رايس: العراق يستحق قيادة غير طائفية

 

 

مقابلة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع شبكة إيه بي سي الإخبارية

قامت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو بزيارة مفاجئة للعاصمة العراقية بغداد يوم الأحد، 2 نيسان/إبريل، حثا خلالها الزعماء العراقيين على التعجيل في تشكيل حكومة وحدة وطنية. ويوم الاثنين، عقد الوزيران مؤتمراً صحفياً مشتركاً صرحت فيه رايس بأن الجميع "يودون نجاح العراقيين، وإننا نتحدث معهم كحلفاء، كدول، كممثلين لدول بذلت الدم وما زلنا ندفع الكثير من الأموال من أجل بناء عراق مستقر، لكننا ما كنا لنفعل ذلك إن لم نكن نعتقد أن ذلك من مصلحة الولايات المتحدة، وكذلك الحال في حالة بريطانيا ، ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو، فلو لم نكن نعتقد أن ذلك من مصلحة بلدينا أن يكون هناك عراق مستقر ما كنا لنفعل ذلك. ولذلك فإننا سنتعاون ونعمل مع العراقيين".

وسئلت وزيرة الخارجية عن العقبات التي لا تزال تعترض سبيل تشكيل حكومة عراقية جديدة، فأجابت بقولها: "إنهم يحاولون الفصل بين بعض المشاكل وهذا ما استغرق منهم وقتا طويلا. لكنهم يعملون من أجل تشذيب بعض العناصر والفقرات في دستورهم التي تقول لهم إنه لا بد من وجود أساليب معينة للحكم، ولذلك لا بد من وجود هيكل للحكم، ووضع برنامج للحكم. وهذا ما يجب أن يكون معروفا في أي بلد يكون فيها تشكيلة ائتلاف لأنك لا تستطيع أن تشكل ائتلاف وحدة وطنية بدون برنامج وهم وضعوا برنامجا جيدا جدا".

في ما يلي نص مقابلة أجراها ديفيد كيرلي من شبكة أخبار إيه بي سي مع الوزيرة الأميركية قبيل وصولها إلى بغداد:

وزارة الخارجية الأميركية

مكتب المتحدث الرسمي

مقابلة

وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس

مع ديفيد كيرلي من شبكة أخبار إيه بي سي

2 نيسان/إبريل، 2006

بغداد، العراق

سؤال:

لقد قلتم على الطائرة أن الرسالة التي ستنقلونها إلى الزعماء العراقيين لن تتغير. والسيد الجعفري لا يبدو سعيدا. هل قلتم له أي شئ مختلف؟ هل قلتم له إنه لا بد أن يتنحى لكي تتشكل الحكومة.  

وزيرة الخارجية رايس:

لقد أبلغنا رئيس الوزراء بما أبلغنا به كل شخص آخر، وهو أن على كل شخص الآن مسؤولية تتمثل في أن يبذل كل ما يستطيع لكي تتشكل بسرعة حكومة الوحدة الوطنية. فالشعب العراقي يستحق أن تكون لديه مثل هذه الحكومة، وهو بحاجة لتلك الحكومة نظرا لوجود فراغ سياسي ووجود هذا الفراغ ليس أمرا محمودا في مجال السياسة.

لقد أبلغناهم إنه لا بد من أن يتوصلوا إلى تشكيل حكومة تكون قوية ، وتستطيع أن توفر القيادة اللازمة، قيادة غير طائفية، لكن هذا خيار عراقي وأميركا ستدعم هذا الاختيار.

سؤال:

لقد جئتم مع السيد سترو وهذا عامل ضغط قوي جدا، وزيرا الخارجية البريطاني والأميركي موجودان في البلد لنقل رسالة. بم يتم التلويح؟ ما هو التهديد؟

وزيرة الخارجية رايس:

إن الجميع يودون نجاح العراقيين، وإننا نتحدث معهم كحلفاء، كدول، كممثلين لدول بذلت الدم وما زلنا ندفع الكثير من الأموال من أجل بناء عراق مستقر، لكننا ما كنا لنفعل ذلك إن لم نكن نعتقد أن ذلك من مصلحة الولايات المتحدة، وكذلك الحال في حالة بريطانيا ، ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو، فلو لم نكن نعتقد أن ذلك من مصلحة بلدينا أن يكون هناك عراق مستقر ما كنا لنفعل ذلك. ولذلك فإننا سنتعاون ونعمل مع العراقيين.

وما شاهدته في الاجتماعات التي عقدتها اليوم  هو وجود إحساس قوي لديهم بأنهم يدركون حاجتهم لوجود حكومة وحدة وطنية، وأنه يدركون أن الشعب العراقي لم يعد لديه صبر إلى حد ما، وهم يدركون أن المجتمع الدولي يراقبهم . وأعتقد أن ذلك هو – هذه هي الرسالة التي نقلناها.

