الشبكة الرسالية تستضيف سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي دام ظله

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

و الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله الطيبين الطاهرين

نص المقابلة التى أجراها مندوب موقع اللجنة الرسالية مع سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازى بمكتب سماحة العلامة الشيخ عبدالشهيد الستراوى بالعاصمة المنامة بتأريخ

20 / 11 / 2005 م . بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرحيل السيد المرجع المجدد الشيرازي ( قدس سره ) .

الرسالية :

فى البدء نتقدم باسم موقع اللجنة الرسالية بأحر آيات العزاء لسماحتكم بهذا المصاب الجلل سائلين المولى تبارك و تعالى أن يتغمد السيد المرجع الراحل بواسع رحمته و أن يحشره فى زمرة النبي محمد وآله الطاهرين فى مقعد صدق عند مليك مقتدر .

سيدنا الجليل :

بصفتكم أبنا للسيد الراحل المجدد الشيرازي ( رضوان الله عليه ) و نشأتم فى ظل مدرسته العلمية و التربوية , فهل من الممكن أن تحدثوننا عن أهم الدروس و العبر التي استلهمتموها من هذه المدرسة النورانية كأحد الأبناء لسماحتة ؟

السيد مرتضى الشيرازي :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و أله أجمعين و اللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم .

 فى البدء أشكركم على جهودكم التي تبذلونها فى نشر الفكر و الثقافة الإسلامية الأصيلة و فكر أهل البيت عليهم أفضل الصلاة و السلام و شكر الله جهودكم و تقبل منكم و أما الدروس و العبر التي نستلهمها من مدرسة المجدد الشيرازي الثاني سلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي ( رضوان الله عليه ) فهي كثيرة و لكن منها:

الدرس الأول :

التوكل على الله , أن الإنسان فى الصعاب و فى المنعطفات و فى المطبات و فى المزالق و فى المهالك يتوكل على الله سبحانه و تعالى فينقله إلى وضع جميل , و فى هذا الحـقـل هناك الكثير من القصص عن السيد ( رحمه الله ) و لكن أجمالا يكفى أن نعرف أن حياته كلها كانت قطعة من التوكل على الله سبحانه وتعالى , فالإنسان أولا يتوكل على الله .

الدرس الثاني :

التعقـل : حيث كان يوصينا ( رضوان الله عليه ) بالحكمة و التعقل و معالجة الأمور , سواء الإنسان تعامل مع زوجته أو أولاده أو مع شريكه أو أصدقائه أو كان فى شركة أو حسينية أو مسجد أو تنظيم أو نقابة أو غير ذلك فعليه أن يتعامل بحكمة .بحيث أن القوة الغضبية لا تطغى على قراراته , القوة الشهوية و العصبية لا تطغى و الحسد و الحقد و البغضاء و ما شابه ذلك لا يكون هو الحاكم , فالتوكل من جهة و التعقل من جهة أخرى

الدرس الثالث:

التوسل بالنبي ( ص ) و بأهل بيته ( عليهم السلام ) حيث يقول تبارك و تعالى ( و ابتغوا إليه الوسيلة ) فمن أفضل الوسائل إلى الله محمد و أهل بيته الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

الرسالية :

سيدنا : يذكر أنكم أكثر أبناء السيد الشيرازي قربا إلى قلبه بسبب ظروف السجن و الإبعاد الذى فرق بينكما , فهل هناك كلمة فى هذا الجانب المؤلم ؟

السيد مرتضى الشيرازي:

فى الواقع القرب إلى القلب أمر يعلمه الله سبحانه و تعالى , و أنا ما أذكر فى هذا الحقل لكن الوالد ( رضوان الله عليه ) له كلمة عابرة أكثر فائدة من هذه الكلمة الخاصة أو الشخصية .

