التطرّف الوهابي يدمّر مساجد المسلمين في المدينة المنورة

 

 

 

مساجد تتحول الى مواقف سيارات وصراف نقد!

أية داهية أصابت هذه العقول المتحجّرة؟ وأية عقيدة هذه التي تبيح للمسلم تدمير مساجد بُنيت في القرن الأول الهجري؟

قال لنا الوهابيون أن القبب التي تبنى على القبور شرك وأنها تعبد من دون الله! فساووها بالأرض، تنزيهاً لله ولعقيدة التوحيد التي جاؤوا بها!

وعبثوا بالقبور ودمروا المقابر، خشية الشرك الذي ما فتيء صرب الوهابية يحذروننا منه، منذ أن قامت دعوتهم قبل قرنين، ولازالوا يرون بأن من يحكمونهم على الشرك!

وأحرقوا الكتب، وصادروا المكتبات، وأتلفوا المخطوطات، والذريعة كانت أنها كتب ضلال تنشر الشرك والخرافة وتتناقض مع معتقدات الوهابيين، اصحاب (العقيدة الصحيحة) و (الإسلام الصافي)!

مائة عام والوهابية تفرد عضلاتها لأسلمة الشعب في الجزيرة العربية، ولازالت تفعل ذلك. وما يغيظها ويغيظ دعاتها أن الشعب المراد توهيبه لم يتغيّر ولم يبدّل هويّته.. كيف تنجز الوهابية بعضاً من أهدافها التبشيرية في الخارج، في حين أنها تعجز عن تحقيق بعضاً من تلك الإنجازات التبشيرية في الداخل؟ كيف لا تستطيع ذلك، ووراءها سلطة تعمل بكامل طاقتها، وتسخر كل طاقاتها المادية والمعنوية في سبيل ذلك الهدف؟ ألا يسبب هذا الأمر غيظاً وحنقاً؟ ألا يعني وجود التعددية الفكرية والثقافية رغم القمع السلطوي السعودي الوهابي فشلاً ذريعاً في عقر دار الوهابية؟

هذا الغيظ لم يجد الوهابيون وأسيادهم آل سعود إلا تنفيسه في الخارج، وبعد أحداث سبتمبر، أصبح الخارج صعب المنال أيضاً. فالوهابية التكفيرية العنفية صارت تحت العين والنظر في معظم بلدان العالم، وليس الغرب فحسب. ولقد أُغلقت معاهد ومراكز للوهابية في أكثر من قطر عربي وإسلامي، وصارت الجماعات السلفية عموماً، والمرتبطة بالسعودية خصوصاً متهمة حتى في بلدان الخليج العربي، بل أن الحكومة السعودية أُجبرت على إغلاق ملحقياتها الدينية في كل سفاراتها بالعالم، وهذه الملحقيات ما هي إلا بدعة هدفها نشر المذهب الوهابي ولا يوجد لها نظير في العرف الدبلوماسي. فنحن نعرف أن هناك ملحقون سياسيون وعسكريون وأمنيون، ولم نسمع أن هناك ملحقين دينيين إلا في السفارات السعودية، غرضها نشر المذهب، وتفجير الصراعات الطائفية في كل بلدان العالم الاسلامي بل العالم أجمع، وحسب الشيخ البوطي، فإن كل المراكز الإسلامية في العالم وخاصة في الغرب تحولت الى مواطن للصراع بين المسلمين أنفسهم بسبب أتباع المذهب الوهابي.

بعد أن كان (الجهاد) متاحاً في أفغانستان والشيشان، وبعد أن كانت الدعوة الوهابية نشطة بأموال النفط في كل بلدان الدنيا، لم يعد أمام الوهابيين من إمكانية للتوسع إلا في الداخل السعودي، وحتى هذا الداخل بدأ يعيد النظر في أفكارها وفي تطرفها وفيما يمكن أن تقدمه للوطن وأهله وحتى للنظام السياسي الراعي والمنشط لها.

