التاريخ والتاريخية والتعايش

لمياء نعمان

 

 

صيرورة الوقت والتاريخ دلالات لنشوء البشرية وحضارتها، وارتباط الزمن بتلك العلامات هو بداية للتاريخ الذي ارتبط بتنوع الاديان والقوميات والاجناس الذي شكل الامكنة وتعايش المجتمعات والبشروتلك الأزمنة هي دليل على نقطة لبداية انتشار الاديان والثقافات والتراث والفكر.

واختلف المؤرخون والمفكرون والفلاسفة على اختلاف نظرياتهم ومعتقداتهم في تحديد نقطة بداية التاريخ وجاء اتفاقهم للاعلان عن بداية خلق الانسان والكون.. كانت هذه البداية هي بداية حقيقية لنشوء الحضارات للشعوب والمجتمعات القبلية لتزدهر بتعايشهم وتتطورالمدن..وتنتهي بأفول نجمها وفرقتها ودمارها لأسباب!!.. وهذا ما استقيناه عبر معرفتنا بدراسة التاريخ.. وحتى الديانات والمعتقدات المذهبية تسجل تاريخها بانتشار اديانها كالتوراة والانجيل والقرأن، وكل منهم بدأ تأريخه كما نعلم ضمن خانات مرحلية لتتعايش تلك الاديان فيما بينها من دون تناحر وخلاف الا ما ندر وربما تعرضت مسيرتها للمصاعب ولسياسات اجتماعية متطرفة وحاقدة حتى بعد رسوخ رسالاتهم وعلى مر العصور ولكن في النهاية لم يؤثر ذلك على نسيج مجتمعاتهم المتباينة والمختلفة.

والدليل هو انتشار تلك الاديان على اختلاف الاجناس واللغات والمجتمعات والمدن منذ بدء الخليقة وليومنا هذا، وربما على التاريخ ان يدون نفسه عن طريق خطواته وعناوينه ومساراته التاريخية المعروفة في العالم وان يذكر قضية (التعايش) تعايش البشر على اختلاف اديانهم واجناسهم وقومياتهم وعلى مر القرون والأزمان.. وان يمنح البشر منهجية للاستقرار وتكوين انسجة اجتماعية ولدت من خلال مفهومنا هذا.

وقد نادت بعض الافكار والقيادات الشوفينية السياسية وبعض من شخصيات عالمية بعظمة الاجناس والقوميات والمذاهب وخصوصيتها لغرض التفرد بهيمنة سمة للمذهبية والجنس الواحد والقومية و معتقدات فكرية اخرى اخلت بموازين ومفردات ومفاهيم تعيشها مجتمعات بإلفة ومحبة من دون ان تهتم سوى بالانسانية ومرحلة تواجدها على الارض بزمن محدود..

لذا يرتبط التاريخ دوماً بمفهوم التعايش، بشكل متمازج لنشوء الحضارة والمجتمع والدولة والفكر والدين ليأخذ منحى غير تقليدي ليؤمن نسيجا اجتماعيا مختلطا لا يمسه سوى التطرف الفكري والنظرة المتخلفة ليخرب التاريخ نفسه عن طريق مسار لمجتمع يريد التفريق والتلاعب بالمفاهيم ويعمل بها … وربما سنشهد في نهاية التاريخ أفول الفكر المتطرف في طريقة نمط اختلاف عرف التعايش الاجتماعي قبل السياسي والفكري والوجداني لتستطيع ان نقدر وان نعمل لهذا المفهوم في مجتمعات متحضرة منهجية تبحث عن تطور نشوئها ولا تؤمن ولا تسمح للافكار الماسونية والمتطرفة الاخرى لتتسلل الى مجتمعاتنا العربية والاسلامية.

كما علينا ان نضع نقاطا جديدة لنشوء تلك المجتمعات لتتعايش مع بعضها رغم اختلاف مذاهبها وطوائفها ليبدأ تاريخ جديد بعيد عن الفكر المتطرف والاراء المتضاربة ليضع التاريخ نفسه ويدون لنفسه من جديد عناوين جديدة لمجتمعات متحضرة.

وكل ذلك بحسب رأي الكاتب في المصدر المذكور نصا ودون تعليق.

المصدر:جريدة الصباح-7-11-2007