فى الواقع أن الوالد ( رضوان الله عليه ) كان يحب كل عامل و كل مخلص و كل نشيط و كان يشجع و كان قرب الناس إليه بمقدار أخلاصهم و عملهم و تضحيتهم , فأي أحد يسمع منه تضحية و خدمة و أخلاص فكان يستنير وجهه و يتهلهل وجهه عندما يسمع الأخبار الايجابية النافعة فى خدمة أهل البيت ( ع ) و فى خدمة الناس .

الرسـالية :

سيدنا :

كانت مراسلاتكم الخطية أثناء السجن إلى السيدة الوالدة و السيد الوالد ( رضوان الله عليه ) و الإخوان الأعزاء جداً عاطفية , فهل لكم أن تصفوا شعوركم , و لماذا كنت تكتب بهذا العمق من العاطفة و كأنها رسائل عاطفية شبه رسمية وليست إلى الوالد أو الوالدة ؟؟

السيد مرتضى الشيرازي:

يعنى بقطع النظر عن بحث السجن أو لا سجن , أنا لا أريد أن أدخل فى هذه القضايا , لكننا ننطلق من زاوية أعم , أن الإنسان حينما يمر بظروف مختلفة فالظروف المختلفة تصقـل مواهب مختلف تتـناسب مع تلك الظروف و هذه من حكمة الله سبحانه و تعالى أن الإنسان إذا مر بضائقة أو شدة كسجن أو محنة اقتصادية أو غير ذلك فهذه تصقل مواهبه الأخرى التي هي عادة تكون ضعيفة أو ليست بالقوية أو أحيانا مغفولا عنها فى الظروف العادية و هذا من فلسفة الابتلاء و الامتحان . و هناك رواية :أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ملك لم يأته قبلها ومعه جبرائيل فقال الملك وجبرائيل صامت إن ربك يخيرك بين أن تكون نبيا ملكا او نبيا عبدا فنظر الى جبرائيل كالمستأذن له فأشار إليه أن تواضع فقال رسول الله بل نبيا عبدا ، أجوع يوما فأحمد الله و اشبع يوما فأشكر الله ) فدع الرخاء و الشدة متناوبة علىّ , و الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه و نصيحتي لك و للإخوة : إذا مروا بشدة فليتجهوا إلى الله أكثر , و دائما الإنسان لازم يتجه و لكن فى هذه الفرصة احتمالات القربة إلى الله و استجابة الدعاء أكثر .

الجانب البحريني  

الرســالية :

سيدنا : ماذا يمثل لكم الثـقـل البحراني بالنظر إلى قلة عدد السكان ؟ والذي يمثل قطاع او ضاحية او ناحية من نواحي مدينة بغداد أو كربلاء المقدسة ؟؟

السيد مرتضى الشيرازي:

السؤال جيد و جميل , البحرين مثل ما أتفضلت بقلة نفوسها يمكن أقل من نصف مليون تقريبا , لكن لها وزن عالمي و لله الحمد , أولا لتأريخ علماءها الأبرار و شيعتها الطيبين و خدمة أهل البيت ( ع ) , منذ القدم البحرين تميزت بأنها كانت معلم من معالم الدين و كان أهلها مخلصين و طيبين و خدومين و الآن أيضا تمتاز بهذه الصفات , بالأمس سألت أحد الإخوة الكرام عن عدد المساجد و الحسينيات فقال أن عدد مساجد الشيعة تصل إلى 800 مسجد مسجلة و حوالي 1500 حسينية مسجلة فى الأوقاف و هذا يدل على شدة ارتباط شيعة أهل البيت ( ع ) بالله سبحانه و تعالى و برسوله و بأهل البيت ( ع ) لكن يبقى هذه صفات ايجابية أهلها طيبون ومضيافون . يبقى أن البحرين تستطيع و أهل البحرين أن ينتجوا عالميا لصالح الفكر السليم و الصحيح و لمنهج أهل البيت ( ع ) .