إذن.. ليستمر التبشير الداخلي، ولتفتح الأبواب بقدر ما يتاح للجهاد في العراق، وليعوّض النظام خسائر الوهابية بإنجازات داخلية، يأتي في مقدمتها تدمير التراث الإسلامي والإنساني في الحجاز، ففي ذلك التدمير إنجاز للوهابية العمياء، وفي التضييق على الحجاج والمعتمرين وفرض الآراء الوهابية المتطرفة المهينة لكل موحّد يزور أرض المقدسات إنتصار لصرب المذهب الوهابي.

وها هي الوهابية تفتش عن منجز بين ما تبقى من آثار الإسلام لم تهدمه بعد؛ وتجد ضالتها في مساجد أذن لها الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه.. مساجد عمرها أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، قرّر صرب الوهابية أن لا حاجة إليها، وأنها قريبة من بعضها، وأنها لذلك يجب أن تهدم، خاصة وأن بعض الحجاج يتبركون بتلك المساجد، والتبرك شرك!.. إذن فلتحوّل الى مواقف سيارات، أو أي أمرٍ آخر، فالمساجد ليست بيوتاً للطاعة ـ بنظر غلاة الوهابية ـ بل أماكن لعبادة الأوثان التي تعبد من دون الله!

يكتب أحد متطرفي الوهابية في جريدة المدينة (5/10/2004) أنه لم يثبت أن الرسول وأصحابه قاموا أثناء غزوة الخندق ببناء مسجد أو أكثر، ولذا (من الخطأ الفادح الصاق او ربط تلك الغرف الضيقه المسماه بالسبعة مساجد بغزوة الخندق، بل إن بناءها تشويه للاثار الاسلامية وتغيير لمعالمها. لكم هو محزن أن ترى شيخاً كبيراً يتنقل بعناء ومشقة بين تلك الغرف.انه لمن الغش والخداع ايهام عوام المسلمين بان لهذه الغرف أي فضلية او قدسية).

مساجد لا قدسية لها! هذا بعرف الوهابية!

ومساجد تتحول الى مراكز غش وخداع المسلمين! هل يقصدون أن هذه المساجد تحولت الى (مساجد ضرار)؟ وهل هذا التحوّل إكتشاف جديد للوهابيين لم يكتشفه أحدٌ قبلهم في القرون الماضية؟  ألن يأتي الدور وبذات الحجج على مساجد أخرى غير ما هدموه قبل المساجد السبعة؟ ثم أهي مصيبة أن حوّل المسلمون قطعاً من الأرض الى مساجد، حتى إذا افترضنا أن لا أصل لها، وأن أول من ابتناها هو عمر بن عبد العزيز، وهو ما لا ينكره الوهابيون؟!

والغريب أن يعد هدم المساجد، إزالة للتشويه الذي تتعرض له الآثار الإسلامية! هكذا إذن المعادلة المقلوبة. خاصة وأننا نعلم أن الوهابيين لا يعترفون بشيء إسمه آثار إسلامية. ولمن أراد فليقرأ فتاوى الشيخ بن باز على الإنترنت ومن موقع ابن باز نفسه. فكيف يصبح هؤلاء حماة للتراث وللدين وهم لا يرعوون عن هدم بيت الرسول وبيت خديجة وبيوت الصحابة ومقابر الصحابة والتابعين والمكتبات فضلاً عن المساجد؟!

أما المتطرف الوهابي الشيخ صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء الوهابيين، فكتب مقالاً يقول عنوانه: (شرف المدينة ليس بالمساجد السبعة وإنما شرفت بأنها دار الهجرة)! ولكن ما المانع أن شرف الله المدينة بأكثر من سبب؟ أكل هذا التبرير لهدم مساجد، وهل هذا موضوع يستحق النقاش؟ لو قام بهذا الفعل الهندوس أو الصرب وقدموا نفس التبريرات أكنّا نحن المسلمين نرضى عن ذلك ونقبل به؟!

أيّد الفوزان في مقالته بالمدينة (17/9/2004) تدمير المساجد السبعة، وأيّد حجج جماعته الغريبة العجيبة وهي:

ـ أنه يجري التبرك بها وأنها أصبحت وسائل للشرك!

ـ عدم الفائدة من بقائها لأنها ليس يجاورها سكان يصلون فيها الصلوات الخمس وإنما يقصدها الزوار للتبرك فقط!

- لأن وضعها غير طبيعي لتقاربها جداً وصعوبة الوصول!

