إنقلاب خطير على الدستور العراقي ؛ السعودية تقود مشروعا لتحقيق «انقلاب ابيض» في العراق يطيح بحكومة المالكي

 

 

هدهد سليمان

 

وصف مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي التحرك الدبلوماسي السعودي المكثف باتجاه الشأن العراقي بأنه "هجمة دبلوماسية ناجحة لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق".

وقال هذا المصدر: "إن دعوة رئيس إقليم وكردستان العراق السيد مسعود برزاني للرياض ولقائه بكبار قادة هذا البلد يشكل منعطفا في مسار الدبلوماسية السعودية في تعاملها مع الملف العراقي بعدما تورطت مؤخرا في استعداء شيعة العراق من خلال إطلاق العنان لعلمائهم بإصدار الفتاوى التي تشجع عمليات العنف ضدهم وتتهم بالكفر والضلال!!"

واكد هذا المصدر بان هذه الزيارة تم الإعداد لها بشكل دقيق وتم الاتفاق على تفاصيلها حتى قبل ان يصل مسعود برزاني إلى الرياض حيث مهد لهذه الزيارة وزير الخارجية هوشيار زيباري في زيارته السابقة للرياض في الشهر الماضي.

وساهم السفير الأميركي خليل زلماي زاد في مناقشة موضوعاتها المقترحة مع الزعيم الكوردي بصحبة رئيس الحكومة الأسبق إياد علاوي أثناء توجههما إلى اربيل في الأسبوع الماضي.

هذا وأكد مراقبون مختصون بالشأن العراقي إن المعلومات تشير ومن خلال تقارير غربية وتقارير إقليمية إن السعودية تقود عملا دبلوماسيا مكثفا يهدف إلى التمهيد لقيام "انقلاب ابيض" في العراق بالتعاون والتنسيق مع الأميركيين.

وإنها تبذل جهودا كبيرة لتفكيك القوى المتحالفة مع الائتلاف العراقي الذي يتزعمه السيد عبد العزيز الحكيم والتحالف الكوردساتني هو أقوى حليف للائتلاف وبدونه لم يكن ليتمكن من تشكيل الحكومة أو التحكم بتوزيع الحقائب فيها.

ويضيف هؤلاء المراقبون: إلى إن السعودية باتت توفر الآن للمشروع الأميركي للإطاحة بنفوذ الائتلاف الشيعي العراقي "دستوريا" إمكانات هائلة دبلوماسية ومالية.

وانها هيأت كل الإغراءات لاستقطاب التحالف الكردستاني إلى جانب القوى السنية الأخرى وقائمة إياد علاوي لخلق كتلة برلمانية جديدة تطيح بانجازات الائتلاف العراقي وتنهي حكومة المالكي وتمهد لعودة الدكتور اياد علاوي للسلطة بكل اقتدار ونفوذ!!.

كما أكد هؤلاء المراقبون على ان الرياض أعدت العدة لاستثمار زيارة مسعود البرزاني رئيس إقليم وكردستان في أبعاد أمنية أيضا والتوقيع على اتفاقات ثنائية للتعاون الأمني وتبادل المعلومات مع الجانب الكوردي.

ولعل الرياض وجدت من المناسب أن تعطي لتلك الزيارة عنوانا امنيا كبيرا ومقروءا من الوهلة الأولى وعدم حصر هذا الموضوع خلف الأبواب المغلقة.

وذلك من خلال اختيار رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز لاستقبال البرزاني والوفد المرافق له في مطار الملك خالد في الرياض.

وإذا قرأنا تصريحات القيادي في الائتلاف العراقي الشيخ همام حمودي في لندن مؤخرا وتحذيره من مخطط أجنبي تدعمه قوى إقليمية للإطاحة بالعملية الدستورية في العراق ندرك حينها مقدار القلق الذي يساور قادة الائتلاف العراقي الذين باتوا يواجهون تحديا خطيرا يتجسد في انفراط الحلفاء والمتحالفين مع الائتلاف العراقي بشكل متسارع.

ولم يظهر حتى الآن ما يشير على إمكانية التصدي له أو الرغبة في العمل على استعادة من تخلى وانسحب من الائتلاف مثل حزب الفضيلة الذي ترك عضويته في الائتلاف وقرر أن يعمل ككتلة لوحده دون تحالف في مجلس النواب.

و كلذ لك بحسب المصدر المذكور نصا و دون تعليق.

المصدر: watan-24-3-2007