الرسـالية :

سيدنا : لماذا لا يبتعث أحد أبناء السيد الشيرازي للإقامة فى البحرين ممثلا للمرجعية الدينية أسوة بدولة الكويت ؟

السيد مرتضى الشيرازي:

نحن نشكر الله سبحانه و تعالى أن فى البحرين هنالك علماء مؤمنين طيبين ـ وأيضاً ـ هنا من تلامذة الوالد ( رضوان الله عليه ) و هم موجودون والحمد لله فيهم الخير و البركة و الكفاية. و فيكم أنتم المؤمنون أيضا , نحن نحسن الظن بكم و نشكركم على جهودكم و نشيد بها و شكر الله سعيكم .

الرسالية : سيدنا : لماذا لم يتم دعوة منظمة غنيس للأرقام القياسية لتثبيت الكم الهائل من الكتب التي ألفها السيد الشيرازي الراحل كصاحب أكبر مؤلفات في التاريخ القديم والحديث على مر الزمان ؟ حتى سميّ بسلطان المؤلفين ؟

السيد مرتضى الشيرازي:

دعوناهم و أرسلت لهم الوثائق الكافية التي تثبت أن المؤلفات وصلت إلى 1300 كتاب مع المعلومات الكافية الشافية لكن مع الأسف هناك خطوط صهيونية أو غيرها أوقفت هذه المعلومة و لم يكن هناك من الشيعة من يتحرك بمستوى عالمي للتصدي لهذا اللوبي الصهيوني الضاغط فى الاتجاه المعاكس .!!!

الرسالية :

سيدنا : ناديتم و أنتم فى واشنطن بالعفو عن البعثيين و فلول صدام البائد , أليست هذه دعوة تصب فى مصلحة هؤلاء الإرهابيين و كما صرح سماحة آية الله السيد هادى المدرسي أمس الأول فى الائتلاف الاسلامى أن العفو و الصلح مع البعثيين تناقض مع القيم و خيانة لدماء الشهداء و الشعب العراقي ؟

السيد مرتضى الشيرازي:

لاحظوا أن هناك عندنا عنوان أولى و عندنا عنوان ثانوي.

العنوان الأولى: أن المجرم يعاقب و يحاسب و يجرى عليه ما يستحق.

والعنوان الثانوي : هذا من صلاحيات الحاكم الشرعي , الرسول الأعظم ( ص ) : عندما فتح الله له مكة , أهل مكة قسم منهم كانوا يستحقون العقوبة " عقوبة القتل " و لمدة23 سنة كانوا يقودون معركة ضد شخص أعظم أهل الأرض ألا أن الرسول عفا عن أهل مكة هذا بالعنوان الثانوي إن صح التعبير من صلاحيات الحاكم الشرعي أن يحكم بالعفو لمصالح إسلامية عليا , و حتى عفا عن أبى سفيان مع أن أبا سفيان كان رأس الشرك الذي قاد المعركة ضده طوال 23 سنة و كذلك الإمام على ( ع ) عفا عن أهل البصرة و أهل الجمل و قال ( ع ): (مننت على أهل البصرة كما من رسول الله ( ص ) على أهل مكة هذا عنوان ثانوي و تارة يكون عندنا عنوان أولى , الذين يحرمون و يضربون و يبالغون فى العقوبة يدخل على العنوان الأولى يعنى لهم استدلالهم و دليلهم لكن الكلام فى إطار العنوان الثانوي هذه من صلاحيات الحاكم الشرعي أن يعفو لأجل مصالح عليا .

الرسالية :

سيدنا : وفى الختام نتقدم باسم موقع اللجنة الرسالية بجزيل الشكر لسماحتكم على إتاحة هذه الفرصة لنا بسؤالكم و دمتم عزا و ذخرا للمسلمين .

فهل لنا بكلمة مكتوبة بخط يدكم الكريمة للموقع وللقراء والأخوة الشباب ؟؟

السيد مرتضى الشيرازي:

بلي !! هذه هي وصاياي أنقلها لكم مختومة بالتوقيع المبارك لسماحة السيد مرتضى الشيرازي ،إهداء للشبكة الرسالية المخطوطة بالتوقيع الكريم ، من وصايا الأمام الراحل الشيرازي لأبنه وينقلها لنا سماحته والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

المصدر : forum.alresalia