ـ ويرى الفوزان (إن اعتقاد فضل لهذه المساجد السبعة هو الجهل الذي تجب إزالته بإزالتها من الوجود.. قلت: تجب إزالة المساجد السبعة مع تحفظي على تسميتها مساجد وهي لا تصلى فيها الجمعة ولا الجماعة لأنها في محل ليس فيه ساكن) ويريد الوهابيون دليلاً على أنها مساجد!

يا للعجب وكل الحجاج والمعتمرين طيلة القرون الثلاثة عشر الماضية على الأقل يعتبرونها مساجد! ألا ترون أن الوهابية ليس فقط جاءتنا بدين جديد! بل جاءتنا بتعريف جديد للمسجد!

ويرى المتطرف الفوزان بأن من يقصدها للزيارة أو الصلاة بقصد التبرك (حافز لإزالتها وإراحة الحجاج والمعمرين من عناء الذهاب اليها)! ما شاء الله، يهتمون براحة الحجاج بهدم المساجد من أساسها! وإذا كانت المساجد لا توجد في منطقة سكنى، فلم تحولت الى مواقف سيارات أو صرافات نقد؟! وما المانع أن تترك لمن أراد الزيارة والإقتراب من موقعة الخندق وتذكر تاريخ الرسالة الأول؟ إذا كانت لا تصلح ان تكون مساجد، فلم صلحت أن تكون مواقف وغيرها؟ وإذا كانت متقاربة، فما المزعج في ذلك طالما أنها لا تزعج أحداً كونها بعيدة عن السكن والناس ـ بحسب الفوازان؟!

لا توجد صفاقة بأكثر مما يقوله الوهابيون هذه الأيام بشأن مساجد تدمر، ولو كانت غرفة، فما مشروعية هدم مسجد؟! ولو أن كل مسجد يتبرك به بعض الناس يهدم، لهدم الحرمان أيضاً!

جدل حول الهدم

نادراً ما يحدث أن يُسمح بنقد الممارسات المتطرفة الوهابية خاصة المتعلقة بالآثار الإسلامية. ويبدو أن الحكومة السعودية وجدت هذه المرّة أن نزعة التدمير الوهابية وجرعتها كانت أقسى مما يتحمله المواطنون والمسلمون عموماً، فأرادات إحداث بعض التنفيس، وإلا فإن قرار الهدم وتنفيذه جاريان، وهناك في المخطط أمور أخرى، بينها فصل قبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مسجده، وقد احتاط الوهابيون لذلك منذ التوسعة الأخيرة، حيث يلحظ في التخطيط أن محاولة الفصل جارية ولكنها تنتظر الفرصة المناسبة.

وقد كتب عبد الله محسن الحسني من المدينة المنورة، منتقداً تدمير الآثار الإسلامية في البلاد (صحيفة المدينة 17/09/2004)، وأضاف بأن (الآثار الإسلامية في هذه البلاد المباركة كثيرة ومتفرقة وتحتاج إلى وقفة جادة ورجال نصحاء أمناء على تراث أمتهم، يعملون للمحافظة على الآثار وإظهارها بأحسن صورة وأفضل ما تكون مع مراعاة ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين تجاه هذه الآثار والمعالم). وأضاف بأنه من (العجيب والمستغرب أن يأتي بعض طلبة العلم ومن ينسب إلى المعرفة فيثيرون أراء عجيبة ومقالات غريبة بين الحين والآخر تدور حول أن لا آثار في الإسلام ولا معالم لتاريخ هذا الدين العظيم. وقصروا كل فكرهم وطرحهم حول إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكأن هناك من بيننا من ينكر شيئا منها والعياذ بالله، وزعموا أن الاهتمام بالآثار الإسلامية مناف لإتباع السنة النبوية.

