بين الحق والباطل، بل بكى اعداءه لانهم اما
جهلة واما ظالمون لانفسهم بسبب عدوانهم على كتاب الله الناطق وعدل
القرآن وسبط رسول الله (ص).
وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر
المذكور نصا ودون تعليق.
المصدر:annabaa
|