سؤال:

لكنكم أنتم الذين نقلتم هذه الرسالة، فما الذي طرحتموه على الطاولة هذه المرة؟ ماذا قلتم؟ بم كان التلويح؟ وماذا كان التهديد؟

وزيرة الخارجية رايس:

ليس من الضروري أن يكون هناك تهديد. لكن ما هو من الضروري وجوده هو الالتزام. ولقد قلنا للعراقيين إن الولايات المتحدة ملتزمة، وأن بريطانيا ملتزمة. لكن هذا الالتزام يصحبه توقع بأن الزعماء العراقيين سيفعلون كل ما يستطيعون من أجل الوفاء بالجانب الذي يخصهم من الصفقة.

سؤال:

لكنهم يجرون مساوماتهم منذ عدة شهور ....

وزيرة الخارجية رايس:

لنتحدث عما كانوا يفعلونه خلال الأشهر القليلة الماضية. لقد استغرق الأمر بعض الوقت لحل بعض الموضوعات المتبقية منذ الانتخابات، ورغم أن الانتخابات أجريت في شهر كانون الأول/ديسمبر فقد مضى ما يقرب من شهرين قبل ظهور النتائج النهائية. وهذا – بالمناسبة – شئ نتفهمه في الولايات المتحدة من خلال الانتخابات التي لم تكن بعيدة عندنا.

ثم بعد ذلك بدأوا مناقشاتهم، ليس حول من سيشغل أي منصب فحسب. إنني أعلم، ولقد سمعت أنهم يحاولون الفصل بين بعض المشاكل وهذا ما استغرق منهم وقتا طويلا. لكنهم يعملون من أجل تشذيب بعض العناصر والفقرات في دستورهم التي تقول لهم إنه لا بد من وجود أساليب معينة للحكم، ولذلك لا بد من وجود هيكل للحكم، ووضع برنامج للحكم. وهذا ما يجب أن يكون معروفا في أي بلد يكون فيها تشكيلة ائتلاف لأنك لا تستطيع أن تشكل ائتلاف وحدة وطنية بدون برنامج وهم وضعوا برنامجا جيدا جدا.

سؤال:

 لكن بالنسبة لأؤلئك الذين يمثلون الأقلية، فإنه ليس من مصلحتهم تشكيل حكومة. إن الاستمرار على هذا الطريق قد يبدو منطقيا بدرجة أكبر بالنسبة لهم.

وزيرة الخارجية رايس:

إنني لم أستشف ذلك من أي شخص. ولذلك فإنني أعتقد أنهم يتفهمون حاجتهم لتشكيل حكومة. إنهم أناس مسؤولون. لقد اتسمت تصرفاتهم بالمسؤولية في كل مرة كانوا يواجهون تحديا وهم يعرفون أن أفضل شئ بالنسبة لهم هو تشكيل حكومة. لكنه صعب. وهذه الفئات، هذه الفئات المنوعة – الشيعة والأكراد والشيعة وغيرهم – والسنة وغيرهم، لقد عاشوا قرونا طويلة كانت الاختلافات فيما بينهم تحل إما بالقهر أو بالعنف. و ...

سؤال:

لكن ليس كما حدث مؤخرا – ليس سريعا مثلما تفعل الولايات المتحدة، أليس ذلك صحيحا؟

وزيرة الخارجية رايس:

حسنا، إنهم الآن يطلبون – إنهم يطالبون بفعل ذلك بالأساليب السياسية ومن خلال التسويات. إنه صعب. ولكن بقدر صعوبته، فإن الرسالة التي نبعث بها هي أن الوقت قد حان لإنهاء المفاوضات وإنجاز المهمة.

سؤال:

وماذا قلتم لهم؟ وكم من الوقت سيستغرق ذلك؟

وزيرة الخارجية رايس:

 حسنا، إننا لم نحدد موعدا نهائيا، ولن نحدد موعدا نهائيا. لكن كما هو واضح فهناك حاجة ملحة هنا، والموضوع مستمر منذ مدة طويلة. وعليهم اتخاذ بعض القرارات فيما يتعلق بكيفية التقدم نحو الأمام وكيفية اختيار القيادة التي ستكون قادرة حقيقة على منح تلك الحكومة العراقية القوة والتوجيه.

سؤال:

في وقت أقل مما استغرق منهم؟

وزيرة الخارجية رايس:

حسنا، لن أقول في وقت أقل. فليس من المهم لو كان الوقت أقل مما استغرقه منهم. حقيقة الموضوع هي أنهم عند النقطة التي هم عندها. ورغم ذلك فإن ما يحتاجون إلى فعله بسرعة جدا هو فعلا تشكيل الحكومة، وبمجرد تشكيل الحكومة، سيكون ما زال أمامهم الكثير مما عليهم أن يفعلوه.

سؤال:

أعتقد أننا أخذنا الدقائق الخمس المخصصة لنا.

وزيرة الخارجية رايس: عظيم. إذا أشكركم شكرا جزيلا.

شكرا لكم السيدة الوزيرة.

وزيرة الخارجية رايس: شكرا جزيلا لكم. شكرا. من دواعي سروري. 

وكل ذلك بحسب المصدر ونصا .

المصدر : نشرة واشنطن - بغداد، 4 نيسان/إبريل، 2006