ولأولئك الكرام أقول إن بلادنا ولله الحمد بلاد توحيد ونشر للسنة النبوية، فلا أظن إن بها أقواما من العقلاء والحكماء وأهل الدين والتقى يتعمدون ترك أو مخالفة شيء من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم . فالاهتمام والعناية بالآثار الإسلامية لا يتنافى مع السنة الشريفة , فأنا وأنت وابني وابنك يحتاج إلى إن يجد أثرا إسلاميا يدله على إن هناك ولد النبي صلى الله عليه وسلم وهنا أعزه الله بالنصر على أهل الكفر، وهنا كان الصحابة، وغير ذلك من المعالم الإسلامية التي هي من أعظم وسائل التربية وربط الروح بتلك الأحداث العظيمة . بل لو قرأ أحد أولئك الكرام أخبار الصحابة والعلماء ومدى عنايتهم بالآثار الإسلامية لتريثوا قليلا فيما يكتبونه ولكن العجلة هي مفتاح كل شر والجهل وقلة الإطلاع داء عظيم).

ودلل الكاتب على اهتمام الصحابة والتابعين بالآثار الإسلامية وبالمساجد، خاصة في عهد عمر بن عبد العزيز (الذي اعتنى بالمساجد التي صلى بها النبي صلى الله عليه وسلم أعظم عناية، إذ روى ابن شبه ما لفظه: إن كل مسجد من مساجد المدينة ونواحيها مبنى من الحجارة المنقوشة المطابقة فقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك أن عمر بن عبد العزيز حين بنى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والناس يومئذ متوافرون عن المساجد التي صلى بها النبي صلى الله عليه وسلم ثم بناها بالحجارة المنقوشة المطابقة. وقال الطبري: وهو ـ أي عمر بن عبد العزيز ـ الذي بنى جميع المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم).

تطبيق رأي إبن باز

إن تدمير المساجد السبعة إنما جاء بعد مقدمات وفتاوى مشايخ الوهابية، والذين لهم رأي في مسجد الرسول، وإخراج قبره عليه الصلاة والسلام من المسجد النبوي الشريف. الفتاوى هي المقدمة، والتنفيذ قد يتأخر حسب تقدير آل سعود وحلفائهم الوهابيين لردة الفعل الإسلامية والمحلية.

من الفتاوى التي اعتمدت على هدم المساجد السبعة، واعتبارها مساجد (بدعية)! فتوى ابن باز ولجنة الإفتاء الدائمة حيث أجابت على سؤال: ما حكم الشريعة الإسلامية فيمن يأتي المدينة المنورة ليصلي في المسجد النبوي الشريف، ثم يذهب إلى مسجد قباء ومسجد القبلتين ومسجد الجمعة ومساجد المصلى (مسجد الغمامة ومسجد الصديق ومسجد علي وغيرها من المساجد الأثرية) وبعد دخوله فيها يصلي ركعتي التحية فهل يجوز له ذلك أم لا؟ وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلى: ان الجواب على هذا السؤال يقتضي البيان في التفصيل الآتى: أولا: باستقراء المساجد الموجودة في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة حرسها الله تعالى تبين انها على أنواع هي : النوع الأول: مسجد في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم تثبت له فضيلة بخصوصه وهما مسجدان لا غير، أحدهما: مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو داخل من باب أولى.

ثانيها: مسجد قباء. النوع الثاني: مساجد المسلمين العامة في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فهذه لها ما لعموم المساجد ولا يثبت لها فضل يخصها. النوع الثالث: مسجد بني في جهة كان النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها أو انه هو عين المكان الذي صلى فيه تلك الصلاة، مثل مسجد بني سالم ومصلى العيد، فهذه لم يثبت لها فضيلة تخصها ولم يرد ترغيب في قصدها وصلاة ركعتين فيها. النوع الرابع: مساجد بدعية محدثة نسبت إلى عصر النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء الراشدين واتخذت مزارا مثل المساجد السبعة.

ومسجد في جبل أحد، وغيره فهذه مساجد لا أصل لها في الشرع المطهر، ولا يجوز قصدها لعبادة ولا لغيرها بل هو بدعة ظاهرة. معلوم ان الهدف من بناء المساجد جمع الناس فيها للعبادة، وهو اجتماع مقصود في الشريعة، ووجود المساجد السبعة في مكان واحد لا يحقق هذا الغرض، بل هو مدعاة للافتراق المنافي لمقاصد الشريعة وهي لم تبن للاجتماع، لانها متقاربة جدا وانما بنيت للتبرك بالصلاة فيها والدعاء وهذا ابتداع واضح أما أصل هذه المساجد بهذه التسمية، أي: المساجد السبعة فليس له سند تاريخي على الاطلاق.. وحيث ان هذه المساجد صارت مقصودة من كثير من الناس، لزيارتها والصلاة فيها، والتبرك بها، ويضلل بسببها كثير من الوافدين لزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام. فقصدها بدعة ظاهرة، وابقاؤها يتعارض مع مقاصد الشريعة، وأوامر المبعوث باخلاص العبادة لله، وتقتضي بازالتها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) فتجب ازالتها درءاً للفتنة وسدا لذريعة الشرك وحفاظا على عقيدة المسلمين الصافية وحماية لجناب التوحيد. ومما تقدم يعلم ان توجه الناس عادة إلى هذه المساجد المحدثة لمعرفة الآثار أو للتعبد أو التمسح بجدرانها ومحاريبها والتبرك بها بدعة، ونوع من أنواع الشرك شبيه بعمل الكفار في الجاهلية الأولى بأصنامهم، فيجب على كل مسلم ناصح لنفسه ترك هذا العمل ونصح اخوانه المسلمين بتركه.ثالثا: وبهذا يعلم ان ما يقوم به ضعفاء النفوس من التغرير بالحجاج والزوار وحملهم بالأجرة إلى هذه الأماكن البدعية كالمساجد السبعة هو عمل محرم، وما يؤخذ في مقابله من المال كسب حرام، فيتعين على فاعله تركه. انتهى.

وزير الشؤون الإسلامي ينفي نية التدمير ونصيف يندد!

من جهته زعم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بأنها لا تتعرض للإزالة أو تغيير المعالم (المدينة 19/9/2004).. وقال الوزير: وجهنا تعميما لفرع الوزارة بالمدينة المنورة بهذا الشأن يقتضي بعدم التعرض لها لا بإزالة أو بتغيير معالمها المعروفة. هذا مع العلم أن بعض المساجد قد أُلغيت وغيرت معالمها والأخرى أُغلقت، فما عسى أوامر الوزير أن تفعل، إذا كانت هيئة كبار العلماء وفتاوى الوهابية أنفسهم قد قرروا أمراً آخر. أم أن هذا مجرد تهدئة لخواطر المواطنين والمسلمين، أو هو اتحاد في الرؤية واختلاف في التكتيك وتوقيت الهدم؟

من جانبه طالب أمين عام رابطة العالم الإسلامي السابق الدكتور عبدالله نصيف بتدخل هيئة الآثار والسياحة لحماية المساجد السبعة، ورغم سلفيته هو وأجداده، إلا أنه وهو الحجازي رأى أنه لا يجدر إزالة الآثار الإسلامية بحجة ارتكاب البدع والأخطاء الشرعية. وقال نصيف بأن هذه الآثار تعد وسيلة للاعتبار والاستذكار واستحضار التضحيات. وأضاف بأنه لا يجدر إهمال الآثار الإسلامية مثل مواقع الغزوات النبوية وغار حراء وجبل ثور وغير ذلك من الأماكن بحجة أن هناك من يبتدع فيها أو يرتكب خطأ. وطالب بتصحيح الخطأ إن وجد وليس إزالة الأثر، وتابع بأنه (وإن تم إزالة العديد من الآثار الإسلامية فينبغي الحفاظ على ما بقي منها بأسلوب حكيم ورشيد خاصة وأنه لدينا هيئة عليا للآثار والسياحة وهذه الآثار هي عامل جذب مهم للسياح). وطالب بتدخل الجهات المعنية قائلاً: (هذه المسائل تحتاج إلى ندوة أو ندوات وربما تتولاها وزارة السياحة لأنها الآن مسؤولة عن استجلاب أكبر عدد من السياح ولعل الله سبحانه وتعالى يوفقنا للمحافظة على مابقي من آثار في تراث هذا البلد المعطاء). وانتقد نصيف التسرع في اتخاذ خطوات الهدم والإزالة مشيراً إلى إزالة سوري جدة والمدينة بسرعة هائلة لم يكن له مبرر على الإطلاق موضحاً بأن هناك العديد من المدن حافظ أهلها على أسوارها وامتدت أحياؤها خارج هذه المدن.

وكل ذلك بحسب المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:الحجاز